توقيع اتفاقية عمل بين محافظة الخليل و الـ USAID لتطوير القطاع الصحي
نشر بتاريخ: 30/12/2010 ( آخر تحديث: 30/12/2010 الساعة: 20:51 )
الخليل- معا- أكد محافظ الخليل كامل حميد، أن هناك حاجة ملحة لتطوير الخدمات الصحية في المحافظة، وان ذلك لا يتحقق إلا بتعزيز أواصر الشراكة والتعاون مع المجتمع المحلي، حيث أن الهيئات المحلية في محافظة الخليل تمثل ربع الهيئات المحلية المتواجدة في الضفة وقطاع غزة، داعيا إلى التركيز على الإحتياجات الأكثر إلحاحا التي تعاني منها المحافظة".
ودعا حميد، كافة البلديات والمجالس والهيئات المحلية إلى التعاون الوثيق وبناء الشراكة مع وزارة الصحة، ومقدمي الخدمات الصحية من اجل الارتقاء بالواقع الصحي في المحافظة، موضحا ان اتساع محافظة الخليل يتطلب وضع آليات عمل مشتركة من اجل الوصول إلى كل المناطق والمجتمعات التي هي بحاجة فعلية إلى الخدمات الصحية.
حديث حميد هذا، خلال حفل توقيع إتفاقية عمل وشراكة بين مشروع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني، واثني عشر هيئة محلية في محافظة الخليل، ضمن برنامج العمل المجتمعي الذي يهدف الى تعزيز مشاركة مجتمعية فاعلة في تطوير الخدمات الصحية والوضع الصحي بشكل عام.
وحضر حفل التوقيع، مدير عام الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة أسعد الرملاوي، ومدير صحة الخليل خالد سدر، والمسؤول الاعلامي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID عدنان الجولاني، والقائم بأعمال نائب مدير المشروع جهاد مشعل، وممثلين عن الهيئات والمجالس المحلية، والجمعيات التي تعمل في مناطق وسط وجنوب الخليل.
ولفت حميد، الى أن أهمية المشروع تكمن في تطوير المشاركة المجتمعية التي ستساهم في تحديد السياسات التي ستعمل على تطوير الخدمة الصحية المقدمة للمواطن.
وأكد، أن جميع المجتمعات السكانية في محافظة الخليل التي ستشارك في برنامج العمل المجتمعي، ومبادرته "المجتمع البطل" و"العيادة المتميزة" تتميز بأنها مجتمعات بعيدة ومهمشة وفقيرة، وفي أمس الحاجة لهذه المبادرات.
وأشارحميد، الى أن هناك حاجة ملحة لإيجاد مركزي طوارئ في شمال وجنوب المحافظة، على مدار أربع وعشرين ساعة، بغية تحقيق السرعة والفاعلية في معالجة الحالات الصحية الطارئة.
وكشف حميد، على أن مشاوراته مع مدير عام الرعاية الصحية الاولية أفضت إلى وعود بتحقيق هذا المطلب في القريب العاجل.
من جانبه، أكد الجولاني أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل على المساعدة في تحسين البنية التحتية الفلسطينية، وتقديم الدعم والمساندة بهدف وضع اللبنات الأساسية في بناء الدولة الفلسطينية، جنبا الى جنب مع الحكومة الفلسطينية.
ولفت، الى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أطلقت مشروع إصلاح وتطوير القطاع الصحي برنامج "البنية التحتية المجتمعية"، وأن وزارة الصحة الفلسطيينة شريك أساسي بالمشروع الذي تعتبر أهم أهدافه تطوير عيادات الصحة الأولية.
وقال الجولاني: "نحن فخورون أن جميع المبادرات والبرامج التي نقوم بها بالشراكة مع الحكومة تهدف لخدمة المواطن، وتاتي بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية، حيث نسعى معا لتطوير قطاع الصحة لامد طويل، عبر العمل المباشر مع المجتمع المحلي وبالتعاون معه.
وأكد الجولاني، ان دور الوكالة يقتصر على تنفيذ الأفكار والمقترحات والخطط التي تقدمها الوزارات المختلفة، ومنها وزارة الصحة التي بنيت الشراكة معها من خلال مشروع إصلاح وتطوير القطاع الصحي الفلسطيني، حيث تم تقديم الدعم لتحقيق رؤية الوزارة واحتياجاتها في هذا القطاع.
بدوره أشار الرملاوي، بأن المؤشرات الصحية في محافظة الخليل بالغة الأهمية، سيما أنها تشكل أكبر محافظات الوطن، ما يعني أن الأوضاع الصحية فيها سواء كانت سلبا أم إيجابا ستؤثر في بقية الأراضي الفلسطينية.
ولفت الرملاوي، الى أهمية تقديم كل الإمكانيات المتاحة من اجل الارتقاء بواقع مراكز الرعاية الأولية في محافظة الخليل، وتقديم خدمات صحية نوعية.
وشدد الرملاوي، على ضرورة التركيز على العلاج الوقائي، لأن ذلك يغني عن كثير من المضاعفات، ويختصر المسافات الطويلة، ويخفض التكاليف الباهظة التي يتطلبها العلاج لاحقا.
وأوضحى الرملاوي، أنه ومنذ بداية العام 2010 حتى الأول من كانون الأول، تم فحص أكثر من (9000) امرأة، حيث تم اكتشاف إصابة (80) منهن بحالات سرطان الثدي.
كما لفت الرملاوي، الى أن الإكتشاف المبكر للمرض ساعد على وقايتهن من المضاعفات بنسبة 95%، وعزز من أهداف الوزارة التي تسعى لنشر الوعي وترسيخه بين متلقي العناية الصحية.
وفي حديثه قال جهاد مشعل، أن الرعاية الصحية الأولية هي المدخل الحقيقي ليس فقط لتحسين الرعاية الصحية بل للتنمية المجتمعية بكافة مستوياتها، والتي يمكن من خالها تحقيق نجاحات كبيرة.
وتابع مشعل، أمس احتفلنا بمحافظة نابلس، بتتويج المجتمع البطل و العيادة المتميزة، واختتام مرحلة من العمل المشترك كانت متميزة وجديرة بالإهتمام بكل المقاييس، حيث أثبتت جميع التجمعات السكانية المشاركة أنها بطلة بمثابرتها وإحداثها تغيير إيجابي.
وقال: "نعتقد أن نجاح التجربة في نابلس ثمرة الجهد والإلتزام الذي بذله العشرات من المتطوعين والمتطوعات، والعاملين في وزارة الصحة والقيادات المجتمعية الرائدة في المجتمعات المحلية، فالكل عمل بهدف رفع الخدمة الصحية وقدم كل الإمكانيات المتوفرة لذلك.
وتابع، "نقوم اليوم بمحافظة الخليل بوضع قواعد العمل المشترك، ونؤمن أن وزارة الصحة ومديريتها في الخليل لديها علاقات راسخة مع المجتمعات المحلية، لكن اليوم نحتفل بتوثيق هذه العلاقة من خلال وثيقة مبنية على الإحترام والثقة والأنشطة المشتركة التي تقود الى الإنجاز ورفع مستوى الخدمة الصحية في المجتمعات المحلية المشاركة.
وأكد مشعل، على أهمية هذا النوع من النشاطات في ربط القطاع العام بالخاص وبالجمهور الأوسع من مجتمعاتنا المحلية، وهو الطريق الأمثل لتأسيس الشراكة والمحاسبة والشفافية التي نسمع عنها، وهي مثال على تحويل هذه المفاهيم الى واقع".
ومن جانبه أكد سدر، على أن محافظة الخليل بحاجة إلى مراكز صحية تلبي احتياجات المواطنين الذين فاق عددهم (600) ألف نسمة، وان ذلك يتحقق بتطوير مراكز الرعاية الأولية، وتحديد الأولويات التي يحتاجها القطاع الصحي، إلى جانب رفع قدرات العاملين وكفاءتهم الإدارية والمهنية.
كما لفت مدير مديرية الصحة في جنوب الخليل نزيه عابد، إلى وجود أكثر من (50) عيادة صحية في المحافظة، وما يقارب (85) مركزا صحيا، وان العمل يجري على تطويرها وتحديث الأجهزة والكوادر فيها، إلى جانب العمل على تشييد عيادات جديدة، لتلبية الاحتياجات الصحية وتغطيتها، مؤكدا أن الهيئات المحلية تشكل درعا حاميا ولبنة أساسية في تقدم الخدمات الصحية.