السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطيب : لن نقبل بوجود أي جندي إسرائيلي على أرضنا وقد نقبل بطرف ثالث

نشر بتاريخ: 03/01/2011 ( آخر تحديث: 04/01/2011 الساعة: 07:27 )
رام الله -معا- قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن شعبنا وقيادته يقولون للعالم أجمع، إنه لا سلام ولا استقرار ولا أمن ولا آمان في المنطقة وفي العالم إذا لم ينل شعبنا حقوقه العادلة والمشروعة كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية.

وأضاف عبد الرحيم، خلال مشاركته، نيابة عن الرئيس محمود عباس، في مهرجان إحياء ذكري الـ 46 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، التي أقامته حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة، ظهر اليوم الاثنين، أن العالم اليوم يقف معنا، ويعترف بحق هذا الشعب في وطنه، وأن هذا العالم اليوم من أميركا اللاتينية إلى أوروبا إلى اليابان، يؤكد أن هذا الشعب الذي مازال يرزح تحت نير آخر احتلال بغيض في هذا العالم، لا بد أن يكون له دولة كباقي شعوب العالم.

وتابع، الدولة ليست حلم، وإنما واقع على الأرض، نقيم مؤسساتها و كل أركان وجودها لكي يكون هذا العام شاهداً على قيام هذه الدولة المستقلة، لكي تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام.

وقال أمين عام الرئاسة، نواجه عقبات كثيرة وفي مقدمتها، إصرار الاحتلال على المضي في استيطانه وفي إقامة جدار الفصل العنصري، ولكننا نؤكد ونقول انه لا سلام مع الاستيطان، وأنهما لا يستقيمان ولا يلتقيان، ولا يمكن أن نقبل بأن تكون القدس إلا عاصمتنا الأبدية مهما حاول الاحتلال أن يغير من معالمها وملامحها العربية الإسلامية والمسيحية.

وأضاف ليس شعبنا وحده الذي يلتف حول ثورته وقيادته بقيادة الرئيس محمود عباس، وإنما كل امتنا العربية وكل أحرار العالم بما في ذلك قوى السلام في إسرائيل التي تتظاهر معنا في بلعين ونعلين والمعصرة وتقاوم معنا مقاومة شعبية سلمية لإنهاء هذا الاحتلال البغيض.

وأردف قائلا، 'إننا في هذه الفترة لا بد أن نكون واعيين يقظين حذرين، وإخوتي في اللجنة التنفيذية وإخوتي في اللجنة المركزية وإخوتي الأمناء العامين الفصائل، وكل القوى الوطنية تدرك صعوبة المرحلة، حيث إننا في نهاية المطاف لا بد أن نصل إلى الهدف إلى نقطة النهاية بإقامة الدولة ورفع أعلامنا فوق كنائس القدس ومساجد القدس وأسوار القدس، وكما كان يقول الراحل العظيم ياسر عرفات 'يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون بإذن الله تعالى'.

وقال :"علينا في هذه المرحلة أن نلتف حول قيادتنا الشرعية، وأن نشد من أزرها، ونتمسك بالثوابت التي أعلنتها، وهي الثوابت المعروفة للقاصي والداني المتمثلة بأن حدود الدولة على الرابع من حزيران عام 1967.

وجدد أمين عام الرئاسة التأكيد على أننا لن نقبل بوجود أي جندي إسرائيلي في أرضنا، وبالنسبة للأمن فإننا نقبل بوجود طرف ثالث، وهذه أقصى المرونة التي نقدمها.

وقال، لا بد أن نتمسك بالثوابت، وان نشد من أزر السيد الرئيس واللجنة التنفيذية واللجنة المركزية على هذا الموقف الذي لا يمكن أن نتزحزح عنه مهما كانت الضغوط ومهما كانت المغريات.

وشدد على رفض القيادة الفلسطينية، لكل المشاريع المشبوهة والمؤقتة، قائلا: لا لدولة ذات حدود مؤقتة، بل نريد دولة فلسطينية مستقلة على قدم المساواة مع كل دول المنطقة تعيش بأمن وأمان.

وأضاف أما أولئك الذين ينادون بدولة ذات حدود مؤقتة والذين يطالبون بإقامة الدولة الفلسطينية على أي شبر يتم تحريره فهي شعارات خبيثة مدسوسة شعارات تآمرية، ولن نقبل بها مهما كان الثمن، لذلك علينا أن نلتف حول ثوابت قيادتنا التي طرحها الرئيس محمود عباس.

وتابع:" هذه الثوابت الوطنية التي أقرتها منظمة التحرير الفلسطينية وأقرتها فتح في كل أطرها، من اللجنة المركزية والمجلس الثوري والأقاليم والمكاتب الحركية والمناطق والشعب".

وخاطب عبد الرحيم، أبناء الفتح قائلا: يا أيها الفتحاويون النبلاء القابعين خلف القضبان والصامدين على أرض الوطن وفي الشتات نقول لكم: 'إن هذه الثوابت متجذرة في قلوبنا وعقولنا ونبض العروق لن نحيد عنها، وسنظل خلف قيادتنا متمسكون بها مهما كانت الضغوط ومهما كانت الاعتداءات والاجتياحات وعمليات القتل اليومية التي يمارسها الاحتلال البغيض".

وأضاف أمين عام الرئاسة، 'أقول لهم إن فتح وليس من باب النرجسية، وإنما من باب اعتراف الجميع، خاصة أن كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تقول وتؤكد، ما دامت فتح بخير فأن المسيرة الكفاحية لشعبنا بخير، لذلك فعليكم أيها الفتحاويون الوطنيون أن تكونوا على قدر المسؤولية الملقاة عليكم، من قبل أبناء شعبكم ومن كل فصائل العمل الوطني، ومن كل أحرار امتنا العربية ومن كل العالم.

وخاطب أبناء شعبنا في قطاع غزة الحبيب، قائلا،'لقد بليتم بالانقلاب وبليتم بالشعوذة، أهلكم هنا في الضفة الغربية معكم قلبا وقالبا، عليكم أن تصبروا وتثابروا، خاصة إخوتنا الذين يقبعون خلف قضبان السجون، سجون حماس الظلامية، هذه الحركة التي لا تعرف الشراكة الوطنية ولا الوفاء لهؤلاء الفتحاويين الذين كان لهم شرف التصدي لكل عدوان في أكثر من مره وفي أكثر من موقع.

وحول نية حكومة الانقلاب إجراء تعديل وزاري لتعميق الانقسام، قال الطيب عبد الرحيم، يقولون إنهم يريدون أن يعملوا تعديلا وزاريا في حكومتهم، إن هذا إصرارا على الانقلاب، وعلى الانقسام، لا يمكن أن نقبل به أو نسلم به، كما لم نسلم من قبل بانقلابهم، والحمد الله أن الجميع يرفض التعاطي معه.

وأضاف، في ذكرى الانطلاقة، وفي ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات يمنعون أن يهب شعبنا في تلك المناسبة العظيمة، وفي هذه الذكرى وتلك المناسبة يمنعون شعبنا من التعبير عن عواطفه وتلاحمه مع قيادته، لماذا ؟، لأنهم يعتبرون زورا وبهتانا أن النضال بدأ بهم وها هم الآن يقفون حراسا على أمن الاحتلال ها هم الآن يكشفون عن وجههم الحقيقي، بأنهم يريدون دولة هزيلة في غزة يسمونها تهدئة، نحن معها، ولكنهم كانوا يرفضونها إلى أن دمروا غزة.

وتابع، لا دولة فلسطينية بدون غزة ولا لدولة فلسطينية في غزة، هذا هو عهدنا، عهد شعبنا الحبيب الصامد عهد شعبنا الذي فجر الثورات والانتفاضات في قطاع غزه ولن يحيد عن هذا العهد ولن يتخلى عن هذا الموقف وهذا القسم.

وأكد أمين عام الرئاسة لأبناء شعبنا في القطاع، أن ظلم الانقسام لن يطول، قائلا، أقول لكم يا أهلنا وأحبتنا في غزة ثقوا تماما إن هذا الظلم الواقع عليكم لن يدوم ولن يستمر وأنتم الذين علمتمونا كيف تهبوا في وجه الظلم في وجه العدوان في وجه كبت الإرادة في وجه الاستفراد في وجه الانفراد في وجه الاستبعاد، لا يمكن أن نتخلى عنكم ولا يمكن أن تتخلوا عن مسيرة شعبكم.

وأضاف:" يا أحبتنا في غزة كم القلب يبكي وكم العين تدمع عندما نسمع ونرى هذا الظلم الواقع عليكم من الانقلابيين أصحاب الشعارات السوداء والممارسات اللعينة البغيضة ضدكم وضد وحدة شعبكم وضد انتمائكم ووطنيتكم وفتحاويتكم، ولكن، كونوا على ثقة بأن الظلم لن يستمر ولن يدوم فللباغي جولة والحق لا بد أن ينتصر، لا بد أن تعود غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، لا بد أن تعود غزة إلى حضن المشروع الوطني الذي نحميه كلنا بدمائنا وعرقنا وجهادنا ونضالنا حتى يكتمل هذا المشروع بإقامة دولتنا وعاصمتها القدس، وحتى يتم حل قضية اللاجئين حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة 194 والمبادرة العربية".

وجدد عبد الرحيم، التأكيد على ضرورة التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، باعتبارها الجامع لكل أطيافه ومكوناته السياسية، في مواجهة كل الظروف الصعبة التي تحيط بالقضية الوطنية.

وقال: "علينا أن نواجه بكل قوانا تلك المحاولات الرامية إلى خلق بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية مهما كانت الشعارات ومهما كانت المبررات التي يطرحونها".

وأضاف: "أي محاولة للخروج على منظمة التحرير الفلسطينية هي محاولة لإعادة التاريخ ثانية إلى الوراء، أي إلى حكم الهيمنة وحضن العبثية السياسية التي لا نقبل ولن نرضى بها وسنقاومها بكل قوتنا'، مؤكدا أن شعبنا في كل محافظات الوطن يلتف حول منظمة التحرير ولجنتها التنفيذية، والرئاسة الشرعية لهذه المنظمة برئاسة الرئيس محمود عباس.

وشدد على أن أي محاولة للخروج على المنظمة مهما كانت مبرراتها لن تنطلي على شعبنا ولن تفوت عليه، مطالبا كل القوى في منظمة التحرير بأن تكون داخل المنظمة وان تعارض من داخلها هذه المحاولات وتقول كلمتها داخل المنظمة ما يقوي موقف الشرعية الفلسطينية.

وأضاف: "أما المواقف الأخرى فلا تخدم إلا التشتيت والتقسيم، ولا تخدم إلا مخططات أولئك الذين يريدون أن لا يكون لشعبنا ممثلا واحدا ووحيدا يفند مقولة الاحتلال بأنه لا يوجد شـريك فلسطيني".

وحول الأزمات التي تتعرض لها الأمة العربية، قال عبد الرحيم: تتعرض منطقتنا لمؤامرات تهدف إلى تقسيم الدول العربية، وتهدد بحرب طائفية، معربا عن أمله أن لا تحقق هذه المؤامرات أهدافها التي تتمثل في تفكيك بعض الدول العربية وإثارة الحروب الطائفية، كقتل إخوتنا المسيحيين في العراق ومصر، وهذا ليست من شيمنا، ولا من إسلامنا، وأخلاقنا العربية، فنحن شعب واحد، وندين هذا الإجرام الآثم.

وأضاف: هذه الآفة الخطيرة هي إحدى أدوات هذا المخطط التآمري لكي تعود قضيتنا إلى الخلف، في مؤخرة الأولويات، وحتى يتذرع البعض أن هناك مشاكل في هذه المنطقة غير القضية الفلسطينية.

وحول الموقف الأميركي من عملية السلام، قال أمين عام الرئاسة: 'قالت لنا الإدارة الأميركية في البداية، إن المدخل الصحيح للأمن والأمان في الشرق الأوسط يكمن في حل القضية الفلسطينية'.

وأضاف: "لكن الآن وأمام ضغوط الحكومة الإسرائيلية وغيرها من اللوبيات الأخرى أصبحوا يأملون، لذلك فإننا نطالب بان يتحول هذا الأمل الذي أعلن الرئيس أوباما عنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، كاملة السيادة".

وتابع: لا نريد أن نبقى نحلم، ونقول بكل صراحة إذا أرادت أميركا فإنها قادرة على فرض حل على الجانب الإسرائيلي، بعيدا عن كل المبررات التي تسوقها إسرائيل كالائتلاف الحاكم وغيرها، وكلها مبررات واهية، لذلك نقول إذا رغبت أميركا والاتحاد الأوروبي والعالم، فإنه قادر على إن يفرض الحل، وتحويل الحلم الفلسطيني إلى حقيقة واقعة على الأرض.

وأضاف عبد الرحيم، دولتنا قادمة، وان حكومتنا تقوم بكل ما من شأنه إقامة مؤسسات الدولة وتعزيزها، ولكن الاحتلال مازال يضع العقبة تلو العقبة في وجه إقامة هذه الدولة على الأرض.

وأشار أمين عام الرئاسة إلى أن الاحتلال ومن خلال ممارساته المتمثلة بالاجتياحات والاغتيالات، وإقامة جدار الفصل العنصري، والاستيطان، وغيرها، يتوهم أن شعبنا الذي يزيد عمر نضاله عن 100 سنة صامد، ولا يمكن أن تنهار جبهته ومعنوياته، وان يعجز عن تحقيق حلمه.

وقال: شعبنا مصمم من خلال الدموع التي رأيناها اليوم في نابلس والخليل وأريحا وكل المدن الفلسطينية، وفي عين الحلوة واليرموك، أن يجدد العهد لكل القادة والشهداء الذين أطلقوا الشرارة الأولى، ويجدد العهد بأننا على الدرب سائرون، وبان معنوياتنا كل يوم تزداد صلابة، وتصبح عصية على المحتل مهما كانت أشكال العدوان التي يقوم بها الاحتلال.

وأضاف: أمامنا مشوار، سنجد فيه الكثير من الصعوبات، ولكننا على العهد نبقى لنحقق الحلم الذي سقط من اجله الشهداء، واعتقل أكثر من 10 آلاف أسير في سجون الاحتلال.

وقال مخاطبا فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، إننا سنظل معكم جنبا إلى جنب، وكتفا إلى كتف لنخوض هذه المسيرة ونحقق حلم شهدائنا ومناضلينا.

وأضاف: لابد أن نكون واثقين في أنفسنا، واثقين في قيادتنا، ملتفين حولها، واثقين في قدرتنا على تحمل الصعاب، ونقول لكم مزيدا من العزم والتصميم، فها هي المقاومة الشعبية تتصاعد، ويسقط المزيد من الشهداء في بلعين ونعلين، وهي تسمع العالم كله بلا استثناء، بأنه لابد أن يكون لهذا الشعب المكان الذي يليق به تحت الشمس.

وختم أمين عام الرئاسة بالقول، أحييكم في هذه الذكرى المجيدة، وأتمنى لكم سنة جديدة بها الأمل والتصميم والعطاء، ونتمنى للجميع، خاصة إخوتنا المسيحيين عيداً مجيداً سعيداً، فنحن المسلمين والمسيحيين في هذا الوطن أخوة أحباء، واعيين لكل محاولات زرع الفتن بين صفوفنا، ونسأل الله أن يبعدها عن أشقائنا.

وشارك في المهرجان الذي أقيم بمدينة رام الله، اليوم الاثنين، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء من المجلس الثوري وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن الوزراء وأمناء الفصائل الفلسطينية ومدراء الأجهزة الأمنية ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام.

وشدد أمين سر حركة فتح في إقليم رام الله والبيرة، رائد رضوان، على أن حركة فتح ستبقى على عهد الثورة والنضال حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد رضوان في كلمته على أن أبناء فتح سائرون على درب الشهداء، حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، مجددا 'العهد والقسم لسيد الشهداء ياسر عرفات، ولكل شهداء اللجنة المركزية لحركة فتح'.

ودعا رضوان الرئيس محمود عباس إلى الإصرار على موقفه الثابت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967، عاصمتها القدس الشريف، مشددا في رسالة إلى حكومة اليمن في إسرائيل " على أنها لن تجد من فتح، ولا من الشعب الفلسطيني، من يقبل التنازل عن ذرة تراب من هذا الوطن".

ودعا رضوان حركة حماس إلى العودة إلى الصف الوطني، مؤكدا أنه لا دولة فلسطينية دون غزة في إطار الوحدة الجغرافية والسياسة.