الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

في عام 2010: قلب غزة ينبض في أوروبا

نشر بتاريخ: 30/12/2010 ( آخر تحديث: 30/12/2010 الساعة: 17:41 )
غزة- تقرير "معا"- "جلوبال جاب... جريسكو... كورال"، ثلاثة أسماء لعملية تصدير المنتج الغزي، الأولى هي مواصفات ومعايير عالمية لقياس جودة المنتج الزراعي، الثانية شركة التصدير الإسرائيلية، الثالثة هي علامة المنتج الفلسطيني من التوت الأرضي.

الفراولة أو "الذهب الأحمر" الذي تمتلكه غزة، يسوق في أوروبا وروسيا، لا تعجب فغزة المحاصرة تنتج ذهباً تتهافت عليه أوروبا، وتبتعث وزراء وسفراء للتعاقد مع غزة لرفع حجم المنتج الذي يلف بورق قوي ويصدر إلى أوروبا بدءاً من هولندا وليس انتهاء بباقي الدول الاسكندنافية.

سابقاً أطلق عليه "كارمن" وهو اسم إسرائيلي لهذا المنتج الذي يزرع في قطاع غزة ويصدر منه إلى أوروبا ونظراً لأن الاحتلال كان السلطة القائمة فقد حمل هذا المنتج اسماً إسرائيلياً منذ احتلال قطاع غزة حتى قدوم السلطة الفلسطينية، وعند توقيع الاتفاقية الاقتصادية بين السلطة وسلطات الاحتلال فقد اقترحت أوروبا تغيير الاسم "كارمن" إلى آخر فلسطيني فكان " كورال".

استئناف التصدير
"الفراولة" أو التوت الأرضي محصول يحمل دماء غزة وآلامها وحصارها وهو عذب الطعم، قوي القوام، ينافس بجودته نظيره من الدول الغنية والنامية والفقيرة، قبل أشهر توسطت هولندا لدى حكومة الاحتلال لتفتح أبواب المعابر لهذا المنتج للتصدير واستجابت إسرائيل، وبدأ التصدير في أواخر نوفمبر الماضي ويستمر حتى نهاية شباط من العام القادم.

وحول تدخل هولندا، يقول يوسف شعث مسؤول تصدير المحاصيل الزراعية بالقطاع لمراسلة "معا" في غزة خضرة حمدان، أن الحكومة الهولندية دعت اللجنة الرباعية للضغط على حكومة الاحتلال للسماح بتصدير محاصيل قطاع غزة للخارج وأهمها الزهور والفراولة، كما مولت مشروع دعم وتحسين الزراعات التصديرية الذي نفذته الإغاثة الزراعية وفي هولندا يستقبل المحصول الفلسطيني وتبدأ عملية توزيعه إلى كامل أرجاء أوروبا وإلى روسيا أيضا.

وحسب الاتفاق مع الهولنديين فإن نصيب قطاع غزة والضفة الغربية من محصول الفراولة الثلثان بينما الثلث المتبقي يتم تصديره إلى أوروبا كما يقول شعث، وكان الاحتلال قد سمح باستئناف تصدير لتوت الأرضي إلى الضفة الغربية على غرار قراره باستئناف تصديره إلى أوروبا.

في عامي 2006-2007 زرعت غزة من التوت الأرضي 2350-2400 دونم كان يعمل بها قرابة 450 مزارعاً أما الأيدي العاملة فكانت تتجاوز 3 آلاف عامل، وكذلك الزهور التي تزرع في جنوبي القطاع أي أن قرابة 6 آلاف عامل كانوا يعتاشون هم وأسرهم على العمل في زراعة الفراولة والزهور، ولكن التجريف الإسرائيلي والحصار ومنع تصدير هذين المحصولين للخارج قلّل من هذه المساحة وبالتالي قلّل من عدد العاملين والمستفيدين منها، حتى جاءت الحرب على قطاع غزة حيث بلغت مساحة الأرض المزروعة بالتوت الأرضي 950 دونما فقط ولأن محاصيل هذه الدونمات منعت من التسويق عالميا فقد قدمت الزهور للمواشي وسوقت باقي المحاصيل بالسوق المحلي وبالتالي تكبد المزارعون خسائر بالجملة لزيادة عرضهم من هذه المحاصيل بالسوق وانخفاض أسعارها بما لا يعادل قيمة تكلفة زراعتها وحصادها وتعبئتها.

من جلوبال جاب إلى سكال
هولندا رأت أن التوت الأرضي وزهور غزة والطماطم والفلفل الحلو المزروعة فيها من أجود المحاصيل العالمية حسب المعايير العالمية للممارسات الزراعية الصحية " جلوبال جاب" فتم بذل الجهد لتقديم الدعم لتحسين جودتها ومضاعفة المنتج وتدخلت الحكومة الهولندية لدى الاحتلال للسماح بتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم الواقع جنوبي قطاع غزة وبدأ التصدير من خلال شركة سكال الهولندية.

المزارع الذي شملته منحة جلوبال جاب يتم تزويده بالأشتال، النايلون " الحمامات" التي يغطي بها محصوله على الأرض، "الكراتين" السماد الزراعي، العمال غاز البروميد والأدوية التي يتم بها رش المحصول، وهذه تمثل دعماً للمزارع، وشملت المنحة فقط 46 مزارعاً أما الآخرين الذين لم تشملهم المنحة ولم يقع عليهم الاختيار فهم غاضبون.

فراولة يا توت...
يبدأ العمل بالمرحلة الأولى عبر زراعة الأمهات في المشاتل الزراعية في شهر مايو وكل دونم زراعي منها ينتج أشتالاً صغيرة تسمى " الفسائل" وفي المرحلة الثانية يتم زراعة هذه الفسائل، وكل دونم من الأمهات "mothers " يتم به زراعة 7 دونمات، وتكلف زراعة الدونم الواحد قرابة 3800 دولار أميركي كما يقول أحمد الشافعي رئيس جمعية غزة التعاونية في بلدة بيت لاهيا.

في المراحل التالية يتم حصاد المحصول بالاستعانة بالأيدي العاملة التي تقوم بتعبئته ثم ينقل للتبريد في درجة حرارة 4 مئوية ثم ينقل في الصباح التالي إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى منطقة داخل مدينة اسدود المحتلة وهناك حيث شركة "جريسكو" الإسرائيلية التي تقوم بتبريده تبريداً سريعاً ثم إلى المطار حيث صدر هذا العام عبر الجو وليس كما الأعوام السابقة عبر البحر.

في العام الحالي ارتفعت تكلفة زراعة الدونم الواحد، نظراً لارتفاع ثمن الأسمدة والمبيدات، أما الأقل ثمناً فهو تكلفة اليد العاملة حيث يتقاضى العامل يومياً ما لا يزيد عن 40 شيقل وقد كان قبل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة يتقاضى ملا لا يقل عن الضعف أي 80 شيقل أو ما يعادل 22 دولار تقريباً.

في غزة بدأ المواطن يشكو فقد ارتفع ثمن الكيلو الواحد من الفراولة 2 شيقل تقريباً عنه بالعام الماضي، وحول ذلك يقول يوسف شعث أن التصدير للخارج يفيد المزارع ويحمل رسالة غزة للعالم أن المزارع متشبث بأرضه ولا زال ينتج وهو صاحب إرادة ولكن هذه الإفادة قد لا تصل للمستهلك المحلي لأن السعر يرتفع في السوق المحلي بعد استئناف عملية التصدير.