النائب البرغوثي:يجب بذل كل جهد لردع عدوان اسرائيلي جديد على قطاع غزة
نشر بتاريخ: 28/12/2010 ( آخر تحديث: 28/12/2010 الساعة: 10:10 )
رام الله- معا- اكد النائب مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ان ما يجري اليوم في قطاع غزة من قبل الاحتلال يشابه ما جرى في تشرين الثاني عام 2008، عندما قامت اسرائيل باستفزازات متتالية لاستفزاز الفلسطينيين واللجوء الى ردود فعل ومن ثم استخدام الصواريخ ودفاع الفلسطينيين عن انفسهم مبررا لشن عدوان على القطاع.
واضاف البرغوثي، اننا اثبتنا انذاك ان الذي بدا الحرب والتصعيد هي اسرائيل وهو ما اقرت به محطة "سي ان ان" ولم ينتبه معظم الاعلام العالمي لذلك.
وحذر البرغوثي، من خطر الاستفزازات الاسرائيلية وسعي حكومة نتنياهو لخلق مبررات جديدة لهجوم جديد على القطاع.
واستعرض النائب مصطفى البرغوثي، حجم الجريمة الهائلة التي ارتكبها الاحتلال قبل عامين، مؤكدا انه لو جرى تركيز الاعلام الدولي على حقيقة تلك الجريمة، فان ذلك سيشكل رادعا لاسرائيل حتى لا ترتكب حماقة مماثلة.
واشار البرغوثي، الى ان قطاع غزة ما زال محاصرا برا وجوا وبحرا وانه ما زال محتلا، وان عمليات الاغتيال لم تتوقف وان اي صياد يدخل مسافة (5) اميال في عمق البحر، يتم اطلاق النار عليه الى جانب المعابر المغلقة.
واكد النائب مصطفى البرغوثي، ان العدوان على غزة خلف (1420) شهيدا، منهم (412) طفلا، و(110) امرأة، وان اكثر من 80% من الشهداء كانوا من المدنيين الى جانب (5300) جريح، منهم (450) اصيبوا بجروح خطيرة الى جانب (1855) طفلا، و(795) امراة اصبن بجروح.
وقال البرغوثي، انه لو كان عدد سكان القطاع مساويا لعدد سكان الولايات المتحدة الاميركية لكان عدد الشهداء قد وصل بالنسبة والتناسب الى ربع مليون شخص، ولكان عدد الجرحى مليون انسان خلال ثلاثة اسابيع، متسائلا انه ماذا كان بيد الولايات المتحدة فعله في مثل تلك الحالة؟، مؤكدا ان هذا العدد اكثر من ضعف ما خسرته اميركا خلال حربها في فيتنام على مدى عشرة اعوام.
وقال البرغوثي، ان عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ (1420) بينما قتل من الاسرائيليين فقط (14)، بينهم (3) مدنيين، و(11) جنديا، بينهم (7) قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي، نفسه الامر الذي يجعل النسبة 100:1 وهو ما يؤكد ان الحرب شنت من جانب واحد هو اسرائيل حيث لا يوجد تكافؤ سواء في القوة العسكرية والامكانيات وغيرها.
واوضح البرغوثي، ان استخدام كلمة حرب فيه كثير من الخطأ لان الحروب تدور بين الجيوش وفي حالة غزة الذي جرى هو عدوان من جانب واحد محذرا من محاولة اسرائيل تكرار ذلك استنادا الى اقوال نائب رئيس الجيش الاسرائيلي في معرض تبريره لماذا يفضلوا بقاء الضفة وغزة منقسمتين من اجل ابقاء القطاع كيانا معاديا حتى تبطش به اسرائيل كما تريد ومتى تريد.
واشار البرغوثي، الى ان العدوان على غزة ادى الى تدمير (25) الف منزل، وتحويل احياء الى اثر بعد عين، مثلما جرى مع حي عبد ربه الى جانب تدمير المدارس والمشافي والمساجد والمؤسسات المدنية.
وقال البرغوثي، ان مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد بعد العدوان، رصد مئات ملايين الدولارات لاعادة البناء ولم يصرف منها شيئ ولم يجر اعادة بناء المناطق المدمرة.
واوضح البرغوثي، ان الاحتلال دمر اثناء خروجه من القطاع (260) مصنعا من اجل تدمير ما تبقى من بنية تحتية واقتصادية.
واشار البرغوثي، الى جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة التي ذكرها تقرير غولدستون وهي، الاستخدام المفرط للقوة، والاعتداء على المدنيين، وقتل المدنيين، ومنع الخدمات الطبية من الوصول إلى الجرحى والاعتداء على الفرق والمراكز الطبية، واستخدام أسلحة محرمة دوليا كالفسفور الابيض الذي ادى الى موت واصابة العديد من المواطنين والتخريب المقصود والمنهجي للبيئة والبنية التحتية.
واستعرض البرغوثي، صورا ومشاهد لجرحى اصيبوا بحروق جراء الفسفور الابيض، الى جانب استخدام القنابل التي تطلق سهاما "الدمدم"،وتنشر سهاما على مساحة كبيرة لايقاع اكبر قدر من الضحايا.
واكد النائب مصطفى البرغوثي، ان العديد من الجرحى بترت اطرافهم جراء تلك القنابل، وهو ما اقرت به اللجنة الطبية الدولية التي حضرت الى الاراضي الفلسطينية بدعوة منا.
وقال البرغوثي، ان هناك قصصا مرعبة خلفتها اعتداءات الاحتلال بينها قصة عائلة بعلوشة في غزة، التي فقدت خمس اخوات اصغرهن جواهر اربعة اعوام واكبرهن تحرير 17 عاما، فيما جرحت والدتهن سميرة بعلوشة جراء العدوان التي استشهدن بناتها امام عينيها.
كما استذكر البرغوثي، ذلك الاب الذي قصفت سيارته وترك ابناؤه ينزفون على مدى (24) ساعة، بعد ان منع الاحتلال سيارات الاسعاف من الوصول اليه حيث شهد موت ابنائه الواحد تلو الاخر دون ان يتمكن من فعل شيء لهم.
وقال البرغوثي، انه لو نقل تقرير غولدستون الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل، لما كانت تجرات حكومة نتنياهو على التفكير بشن عدوان جديد على القطاع.
واضاف البرغوثي، ان مجرمي الحرب الاسرائيليين يواجهون اليوم صعوبات ومن بينهم تسيفي ليفني، التي لا تستطيع السفر مثلا الى بريطانيا لان محاكم الحرب هناك تنتظرهم الا ان اسرائيل مازالت تشعر بانها فوق القانون الدولي الامر الذي يستدعي نشر الوعي في هذا المجال كي لا ينسى ما جرى من عدوان في غزة.
واشار البرغوثي، الى ان اسرائيل تخطط لشن عدوان جديد على غزة داعيا الى اخذ تصريحات اشكنازي على محمل الجد وتهديداته بعدوان على القطاع اوسع واخطر مما جرى.
واكد النائب مصطفى البرغوثي، ان من بين الاسباب وراء عزم اسرائيل شن عدوان جديد على غزة يكمن في انها تعيش ازمة بعد ان افشلت المفاوضات باستمرارها بالاستيطان مما خلق ازمة دولية وتواجه تحركات شعبية وحركة مقاطعة وفرض عقوبات عليها من قبل المجتمع المدني الدولي، الى جانب تصاعد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية وحدودها على الاراضي المحتلة عام 67، وعاصمتها القدس الامر الذي يعني ان اجراءات الاحتلال على الارض باطلة.
وقال البرغوثي، ان اسرائيل تحاول الخروج من ازمتها عبر افتعال الحروب والعدوان على غزة لاخفاء ازمتها.
واشار البرغوثي، الى ان السبب الاخر هو ان الاسلحة التي تصدرها اسرائيل للعالم قد تم تجريبها على الشعب الفلسطيني خاصة في غزة لا سيما الطائرات بدون طيار، واضاف ان اسرائيل التي اصبحت ثالث مصدر للسلاح في العالم، تسعى الى تجريب اسلحة جديدة على شعبنا واستخدام سكان غزة ميدانا لتجاربها الاجرامية.
كما اشار البرغوثي، الى سبب اخر وهو اعتقاد اسرائيل بانها بحاجة لاعادة السيطرة على القطاع من اجل تمرير فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة لابتلاع بين 60-70% من الضفة، بما فيها القدس وتحويل فكرة الوجود الفلسطيني الى مجرد سجون وكانتونات ومعازل وتكون غزة جزءا من تلك المعازل بعد ان استفادت اسرائيل من الانقسام الداخلي الفلسطيني للادعاء امام العالم ان الممثلين الفلسطينيين ضعفاء ولا يمثلون جميع الشعب.
وحيا البرغوثي، اسر الشهداء والجرحى والاسرى وصمود شعبنا في القطاع امام الحصار معربا عن شكره لكل المتضامنين الدولين الذين كسروا الحصار عبر السفن لا سيما اسطول الحرية
واكد البرغوثي، ان اكبر تضامن يجب ان يبذل الان هو استنهاض حملة لردع عدوان جديد ضد القطاع واستعادة الوحدة الوطنية وتنحية الخلافات جانبا وتشكيل حكومة وحدة وطنية وارادة وطنية موحدة، والاستفادة من اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية، والقيام بجهد كبير لردع جريمة جديدة ضد شعبنا في غزة.