أغنية "كاتيوشا" التي تنتظر حبيبها .. أصبحت سلاحاً في أيدي الثوار الفقراء!
نشر بتاريخ: 08/08/2006 ( آخر تحديث: 08/08/2006 الساعة: 11:45 )
بيت لحم- معا- بدأت حكاية "الكاتيوشا" بأغنية شعبية روسية شهيرة، وفيها كانت الفتاة كاترينا تغني منتظرة عودة حبيبها من الحرب.
وتشابكت حالتا الحب والحرب لتصبح كاتيوشا (اسم الدلع لكاترينا) صاروخا روسيا حربيا أزعج الألمان كثيراً في الحرب العالمية الثانية، للدرجة التي صار اسم سيمفونية ستالين يطلق من قبل الألمان على زخّات مجموعات الكاتيوشا المتلاحقة التي تنهمر على جيوشهم ومدنهم.
ومن مقاطع أغنية كاتيوشا:
أغنية الحب التي تود أن تعلنها عذراؤها
طاردي الشمس وأسرعي دون تأخر
وأرسلي تحية حارة من خطى كاتيوشا
إلى حارس الحدود البعيدة جداً
***
لعل الفتى يتذكر فتاته القروية
لعلّه يسمع حبها الرقيق
ويحرس بلاده الأم إلى الأبد
وكاتيوشا تحرس حبها بدرجة لا تقل عنه
وتحضر سيرة الكاتيوشا بقوة هذه الأيام لاستخدامها بصورة مكثفة من قبل حزب الله في قصف مواقع ومدن إسرائيل، التي لم تتمكن من إيجاد حلّ لهذا النوع من الأسلحة البدائية التي بدأ عمرها يقترب من 70 سنة.
ولم يكن رجال المقاومة اللبنانية في حزب الله أول من استخدم هذا النوع من الصواريخ ضد إسرائيل، فقد سبقتهم بذلك حركة فتح أكثر من مرة، واستهدفت في إحداها الكنيست الإسرائيلي في 23/8/1969 انتقاما لقيام المتطرفين اليهود بحرق المسجد الأقصى، وحينها اعتقلت إسرائيل عدداً كبيراً من الناشطين الفلسطينيين ودمرت بيوتهم في بيت فجار، والعبيدية، والخليل، وبيت لحم، والتعامرة .
ويعتبر صاروخ الكاتيوشا من الأسلحة الخفيفة التي يسهل استخدامها وإخفاؤها والتحرك بيسر عند إطلاقها، ويمكن نصبها على قاعدة ثابتة أو حملها على الكتف.
وعلى الرغم من فعاليته المحدودة، غير أنه يربك الخصم ويحدث البلبلة والرعب في مجتمعاته أو مجموعاته، وإلى ذلك فهو رخيص غير مكلف، مما جعل الثوار ورجال المقاومة يستخدمونه في حركات التحرر، لأن الحصول عليه ليس من الأمور الصعبة.
ولعلّ الكاتيوشا كان من أكثر الأسلحة إزعاجاً للجنود الأمريكيين في فيتنام، وهو يشكل حالياً سلاحاً فعالاً بيد المقاومة العراقية ضد الاحتلال، كما استخدمته المقاومة اللبنانية منذ نشأتها ضد إسرائيل، وهذه الأخيرة لم تجد حلاً للحدّ من أضراره لبدائيته من جهة، ولقيام حزب الله بتطويره من جهة أخرى.
ولأنه بعد الحرب العالمية الثانية وتطور الأسلحة الفتاكة، تحول من حرب الجيوش النظامية ضد بعضها، إلى المقاومين ضد الاحتلال، فقد أطلق عليه بعض المحللين والخبراء اسم "سلاح الفقراء".
أجري أول اختبار على هذا النوع من الصواريخ في روسيا عام 1938، ويبلغ المدى الذي يصل إليه بين 10 و22 كلم، وبعد تطويره يقول خبراء إن مداه قد يصل إلى 70 كلم، ومن هنا فقد لعب دوراً هاما في المواجهة الطويلة بين حزب الله وإسرائيل، وكان من الأسباب التي أدت إلى قيام تفاهم أبريل 1996، ثم إلى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.