بعد مرور عامين على حرب غزة- مفهوم اولمرت للحرب ينتصر على باراك
نشر بتاريخ: 28/12/2010 ( آخر تحديث: 28/12/2010 الساعة: 15:15 )
بيت لحم- معا- كتب المحلل العسكري للقناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي رون بن يشاي اليوم الثلاثاء تحليلا للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين وذلك على صحيفة "يديعوت احرونوت"، خاصة انه بدأ تحليله بنظرة على الواقع الراهن وحالة التوتر التي تشهدها الحدود مع قطاع غزة منذ بداية هذا الشهر، والعنوان الاساسي لهذه المرحلة هل تقدم اسرائيل على "الرصاص المصبوب 2" ، بحيث اصبحت فكرة شن الحرب على غزة منتهية ويبقى متى تقع هذه الحرب.
واضاف يشاي" اليوم وبعد مرور عامين على الحرب فان معظم القادة في الجيش الاسرائيلي وكذلك الوزراء بالاضافة الى اعضاء الكنيست ورؤساء المجالس المحلية للمنطقة المحيطة بقطاع غزة يؤيدون شن حرب جديدة على القطاع، حيث اصبح السؤال الان ليس هل تقع الحرب بل متى ستقع الحرب؟، وهذا ما يعيدنا الى الحرب نفسها والتناقض الذي حصل بين مفهومين انذاك، الاول يمثله رئيس الوزراء ايهود اولمرت مع قائد المنطقة الجنوبية جلانت، والثاني كان يمثله وزير الجيش باراك مع قائد الجيش اشكنازي".
واشار الى مفهوم اولمرت -جلانت والذي كان يتمثل بالقيام بعملية عسكرية تصل لاسقاط سلطة حركة حماس في قطاع غزة، وذلك من خلال احتلال شمال قطاع غزة وكذلك وسطها بالاضافة الى الشريط الحدودي بين مدينة رفح ومصر، حيث يبقى الجيش الاسرائيلي لوقت من الزمن يستطيع من خلالها الجيش والشاباك تدمير انفاق التهريب وكذلك القيام بحملة اعتقالات واسعة، ومن ثم الانسحاب من هذه المناطق باتفاق دولي يسمح بوجود قوات دولية كبيرة تسيطر على قطاع غزة استعدادا لعودة سيطرة حكومة ابو مازن على القطاع من جديد، والحديث هنا يدور عن قوات من حلف الناتو والدول الاوروبية بحيث كان يدعم هذا الاقتراح العديد من الدول بما فيها تركيا ومصر حسب الكاتب.
اما مفهوم باراك -اشكنازي فقد كان يتمحور حول توجيه ضربة قوية لحركة حماس دون الوصول الى انهاء سلطتها، واظهار الردع العسكري للجيش الاسرائيلي بهدف الحفاظ على حالة من الهدوء على الحدود الجنوبية لفترة زمنية قد تطول، ذلك ان هذا المفهوم اعتبر طرح اولمرت لن يتحقق الا باعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، والقيام بعملية عسكرية تشبه الحملة " الحسم الادراكي " الذي قام الجيش الاسرائيلي بتنفيذها في الضفة الغربية عام 2002، حيث استبعد باراك الاقدام على هذه العملية خاصة انه سيتم احتلال المخيمات والمناطق المكتظة ما قد يؤدي الى احتكاك كبير بين السكان والجيش الاسرائيلي، والذي قد تدفع اسرائيل ثمنا باهظا جراء ذلك ومزيد من الادانة والمقاطعة العالمية.
وبعد عامين على الحرب يبدو ان مفهوم اولمرت جلانت كان هو الاقرب للتحقيق وكان ممكن ان يؤدي الى استمرار الهدوء على الحدود الشمالية، مع ان نتائج هذه الحرب سمحت بوجود هدوء لسنتين ولكنه بات واضحا انه قابل للانفجار في أي وقت، وهذا ما يفتح المجال الان للبحث عن الحلول من قبل الجيش الاسرائيلي وكذلك الحكومة والكابينيت، فهل سيكون امامنا "الرصاص المصبوب 2" ام يوجد لدى الجيش والسلطة السياسية في اسرائيل حلول اخرى، خاصة ان الاقدام على هذه الحرب اليوم وفي ظل الموقف الدولي الراهن والذي لايحتمل هذه الحرب يعطي التصور انه يجب التفكير جيدا بالحلول، ولكن يبقى الامر الاساسي ان البلدات في محيط قطاع غزة يجب ان تنعم بالهدوء لتستطيع تطوير نفسها، ووقف التهديد المستمر من الصواريخ والقذائف التي باتت تهدد الامن يوميا في هذه المنطقة.