الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تأكيد ضرورة مكافحة التعصب الديني والطائفي في المجتمعات العربية

نشر بتاريخ: 03/01/2011 ( آخر تحديث: 03/01/2011 الساعة: 15:51 )
رام الله- معا- حذر مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان والشبكة العربية للتسامح اليوم، من خطورة تحريك الانتماءات الدينية والمذهبية والطائفية والقبلية، سواء بفعل عوامل داخلية أو خارجية؛ لتغذية الصراعات في البلدان العربية في سبيل إحداث انقسامات مُتَعَمَّدَة، من اجل الدفع بالشعوب العربية نحو صراعات داخلية تفتت النسيج الاجتماعي، وتقضي على حالة التنوع والعيش المشترك داخل هذه البلدان.

وقال المركز إنه والشبكة العربية للتسامح، ينظران بقلق شديد لحالة العنف والكراهية واللاتسامح السائدة في المنطقة العربية، والمبنية على أسس دينية أو طائفية أو مذهبية أو غيرها، والتي أخذت طرقا عدة وصلت إلى حد القتل والتهجير والاعتداءات الجسدية وغيرها من أشكال العنف، الذي لا يخدم قيم العيش المشترك والتسامح بين جميع المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الطائفية.

جاء ذلك في بيان صحفي اصدره مركز رام الله والشبكة العربية للتسامح اليوم، على خلفية التفجيرات التي استهدفت احدى الكنائس في مصر ليلة رأس السنة الجديدة، قالا فيه إن هذه التفجيرات وما سبقها من ممارسات بحق المواطنين المسيحيين، سواء في مصر أو في العراق أو في دول عربية أخرى، بحاجة إلى وقفة جادة في وجه هذا التعصب، الذي ينذر بدوامة عنف ديني ستقضي حتما على أسس السلم الأهلي والتسامح في المجتمعات العربية بشكل عام، وبخاصة ان هذه المجتمعات مبنية على أسس من التنوع والتعددية على مدار تاريخها القديم والمعاصر.

ودعا البيان الحكومات العربية إلى البدء في وضع أسس التنمية المستدامة وتعزيز مفهوم المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين، في سبيل تحقيق نوع من العدالة الاقتصادية والاجتماعية وتوسيع هامش الحريات العامة، كخطوة مهمة لدرء الأخطار التي تحيط بمستقبل الشعوب العربية.

واعلنت الشبكة في البيان عن تضامنها مع المواطنين الذين يقعون ضحية انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو السياسية، في مصر وفلسطين والعراق والسودان واليمن، وفي البلدان العربية كافة، وتحث الجهات المسؤولة على ضرورة اتخاذ كافة التدابير لحماية هؤلاء المواطنين والحفاظ على حقوقهم الخاصة والعامة وفي مقدمتها حقهم في الاعتقاد وحقهم في الحياة.

كما وأكدت ضرورة تصحيح العلاقة بين الدولة والمواطن، والسير نحو الدولة المدنية التي تفترض المساواة بين المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية وغيرها، لأن غير ذلك سيقود المجتمع إلى التعصب والانقسام والاقتتال واللاتسامح مع الآخر. معلنتة عن تضامننا مع أهالي ضحايا التفجير الدموي في الكنيسة المصرية.

ودعت الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلى تعزيز ثقافة التسامح، وترسيخ مبادئ الديمقراطية، والوقوف في وجه ثقافة التعصب وإقصاء الآخر، التي أصبحت سائدة في معظم بلدان العالم العربي، اضافة الى دعوتها لمناهضة جميع أشكال ومظاهر العنف والتعصب داخل المجتمعات العربية، وإشاعة ثقافة السلم المجتمعي والتسامح والحوار والتقاليد الديمقراطية الحقيقية، وتأكيد مبدأ الحق في الاختلاف، وتوسيع هوامش الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والاعتقاد.