السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اوباما يبتعد حالياً عن التعامل شخصيا مع ملف المفاوضات

نشر بتاريخ: 05/01/2011 ( آخر تحديث: 06/01/2011 الساعة: 09:27 )
بيت لحم- معا- عاد الرئيس الامريكي باراك اوباما الى البيت الابيض بعد ان انهى اجازة اعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، ويبدو انه امضى الاجازة في البحث عن حلول للمأزق الذي وصلت اليه المفاوضات في الشرق الاوسط، وهذا ما دفعه للتنحي قليلاً واسناد هذا الملف لمساعديه مع ابقاء الباب مفتوحا لتدخله في حال تحقيق تقدم في عملية السلام.

وقد كتب المحلل شمعون شيفر لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاربعاء تحليلا للوضع الراهن في منطقة الشرق الاوسط تناول من خلاله الجانب الامريكي والاوروبي والاسرائيلي وكذلك الفلسطيني والعربي.

واشار الكاتب ان الرئيس الامريكي يشعر بالاحباط من الوضع الذي وصلت اليه العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط، وهذا ما دفعه لاسناد هذه المهمة الى المبعوث الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل وكذلك المبعوث الشخصي دينس روس، وذلك في اعقاب المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات بعد رفض تجميد الاستيطان لـ3 أشهر اضافية، حيث الامتحان الان في مواضيع الحل النهائي "الحدود، القدس، اللاجئين" ، وهذا ما سيظهر جدية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واستعداده للتوصل الى سلام، خاصة ان رئيس اسرائيل شمعون بيرس حاول خلال الايام الماضية ممارسة الضغوط على نتنياهو للتقدم في العملية السلمية، وعدم الانتظار اكثر لان المستقبل سيكون في غير مصلحة اسرائيل.

واضاف الكاتب ان القيادة الفلسطينية لاتتعامل بجدية مع تصريحات نتنياهو عن السلام، وكافة التصريحات التي اطلقها منذ بداية الاسبوع لم تشكل أي مصداقية للجانب الفلسطيني، خاصة اعلانه الاخير انه على استعداد للجلوس مع الرئيس محمود عباس في غرفة مغلقة حتى خروج الدخان الابيض، والذي يبشر بالتوصل الى اتفاق او على الاقل تقدم مهم نحو السلام، ويدرك ايضا نتنياهو ان هذا الموقف ليس لدى القيادة الفلسطينية وانما وصل الى الرئيس المصري حسني مبارك والذي سيلتقيه نتنياهو يوم غد الخميس في شرم الشيخ، فقد سبق ولمح الرئيس المصري ان نتنياهو غير جاد في توجهاته للسلام.

واضاف يبدو ان نتنياهو يتصرف وكأن كافة الخيارات مفتوحة امامه، ويتجاهل تهديدات حزب العمل بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، وبنفس الوقت وكأن الموقف الاوروبي لم يحصل عليه أي تغيير، مع العلم ان الاتحاد الاوروبي لم يبد أي تفاعل مع الدعوات الاخيرة لنتنياهو فيما يتعلق باستعداده للجلوس مع الرئيس الفلسطيني، ولم يدرك حتى الان مدى الضرر الذي لحق بالمفاوضات والعلاقات مع الادارة الامريكية، لان الجانب الامريكي والفلسطيني لايثقون بكافة الرسائل التي يحاول نتنياهو ايصالها عن استعداده للمضي حتى التوصل الى اتفاق نهائي.

واشار الكاتب ايضا الى الجبهة السورية والتي لاتختلف كثيرا عن الموقف الفلسطيني، لان القيادة السورية لايوجد لديها ثقة بكافة التصريحات التي خرجت عن نتنياهو او عن حكومته بما يخص الاستعداد للسلام مع سوريا، حتى اللقاء الذي جمع الرئيس السوري مؤخرا مع نائب رئيس منظمة رؤساء المنظمات اليهودية الامريكية في دمشق، اكد هذه الحقيقة حين رد الرئيس السوري على موضوع الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين، بان ذلك فقط يمكن نقاشه خلال التوصل الى سلام والانسحاب الكامل من الجولان.

وينتهي الكاتب ان الحكومة الاسرائيلية تبدأ العام الجديد دون ان يكون لها خطة سياسية محددة، وكذلك يبدو ان الحكومة خلال العام الاخير عبر سياستها اوصلت الامور في بعض القضايا الى طريق مسدود سوف تدفع ثمنها خلال هذا العام والاعوام القادمة.