قادة المقاومة السياسيون والميدانيون : المقاومة مستمرة والانسحاب من قطاع غزة لا ينهي عملها
نشر بتاريخ: 12/07/2005 ( آخر تحديث: 12/07/2005 الساعة: 03:43 )
معا - أجمع القادة السياسيون و الميدانيون لفصائل المقاومة الفلسطينية ،على أنه من المبكر الحديث عن مصير المقاومة المسلحة، بعد عملية الانسحاب الإسرائيلي الوشيك من قطاع غزة ، ومؤكدين على حق المقاومة الفلسطينية بالرد على الخروقات، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني ، خصوصا بعد عملية التصعيد الأخيرة التي شهدتها مدن الضفة الغربية وقطاع غزة ،و أكد عدد من هؤلاء في تصريحات لوكالة - معا - على أن وضع المقاومة المسلحة سيتغير بعد عملية الانسحاب من القطاع إذ انه من الصعب القيام بعمليات عسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية وهذا سيترك اثر على العمل المقاوم في الضفة الغربية غير أنهم أكدوا على أهمية تشكيل خطة دعم ومساندة للمقاومة في الضفة الغربية .وكانت مصادر أمنية إسرائيلية وفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق أن عملية الانسحاب الطوعى للمستوطنين ستبدأ في الخامس عشر من آب المقبل وتستمر لمدة ثلاثة اشهر .
حماس: المقاومة مرتبطة بوجود الاحتلال
سامي أبو الزهري المتحدث باسم حماس قال: أن المقاومة الفلسطينية حق كفلته جميع الديانات السماوية ، والمواثيق الدولية فمقاومتنا مشروعة كونها مرتبطة بوجود الاحتلال الصهيوني ، ليس فقط في قطاع غزة إنما في سائر أرضنا الفلسطينية، وذلك حتى يتمكن شعبنا من العيش بكرامة وحرية على أرضة ، و أشار أبو زهري أن المستقبل للمقاومة لأنها استطاعت أن تجبر الحكومة الإسرائيلية على التفكير في عملية الانسحاب من قطاع غزة وهذا لم يحقق بسنوات التفاوض والاتصال الدبلوماسي والأمني مع العدو .وفيما يتعلق بمصير فصائل المقاومة وكتائب القسام في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي ، قال أبو الزهري أنة من السابق لآوانه الحديث عن مصير المقاومة وكتائب القسام وذلك لان الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يمعن في عمليات القتل والاعتقال والتعذيب بحق أبناء الشعب الفلسطيني فهو جاثم علي أرضنا الفلسطينية ويصادر الأراضي ، ويعمل بوتيرة سريعة في بناء الجدار العازل ، و أضاف حينما ينتهي الاحتلال ويندحر عن الأرض الفلسطينية يكون لكل حادث حديث .
الانسحاب من غزة بداية الطريق
وأشار جميل المجدلاوي عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن المقاومة وجدت لتناضل من أجل تحرير الوطن والإنسان من براثن المحتل وتحقيق حلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف و عملية الانسحاب من غزة لا تحقق ادني تلك الطموحات والأهداف .
واشار إلى أن الجبهة ومن خلفها كتائب ابو على مصطفي ستحافظ على كيانيتها واستعدادها لكل طارئ على الساحة الفلسطينية في حال قيام الاحتلال بممارسات مشبوهة يستهدف من خلالها فصائل المقاومة ، وذكر أن الحديث عن مستقبل المقاومة والبحث في آلياتها من السابق لأوانه ،و أشار إلى أن مسؤولية تحرير فلسطين منوطة بكل أبناء الشعب الفلسطيني اللامة العربية والإسلامية وهذا يفرض على المقاومين في قطاع غزة التفكير بشكل جدي في كيفية إدارة الصراع ومساعدة أهلنا الصامدين في الضفة الغربية للتخلص من الاحتلال الجاثم على أرضنا . لان الصراع الأقوى والطويل سيكون على الضفة الغربية التي تعمل حكومة الاحتلال على تغير معلمها الديمغرافي من خلال مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واستمرار البناء في الجدار الفاصل الذي يلتهم آلاف الدونمات من ارضي الضفة الغربية والقدس .
كتائب أبو الريش: امتداد نحو الضفة
كتائب الشهيد أحمد أبو الريش أحد الأجنحة العسكرية لحركة فتح فأكدت على لسان أبو كايد أحد قادتها الميدانيين ، إلى أن المجموعات المسلحة لابو الريش ستبقي كما هي ولن يطرأ عليها تغير تماما كما كانت في عهد السلطة الفلسطينية . وشدد على أن المقاومة الفلسطينية غير مرهونة بعملية الانسحاب من القطاع . فغزة ليست آخر آمالنا وطموحاتنا فكل الأرض الفلسطينية مغتصبة ومسلوبة ، وهذا يحتم علينا عدم تفكيك الخلايا المسلحة أو تسليم السلاح لأننا لا نستطيع أن نثق بعدونا وقال :" نحن ندرك حجم الضغوطات التي ستمارس على الشعب الفلسطيني ، بكل قواه وفصائله بالتالي سيترتب عليها صعوبة استمرار المقاومة انطلاقا من قطاع غزة وهذا يلزمنا بوجوب التفكير بطريقة مثلي في التجديد في العمل المقاوم من خلال دعم المجاهدين والمقاومين في الضفة الغربية وإمدادهم بالخبرات والتقنيات والإمكانيات اللازمة لتفعيل العمل المقاوم في مدن الضفة الصامدة .
المقاومة الوطنية : الإجماع الوطني يمثل القرار النهائي
عصام أبو دقة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية وأحد قادتها العسكرين البارزين يرفض الربط بين مصير المقاومة ، والانسحاب من قطاع غزة، مشدداً على أن المقاومة مرتبطة بوجود الاحتلال على أي أرض فلسطينية والانسحاب من غزة لا يحقق ذلك حيث ستبقى الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال علاوة على أن الانسحاب لا يعني ضمان عدم وجود اعتداءات من الاحتلال، لذلك فهو يرى من الضروري الاحتفاظ بالمجموعات وبالسلاح والاستعداد للرد به على أي عدوان إسرائيلي متوقع، مع التأكيد على طاهرة وقدسية سلاحه المقاومة وابتعاده عن الانفلات الأمني ومشاكل العائلات.
وأشار إلى أن الكتائب ومن خلفها الجبهة الديمقراطية جزء من القوى الوطنية والإسلامية وهي تدعوا إلى تشكيل لجنة عليا لبحث قضايا الانسحاب والترتيب له، والتوصل إلى آليات وتوافق وطني بعد الانسحاب الإسرائيلي... وأي صيغة يتم التوافق عليها بين القوى هي التي ستشكل الموقف النهائي للجبهة.
سرايا القدس: المقاومة لن تنتهي
وأوضح أبو حمزة أحد القادة الميدانين المهمين في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنه لا بد من التأكيد على أن الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة ما هو إلا نتيجة حتمية لثمرة للمقاومة والدماء الغالية التي سالت على الأرض الفلسطينية والآلاف الجرحي والمعتقلين في سجون الاحتلال ، فالجيش الذي لا يقهر يهرب من قطاع غزة بعد عجز عن مواجهة ومجابهة الإستشهادين والمجاهدين.
وقال أبو حمزة أن هدف المقاومة الفلسطينية لم يكن تحرير قطاع غزة فقط وانما تحرير كامل الأرض والتراب الفلسطيني ، ولكن انسحاب الاحتلال من غزة هو نصر للمقاومة وهذا لا يعني انتهاؤها وانما يعطي دفعة قوية لكل الفصائل والقوي الحية في الشعب الفلسطيني للاستعداد لما بعد غزة واسترداد كامل الحقوق الفلسطينية المسلوبة ، فمعركتنا مع اليهود طويلة ومريرة ، والأصعب قادم لا محالة فهناك الضفة الغربية واللاجئين والقدس وغيرها من القضايا التي تجعل الصراع معهم طويل .
وأشار أبو حمزة إلى صعوبة الحديث عن سلاح المقاومة وتسليمة أو نزعة وتفكيك الخلايا المسلحة في ظل ووجود الاحتلال فهي وجدت من اجل الدفاع والتصدي عن المواطنين العزل التي تمارس إسرائيل بحقهم أصناف كثيرة من العذاب مضيفا إلى التزام سرايا القدس بالقرار السياسي الذي تتخذه الحركة في مختلف القضايا السياسية والميدانية .
القسام : مجموعات المجاهدين ستبقي فاعلة
ويرى أبو مجاهد القائد الميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسام أن تفكيك الكتائب ونزع أسلحتها ليس في الوارد طالما هناك احتلال على أي جزء من أرضنا الحبيبة موضحاً أنه في حال تحقق الانسحاب من غزة كما هو متوقع فإن لكل حادث حديث وسيحدد الموقف بناءً على طبيعة الانسحاب وحقيقته. ولفت إلى أن مسؤولية المقاومة ستبقى قائمة حتى بعد الانسحاب من غزة وهي مسؤولية عقائدية هادفة إلى طرد المحتل عن أرض إسلامية والمقصود هنا فلسطين التي لا يقبل عاقل أن يكون المقصود بها قطاع غزة. واشار إلى أن مجموعات المجاهدين ستبقى فاعلة وجاهزة لاستكمال مهمتها على قاعدة أن الانسحاب من قطاع غزة بشرى خير لاستكمال تحرير باقي الأرض الفلسطينية.