الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: المواطن شريك أساسي في استكمال الجاهزية الوطنية

نشر بتاريخ: 29/12/2010 ( آخر تحديث: 29/12/2010 الساعة: 17:07 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الإنسان أغلى ما نملك في فلسطين، وان المواطن شريك أساسي في استكمال الجاهزية الوطنية نحو إقامة دولة فلسطين المستقلة.

جاء ذلك، خلال الحديث الاذاعي الاسبوعي لرئيس الوزراء، الذي خصصه للحديث عن محورية دور ومكانة المواطن الفلسطيني فيما أنجزته السلطة الوطنية حتى الآن، وخاصة في العام الأخير2010.

وقال فياض: "هذا هو حديثي الأخير لهذا العام، والذي قررت أن يكون حول محورية دور ومكانة المواطن الفلسطيني في الإنجازات التي حققتها السلطة الوطنية حتى الآن"، وهنأ رئيس الوزراء الشعب الفلسطيني بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وأعياد الميلاد ورأس السنة.

وتابع: "ولكن وقبل ذلك، فإنني أشعر بالحاجة مجددا لتهنئة لكل أبناء شعبنا، وهم يختتمون هذا العام باحتفالات بهيجة بمناسبة أعياد الميلاد، ورأس السنة الميلادية، كما ويدخلون العام الجديد بإحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وما تحمله هذه المناسبات من دلالات لقيم ومعاني الأمل والتفاؤل بتجديد الهمة والعزيمة، والإصرار على العمل ومتابعة الطريق لتحقيق الأهداف التي ناضل شعبنا طويلاً من أجل تحقيقها".

وتابع رئيس الوزراء "يأتي العام الجديد، ونحن في خضم التحدي الذي ارتضيناه لأنفسنا، والمتمثل في استكمال تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين في غضون العام الجديد، وشعبنا يسير على خطى زعيمه الراحل أبو عمار، والذي حمل معهم هذا الحلم، فالوفاء لأبو عمار ولكل شهداء ومناضلي شعبنا أنْ نجسد هذا الحلم إلى حقيقة واقعة على الأرض، نعم، ونحن في الخطوة الأخيرة للوصول إلى ذلك".

وندد فياض، خلال حديثه الإذاعي بالتهديدات العدوانية الإسرائيلية الخطيرة ضد قطاع غزة، وقال: "هذه أيضاً مناسبة لتأكيد إدانتنا الشديدة لهذه التهديدات الخطيرة، ودعوتنا للمجتمع الدولي بعدم السماح في استمرار إسرائيل التحكم بمصير المنطقة، والتعامل وكأنها دولة فوق القانون وفوق المساءلة".

وأضاف: "أود وبمناسبة الذكرى الثانية للعدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، أن أتوجه لهم جمعياً، لأشد على أياديهم، وأقول لهم بأن ساعة الخلاص باتت قريبة وأن موعدنا مع الحرية بات قريباً".

وشدد فياض، على الدور الهام للمواطن الفلسطيني بالشراكة في تحقيق الانجازات الأساسية التي حققتها السلطة الوطنية، وقال: "اسمحوا لي أن أقول لكم وبكل فخر أنه لولا دور الإنسان، الفرد، المواطن، لما تمكنت السلطة الوطنية من تحقيق الانجازات الأساسية التي أنجزتها حتى الآن، والتي بات العالم بأسره يقر ويعترف بها، وهي تتحول تدريجياً إلى إقرار، ليس فقط بالحق الطبيعي لشعبنا في نيل الحرية والاستقلال، بل، وبجدارة شعبنا الفلسطيني في أن ينعم بذلك، وأن يعيش بكرامة في وطن له كباقي شعوب العالم، التي نشاطرها فرحة الأعياد".

وأردف فياض: "جوهر خطة السلطة الوطنية التي أُعلن عنها في آب من العام الماضي ارتكز على مشاركة ودور المواطن في انجاز هذه الخطة وتعظيم انجازاتها، وكان الرهان الأساسي على وعي المواطن وانتمائه".

وتابع: "هذه المشاركة نابعة من الانتماء الوطني الحقيقي والشعور بالمسؤولية، والشراكة الحقيقية بين مؤسسات السلطة والمواطن"، وقال "الإنسان أغلى ما نملك، والمواطن شريك أساسي في استكمال الجاهزية الوطنية نحو إقامة دولة فلسطين المستقلة".

وأشار فياض، الى أن جوهر الخطة ارتكز أيضاً على أن مدخل تحقيق هذه المشاركة يتمثل في توفير مقومات الصمود للمواطنين، وتمكينهم من الثبات على أرضهم، وفتح أفق الأمل لمراكمة الخطوة تلو الخطوة في بنيان الحرية الذي يشيده شعبنا يومياً، في مشهد بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى، ويتمثل في إرادة البناء والإصرار على الحياة في مواجهة سياسة ظلم الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه".

وأكد رئيس الوزراء، على أن مربع المقاومة الأول يكمن في تمكين الناس من الثبات على أرضهم وتعزيز صمودهم وبلورة الآليات، والتوجهات الكفيلة بتوسيع مشاركتهم وتحقيق الإجماع الوطني حولها، من البناء لتوفير الخدمات وتطوير المؤسسات القادرة والكفيلة بتعزيز الصمود، إلى المقاومة السلمية المنتشرة والممتدة في كل بقعة من أرضنا التي تتعرض لظلم المحتل وجبروته وإرهاب مستوطنيه، مروراً بما حققته الحملة الوطنية لمقاطعة بضائع المستوطنات.

وقال: "لقد كان الدور الأساسي للمواطن، الذي لولا قناعته وانتماؤه وإخلاصه للوطن وحقوق شعبنا الوطنية، لما تمكنا من تحقيق هذه المنجزات الوطنية الهامة".

وأضاف: "ما حققته هذه الحملة من نجاحات، باعتبارها مكوناً رئيسياً في خطة بناء الدولة وإنهاء الاحتلال لم يكن ليتحقق لولا الانخراط الشعبي الواسع في هذه الحملة والتي شكلت حملة من بيت لبيت ذروتها، حيث أظهرت إمكانية استنهاض طاقات شعبنا، ومشاركته عندما يتم بلورة الرؤية، وتوضيح الطريق، وإتباع الوسائل الكفيلة لتحقيق الهدف"، كما شدد على الدور الأساسي الذي مثله التفاف المواطنين ومساندتهم لخطة السلطة الوطنية في اجتثاث الفوضى وترسيخ الأمن والاستقرار.

وتابع رئيس الوزراء، "هذا النموذج جسده تماماً التفاف المواطنين حول خطة اجتثاث الفوضى وترسيخ الأمن والاستقرار باعتباره حاجة وطنية أولاً وقبل كل شيء، والتي بات المواطن نفسه يلمسها في حياته اليومية، وأيضاً كمكون أساسي لتعزيز قدرته على الصمود، وينطلق منها للمشاركة في انجاز باقي مكونات برنامج السلطة الوطنية وخطة عملها، وضمان النجاح في ذلك".

واعتبر فياض، أن الفضل الأساسي في تحقيق هذه النماذج من النجاح التي يحق لشعبنا أن يعتز بها ويفخر، يعود أساساً للمواطن نفسه، وقال " لقد قلت في أكثر من مناسبة أنه لولا التفافه ومشاركته لما كان لهذه الانجازات أن تتحقق، دون إغفال أهمية توفر الإرادة السياسية النابعة أساساً من تلمس قضايا الناس واحتياجاتهم، بما في ذلك حاجتهم للأمن، كما للعدل، وتكافؤ الفرص وكل مكونات الحكم الصالح والإدارة الفعالة، بالإضافة إلى دور المواطنين في بلورة ما يحتاجونه من أولويات شكلت الرافعة لنجاح السلطة الوطنية في تنفيذ حوالي ألفي مشروع حتى الآن".

وأضاف رئيس الوزراء، "إن هذه النماذج وغيرها من نماذج النجاح تعطينا الأمل والثقة ونحن نشهد يومياً تعاظم الالتفاف الشعبي، ولا أبالغ عندما أقول والمساندة الدولية، حول خطة السلطة الوطنية لاستكمال تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، والإصرار على إنهاء الاحتلال كشرط لا بد من توفره لنيل الحرية والكرامة والاستقلال الوطني".

وتابع: "المهم الحفاظ على ما أنجز، وعدم السماح بتبديده، والمراكمة والبناء عليه، وهذا ما نحن على ثقة بأن وعي شعبنا وتجربته الملموسة كفيلان بصون تلك المنجزات الوطنية في الطريق نحو الحرية، قد يبدو المشهد قاسياً وصعباً، ولكن موعدنا مع الحرية قريب بإذن الله".

وختم رئيس الوزراء، حديثه بالقول "شعبنا يملك إرادة الحرية والإصرار على العمل لنيلها، ويستحق ولادة دولته الحرة المستقلة وكاملة السيادة، ليحقق بذلك حلم أبو عمار وكل شهداء الأمة".