الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

يطّاوي في البرازيل- عشق الامازون فغضب منه نهر الاردن

نشر بتاريخ: 31/12/2010 ( آخر تحديث: 31/12/2010 الساعة: 17:53 )
البرازيل- العاصمة برازيليا-موفد "معا" - مع كل حبة مطر استوائية سقطت فوق رؤوسنا على ارض القارة اللاتينية كانت السماء تقول لنا " ان الله لا يخلف وعده " وبينما الموكب الرئاسي يشق طريقه في شوارع العاصمة التي لم يمر على تأسيسها سوى 50 عاما، كنا نتبادل اطراف الحديث.

ومع حديث الرئيس عن اقتراب اعلان الدولة وتحقيقها في شهر سبتمبر القادم استذكر حافظ البرغوثي النشيد الصباحي لمدرسته قبل 50 عاما واخذ يردد " قسما بربي والاله .. قسما تخرّ له الجباه " فيما انتشى الجميع بالاستماع الى مستشار السفارة صلاح القطاع وهو يتحدث لنا عن تاريخ البرازيل، فقد كانت العاصمة هي ريو دي جانيرو ولما ارادت الدولة التخفيف من كثرة السكان ( 200 مليون نسمة ) اقامت عاصمة اسمها برازيليا، ورب قائل قال ان البرتغاليين حين جاؤوا لاحتلال البرازيل فوجئوا اول الامر لانهم لم يجدوا سكانا على شواطئ الهادي، وحين سألت احد الشبان ان يجد لي شجرة تين ضحكنا وقلنا له لن تجد أي شجرة تين، فسالنا لماذا واجبنا لانها بلاد لاتين.

وقد استغرب السفير ابراهيم الزبن طلبي ان ارى نهر الامازون، ولم يكن يدري مدى ولعي بالانهار التي لا تكذب ابدا ..فالانهار لا تكذب ابدا.

وقد كان يوما حافلا، والتقى خلاله الرئيس بعشرات من قادة الجالية الفلسطينية في البرازيل قبل ان نتوجه الى الاكوادر، ومنهم من قطع رحلة طيران لاكثر من 3 ساعات ليقابل الرئيس، وحين بدأ التعارف اتضح انهم رؤساء جمعيات وقادة وكبار رجال اعمال وقدامى محاربين وسياسيين وعلى رأسهم فوزي المشني وهو سفير فلسطين السابق في المكسيك.

الرئيس تحدث معهم في كل المواضيع دون تحفظ ولكنه طلب منهم ان يحافظا على حسن المواطنة في البرازيل لانها وطنهم الثاني بعد فلسطين وتمنى لهم النجاح اكثر واكثر.

واتضح ان هنا 40 الف فلسطيني فيما هنا في البرازيل 8 مليون لبناني وعدة ملايين من السوريين... وقد وصف الرئيس خطوة الرئيس البرازيلي الاعتراف بفلسطين بانها جبارة وعظيمة وثارت احقاد الاحتلال.

وقد عبر ابناء الجالية الفلسطينية عن سعادتهم بلقاء الرئيس ووفده، وقال المتحدث باسمهم " هذا ليس تكرارا مملا ان نأتي اليك سيادة الرئيس، انه ليس تكرارا بل تشديدا على ان فلسطين هي اولى قضايانا".

وعلى هامش الاجتماع التقت "معا" بعدد منهم بينهم جمعة عيد ليلى من كفر مالك وهو في البرازيل منذ 52 عاما، وهو عضو مجلس وطني وكذلك رياض بركة من بلدة الجيب وهو من مواليد البرازيل وعيسى يعقوب مناصرة من بني نعيم وهو في البرازيل منذ العام 1964 والتقت "معا" مع يوسف محمد ابو علي وهو من بلدة يطا ويعيش في البرازيل منذ العام 1986.

وقال رجل الاعمال اليطّاوي يوسف ابو علي كلاما لا يبرح الذاكرة: حين وقعت احداث 11 سبتمر جرى اعتقالي بناء على تحريض امريكا ضد الفلسطينيين والعرب في البرازيل، حيث قال الرئيس الامريكي بوش انذاك ان هناك ارهابيين في البرازيل، ولكن الرئيس البرازيلي السابق فرناردو ريكي كادرزو- رغم انه من اليمين- رد على بوش بالقول "ليس عندي هنا ارهابيين في البرازيل فهؤلاء مواطنون برازيليون كاملو الحقوق والواجبات وانما الارهابيون عندك انتم في البيت الابيض وفي واشنطن".

قال ابو علي يطا هذا الكلام بفخر شديد واضاف: حاولت ان ازور فلسطين اكثر من مرة ولكن المجندة الاسرائيلية على نهر الاردن قالت لي باللغة الاسبانية انني غير مرغوب بي واعادتني عن الحدود !!.

ووصف ابو علي يطا البرازيل الشعب البرازيلي بالبسيط والطيب والمساند للشعب الفلسطيني، وعلى العشاء اجتمع المئات من ابناء الجالية وكانت النساء تلبسن الاثواب الفلسطينية المطرزة واتخذ اللقاء دفء العائلة الواحدة وبدا الرئيس والوفد المرافق له بروح معنوية عالية جدا والتقوا مع 17 من السفراء العرب الموجودين في البرازيل واوضح لهم الرئيس انه لا يوجد الان اية مفاوضات مع اسرائيل وانه لا امل في حكومة نتانياهو لذلك تسير القيادة باتجاه البدائل الاخرى.

كما حيى من جديد موقف دول القارة اللاتينية والنرويج واوروبا ومستبشرا بكل العالم ان يعترف بفلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ورد السفراء العرب على لسان السفير الليبي ان فلسطين قضية في دمنا وتحتل حيزا من تفكيرنا كل يوم وفي كل اجتماع، وقد ترك اللقاء صورة طيبة جدا في نفوس الفلسطينيين ليثبت مرة اخرى ان هناك بشر يعيشون داخل اوطانهم وهناك اوطان تعيش داخل صدور مواطنيها -مثل فلسطين.