الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إعتصام أهالي اسرى طولكرم 2010...ضعيف وبحاجة الى تفعيل ومشاركة أوسع

نشر بتاريخ: 29/12/2010 ( آخر تحديث: 29/12/2010 الساعة: 19:39 )
طولكرم - تقرير معا - اسدل الستار في طولكرم عن آخر إعتصام لأهالي أسرى المحافظة للعام 2010، والذي ينظّم يوم الثلاثاء من كل أسبوع أمام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة، بدعوة من نادي الأسير، وبالتنسيق مع وزارة شؤون الأسرى والأهالي، وبحضور عدد من اهالي وذوي الأسرى، وممثلين عن بعض المؤسسات والدوائر والتنظيمات والفعاليات.

ويعتبر الإعتصام الأسبوعي لأهالي اسرى طولكرم، محطة يتخذون منها مكاناً للحديث عما يجول في خاطرهم، من إشتياق وحنين لأبنائهم في سجون الإحتلال، ويبثون رسائل المحبة والوفاء لهم، بالإضافة الى الحديث لوسائل الإعلام لما يتعرضون له من مضايقات وعمليات اذلال عبر المعابر الإسرائيلية خلال توجههم لزيارهم الاسرى، وما يدور من حديث مع ابنائهم عند اللقاء.

وفي حصيلة تقديرية، اوضحت وزارة شؤون الاسرى ونادي الاسير الفلسطيني، ان عدد اسرى محافظة طولكرم وصل لنحو 500 أسير، من بينهم 4 أسيرات " دعاء الجيوسي محكومة 3 مؤبدات، لطيفة أبو ذراع محكومة 25 عاماً، ايمان غزاوي محكومة 12 عاماً، نسرين أبو زينه محكومة 3 اعوام، وعبير عودة موقوفة منذ نحو عامين ".

وتحتضن محافظة طولكرم 6 من الأسرى القدامى الذين مضى على إعتقالهم أكثر من 15 عاماً وهم : " مؤيد عبد الصمد - الشيص أمضى أكثر من 24 عاماً، مجدي العجولي وعايد خليل وعبد المنعم طعمه أمضوا أكثر من 20 عاماً، وناصر برهم وأشرف الواوي أمضيا أكثر من 18 عاماً ".

إعتصام الأهالي اوصل الكثير من الرسائل:
وأكد الأهالي أن قضية الأسرى شهدت هذا العام تقدماً كبيراً على المستوى المحلي والدولي، من خلال إبرازها في المحافل الدولية، عبر الفعاليات التضامنية التي ينظمونها مع المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الوطنية، وبشكل خاص الإعتصام الأسبوعي امام مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث يشارك فيه وفود أجنبية ومتضامنين من عدة دول أوروبية.

وأشاروا إلى ان آخر إنجاز تم تحقيقه يتمثل بالأثر المعنوي الكبير الذي تركته أطول رسالة تضامنية مع الأسرى أقيمت في طولكرم على المستوى العالمي، من خلال فكرة طرحها المحافظ طلال دويكات، لافتين إلى أن الأسرى يوجهون التحية لكل من ساهم في إنجاح هذه الرسالة وإيصال صوتهم إلى العالم.

رحلة معاناة تمتد من معبر الطيبة وحتى السجون..والعكس كذلك:
وأبرز ما يتحدث عنه اهالي الأسرى رحلة العذاب تلك التي يتكبدونها أثناء توجههم لزيارة الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة على معبر الطيبة، الذي يشهد إجراءات إذلال لا مبرر لها، حيث يتعمد " موظفي شركة الأمن الإسرائيلية" تأخير الأهالي من خلال إجراءات التفتيش والاحتجاز لساعات طويلة، إضافة إلى الازدحام الكبير على المعبر، نتيجة تزاحم العمال المتوجهين إلى أماكن عملهم في أراضي 48.

تقصير واضح...بدءاً من اهالي الاسرى وإنتهاءاً بالمسؤولين:
وعلى الرغم من تكرار المناشدات التي بثها اهالي الاسرى لكافة الجهات، من اجل الإنضمام للإعتصام الأسبوعي كل يوم ثلاثاء، إلا ان التقصير واضح للعيان، في ظل غياب عدد كبير من اهالي الأسرى انفسهم، والكثير الكثير من المسؤولين وممثلي الفصائل والمؤسسات، مما أضعف قوة الإعتصام وهدفه الوطني المعنوي تجاه الأسرى وقضيتهم العادلة.

وهنا، اوضح الأهالي، ان من يرتاد الإعتصام عدد قليل من الأمهات وذوي الأسرى لا يتجاوز العشرون مشاركاً، إضافة الى إثنان من ممثلي الفصائل وبعض المؤسسات، مما يتطلب ان يكون هنالك حملات مكثفة تعمل على حشد عدد اكبر من المشاركين والمشاركات، بدءاً من الأهالي انفسهم خاصة وانهم هم اصحاب الشأن والقضية، ومن في السجون هم ابنائهم، مروراً بالفصائل والمؤسسات والفعاليات وغيرهم من المتضامنين.

إعلام محلي..اوصل الصوت والصورة:
ولم يغفل اهالي الاسرى عن دور الإعلام المحلي في محافظة طولكرم، وعلى رأسهم التلفزة المحلية ومراسلي الصحف اليومية، والذين عملوا على نقل معاناتهم وصوتهم من ارض الإعتصام، مشددين انه ولولا وجود هذا الإعلام لكانوا كالذي " يحرث في المياه "، ولكان إعتصامهم مدفوناً لا يعلم به أحد، موجهين الشكر لكافة من وقف الى جانبهم وساندهم وآزرهم في إعتصامهم، داعين الى مزيد من الجهود والعمل بشكل جدي حتى يكون الإعتصام ومع بداية العام القادم اقوى واكثر حضوراً، ليس من اجلهم، وانما من اجل الاسرى ومعاناتهم وقضيتهم العادلة.

واكد اهالي اسرى طولكرم، ان النية موجودة، وهم يعملون على تكريم كافة المؤسسات الإعلامية التي تشاركهم إعتصامهم إسبوعياً، الى جانب بعض الشخصيات والمؤسسات المؤازرة.

مشاركات موسمية في الإعتصام:
وشدد اهالي الاسرى ممن يحضرون الى الإعتصام الأسبوعي، ان مشاركات موسمية يشهدها الإعتصام، سواء في يوم الأسير، او عند وجود حدث لافت يخص الأسرى، او مع قرب الإنتخابات وما شابه ذلك، عندها يكثر الحاضرين، ويحشدون من وجودهم في الإعتصام " لمآرب شخصية "، مطالبين ان يكون الإعتصام عملاً وطنياً خالصاً من اجل الأسرى وقضيتهم، وان لا يقصر الحضور فقط موسمياً.

ولفت الأهالي الى دور محافظ طولكرم، الذي ورغم كثرة إنشغالة، يحاول المشاركة إسبوعياً، سواء بالحضور الشخصي او يرسل من ينوب عنه، حيث يعمل في هذه الأيام على إعادة الإعتبار للإعتصام، ويجمع كافة الأطراف المعنية وممثلين عن الأهالي، من اجل ضخ الدماء اليه من جديد، وحشد الرأي العام والأنظار اليه، ونقل رسالة موحدة الى العالم.

ويبقى الإعتصام الأسبوعي لأهالي اسرى محافظة طولكرم، ضعيفاً بكل ما تعنية الكلمة، ما بقيت المشاركة مقتصرة على عدد قليل من الأمهات والآباء، والجميع مدعو الى التحرك بشكل جدي وبقوة، من أجل اعادة الحياة اليه، والوقوف الى جانب الأسرى وقضيتهم العادلة.