الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تحاول الادارة الامريكية تعويض فشل المسار الفلسطيني بالسوري ؟

نشر بتاريخ: 02/01/2011 ( آخر تحديث: 02/01/2011 الساعة: 14:40 )
بيت لحم -معا- تناولت القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي مساء امس السبت، الانباء التي نشرت مؤخرا عن تحرك على المسار السوري للسلام، خاصة في اعقاب زيارة المبعوث الشخصي للرئيس الامريكي دينس روس الى المنطقة، وكذلك العاصمة السورية دمشق ، والذي اعقبها تعيين سفير مؤقت للولايات المتحدة الامريكية في دمشق .

ونشرت صحيفة "الرأي" الكويتية خبرا تشير فيه الى تقدم احرزته الادارة الامريكية في المفاوضات مع سوريا لفتح مفاوضات على المسار السوري الاسرائيلي ، وهذا ما نفاه اليوم احد المسؤولين السوريين الكبار .

ومع ذلك فقد كان لافتا تناول القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي هذا الموضوع ، حيث اكد المحلل السياسي للقناة عوديت غرانوت انه يوجد تحرك على المسار السوري ، خاصة من الادارة الامريكية التي تحاول فتح هذا المسار اما برعايتها المبشارة او من خلال وسيط اخر ، ويبدو ان الادارة الامريكية بعد مرور سنتين من الوعودات والمحاولات للتوصل الى اتفاق سلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي قد فشلت ، ودون الحاجة الى الاعلان رسميا عن فشل المفاوضات وذلك لابقاء الباب مفتوحا امام المحاولات التي يقوم بها المبعوث الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل ، ومع ذلك فان الجانب السوري ابدى في اكثر من مناسبة موقفا واضحا للبدء في المفاوضات مع اسرائيل والمتمثل "الانسحاب الكامل من هضبة الجولان" ، ذلك فانه يجب وبالضرورة ان يتلقى موقفا مسبقا من استعداد الحكومة الاسرائيلية لتقديم هذا الثمن حتى توافق القيادة السورية على فتح مفاوضات مع اسرائيل ، وهذا الامر حتى اليوم حسب غرانوت غير معروف .

وفي نفس السياق فقد تطرق ايضا يوم امس السبت رئيس الجيش الاسرائيلي السابق دان حالوتس والذي انضم مؤخرا الى حزب كاديما لهذا الموضوع ، واكد ان الموقف السوري بات معروفا للجميع الانسحاب الكامل من الجولان ، وهذا الامر لايعيقه موقف الجمهور الاسرائيلي وانما الموقف السياسي الاسرائيلي ، وفي حال قررت الحكومة الاسرائيلية السير في المفاوضات مع سوريا والانسحاب من هضبة الجولان ، فان الجمهور الاسرائيلي سوف يقوم بتغيير موقفه ويتبع القيادة السياسية .

قد يكون تناول المسار السوري ناتج عن حالة الفشل التي وصلت اليه المفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي ، والاحباط من التوصل الى اتفاق سلام في محاوله لاعطاء مصداقية للسياسة الامريكية التي بدأت تنهار في الشرق الاوسط ، ويبدو ان الواقع العربي سيبقى ينتظر مزيدا من السنوات تحت طائله الوعودات الامريكية ، ولن يكون غريبا بان تكون النتيجة للمفاوضات السرية وغير السرية على المسار السوري مثل نتائج المفاوضات على المسار الفلسطيني .