جامع طوابع البريد بغزة.. هواية تحولت الى تاريخ
نشر بتاريخ: 02/01/2011 ( آخر تحديث: 02/01/2011 الساعة: 14:24 )
غزة-معا-سائق التاكسي أبو زهير البريم (75 عاما)، يعشق جمع الطوابع البريدية والصور، والتي تعد هوايته المفضلة.. بدأ بجمع الطوابع وهو ابن الثمانية أعوام ولم يتوقف حتى اليوم .. أمنياته أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وان يصبح طابع البريد رسولا لها في كل مكان.
يقول البريم:" أجمع الصور والطوابع القديمة والحديثة من جميع بلاد العالم ، واملك منها طابع البريد الألماني والأمريكي والسعودي والمصري والإيراني واللبناني والطابع الفلسطيني"، حيث جمعها منذ نعومة أظافره.
البريم الذي يقطن في خانيونس يتحدث عن مصادره في جمع الطوابع بالقول أنه كان يشتريها من طلاب وطالبات المدارس، ويؤكد أنه يملك طوابع بريدية لفلسطين قبل 40 و50 عاما، مؤكدا أيضا انه يملك طوابع منذ عام 1948 وقبل الـ 48 أيضا، وانه كلما قدمت الطوابع كلما أصبحت قيمتها اكبر، مضيفا انه يملك طابعا للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ أربعين عاما.
وفي تصوره عن الطابع الفلسطيني يقول ان الطابع الفلسطيني كان له دوما دولة وكيان، إلا ان بريطانيا عملت عل تفريق وتشتيت هذا الكيان، حيث حملها المسؤولية كاملة، مضيفا أن هذه الطوابع عنصر أساسي، وأن يحتفظ الإنسان بطوابع بلده وطوابع البلاد الثانية.
هاوي جمع الطوابع يملك 750 طابعا، منهم خمسة طوابع قديمة لفلسطين، بالإضافة إلى ذلك يملك صورا نادرة لرؤساء دول عرب منهم أو أجانب، مضيفا :"أن هذه الطوابع هي موروث تاريخي وثقافي للشعوب وواحدة من صفحات السجل التاريخي للشعوب، مؤكدا حرص حكومته ان توثق هذه الصفحة نضال وكفاح وعزة الشعب الفلسطيني، أمام طغيان العدوان الإسرائيلي" .
لمحة تاريخية
يذكر ان أول إصدار لطوابع البريد في فلسطين كان عام 1840، في عهد الدولة العثمانية، وفي عام 1881 بلغت إصدارات الطوابع (11) ألف إصدار، بالتوازي مع الجهود الدولية.
وفي عام 1923 أصبحت فلسطين تحت حكم الانتداب البريطاني رسمياً وعليه وكل مدير عام البريد البريطاني بأن يصمم أربعة نماذج من الطوابع البريدية تحمل صورة للصخرة المشرفة وصورة لقلعة القدس وصورة لقبر راحيل وأخرى لجامع طبريا.
وتم اعتماد الطابع المصور عليه قبة الصخرة للبريد الداخلي والخارجي للمراسلات البريدية أما البطاقات البريدية فاعتمد لها الطابع المصور عليه قلعة القدس.
وفي عام 1910م تم افتتاح مكتب بريد في مدينة خان يونس حيث أصبح في قطاع غزة مكتبان للبريد أحدهما في مدينة غزة والآخر في مدنية خان يونس.
وانتقلت إدارة البريد الفلسطيني إلى الإدارة المصرية في قطاع غزة وإلى الإدارة الأردنية في الضفة الغربية حتى عام 1967 حيث تم توسيع جزئي للخدمات البريدية وافتتاح مكاتب بريدية جديدة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وكانت الطوابع البريدية المستخدمة في قطاع غزة هي طوابع بريد مصرية تحمل اسم فلسطين باللغتين العربية والإنجليزية في حين كانت الطوابع المستخدمة في الضفة الغربية طوابع بريد أردنية بدون اسم فلسطين.
وفي عام 1967 وبحكم الاحتلال الإسرائيلي لباقي أراضي فلسطين وغيرها تم انتقال إدارة البريد الفلسطينية لإشراف مباشر من قبل سلطة البريد الإسرائيلية.
وباحتلال فلسطين من قبل السلطات الإسرائيلية فإن البريد تأثر بذلك وغلبت عليه صفات ومميزات البريد الإسرائيلي وقد عانى البريد كما عانى شعب فلسطين من عنصرية الإسرائيليين فيما شكلت عودة السلطة الفلسطينية الى الضفة والقطاع عام 94 بداية الانعتاق الفلسطيني من السيطرة الاسرائيلية الا ان مشكلات عدة ظلت تواجه انطلاق الفلسطينيين عبر البريد.