الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عطا الله حنا: المسيحيون في الشرق جزء اساسي من الامة العربية

نشر بتاريخ: 05/01/2011 ( آخر تحديث: 05/01/2011 الساعة: 19:01 )
بيت لحم -معا- قال المطران عطا الله حنا ان المسيحيين الفلسطينيين والمسيحيين في الشرق ليسوا اقلية ولا جالية بل هم جزء اصيل من الامة العربية وعاشوا، ويعيشون بتاخي ومحبة مع اخوانهم المسلمين، ووقفوا في وجه التحديات والازمات والاعتداءات التي تعرضت وتتعرض لها الارض العربية .

واكد حنا خلال زيارته الى مقر مؤسسة هولي لاند ترست على وجود العديد من القواسم المشتركة بين المسيحيين والمسلمين سواء في فلسطين او في الدول العربية حيث تجمعهم اللغة والثقافة والحضارة الواحدة التي امتدت على طول مئات السنوات، مؤكدا ان هذا الحديث يعني ان المسيحيين ليسوا اقلية في اوطانهم وليسوا عناصر دخيلة وليسوا مستوردين موضحا ان المسيحيين عناصر اساسية لها تاريخها وجذورها في هذه الارض .

وفي بداية اللقاء رحب سامي عوض مدير عام مؤسسة هولي لاند ترست بالاب حنا، مشيرا الى ان المؤسسة وكل من فيها يعتبرون هذا اليوم يوما مباركا نتيجة وجود الاب عطا الله حنا فيها باعتباره صوتا وطنيا وقوميا فلسطينيا يساهم في توحيد الجهود من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني مؤكدا ان المؤسسة بمسلميها ومسيحييها تعمل من اجل فلسطين ووحدتها السياسية والدينية .

واكد عوض ان الاحتلال الاسرائيلي ليس احتلالا عسكريا فقط بل هو احتلال فكري ونفسي وبالتالي فان من اهم وسائل محاربة هذا الاحتلال التواصل مع رجال الدين المتنورين والجرئييين وبالتالي كان هذا اللقاء الذي يامل بان يستمر اون يتواصل من اجل الجميع الفلسيطيني .

وعبر حنا عن احترامه الكبير لكافة التجمعات المسيحية في العالم وعلى راسها الفاتيكان وروما وكل العواصم المسيحية الا ان الشرق عموما وفلسطين خصوصا وبيت لحم على وجه التحديد هي رمز المسيحية في العالم اجمع وقلب الميلاد النابض بالعدل والمحبة والتاخي والسلام .

ودعا حنا ادارة ونشطاء وموظفي ومتطوعي مؤسسة هولي لاند ترتست من مسيحيين ومسلمين عربا او اجانبا ان يعملوا على تعميم هذه الرسالة التي تهدف في كل اساسها للتاكيد على التاريخ والحضارة والثاقفة المشتركة والتي يتم استهدافها اليوم حتى يسهل على الاستعمار ومعاونيه النيل من صمود هذا الشعب .

واشار حنا الى ان التعدد الديني في فلسطين فيه اثراء للقضية الفلسطينية، مشددا على ان الثقافة الفلسطينية ليست ثقافة تطرف وطائفية وشعبنا الفلسطيني شعب موحد وعليه الحذر من محاولات تصدير الخطاب المتطرف الى فلسطين داعية لمواجهة هذه المحاولات بالحكمة والحذر لانه لا يمكن مواجهة الشر بالشر والعنف بالعنف والتطرف بالتطرف .

وحول الاحداث والجريمة بالاسكندرية قال حنا ان من يدبرون لهذه التفجيرات يريدون للفلسطينيين والعرب من مسلمين ومسيحيين ان يتصادموا، داعيا الجهتين الى الحذر من المؤامرات التي تسعى بعض الجهات لاثارتها، مطالبا كافة ابناء شعبنا لمواجهة كل من يريد اثارة هذه الفتن بشتى الوسائل وفضحهم لان هذه التيارات والقائمين عليها لا يمثلون المسيحية والاسلام مذكرا بان الاحتلال الاسرائيلي ما زال جاثما على قلوب كل الفلسطينين .

ووجه حنا كلمة للمسيحيين في فلسطين بالقول لهم :"انتم ملح هذه الارض وخميرتها ودعاهم الى الانتماء الحقيقي الى كنيستهم وشعبهم وارضهم التي يستهدفها الاحتلال بانواع شتى ومنها اثراة النعرات الطائفية" مؤكدا لهم ان هناك الغالبية العظمى من اخوانهم الفلسطينيين المسلمين الذين يقفون الى جانبهم كما وقف الاجداد والاباء .

وشكر حنا مؤسسة هولي لاند ترست على دعوتها وجمعها لهذه المجموعة من الشباب الفلسطيني المسيحي المسلم المتنور ليكونوا نموذجا للعمل الوطني الفلسطيني مشددا على اهمية محاربة ظواهر التطرف من قبل الشباب الفلسطيني من خلال التواصل واللقاء والعمل الموحد والموجه توجيها صحيحا .

كما اكد حنا لشباب وشابات مؤسسة هولي لاند ترست على ان العلاقة الاسلامية المسيحية ليست علاقة تعايش لان التعايش يكون بين الجاليات وفي فلسطين لا يوجد جاليات او طوائف بل هناك تاريخ وحضارة مشتركة تقوم على اساس الجذور القومية واللغة والثقافة المشتركة كما يزيد هذه العلاقة الانتماء المشترك الذي يوحد الجميع موضحا ان الايمان بالاديان المختلفة لم ولن يكون حاجزا امام تواصل الشعوب وسعيها للحرية والنضال والعيش بكرامة انسانية .

وفي اجاباته على تساؤلات شباب وشابات فلسطين من موظفي مؤسسة هولي لاند سواء كانوا مسلمين ومسيحيين دعا المطران حنا الجميع الى التعلم من اعمال السيد المسيح الذي لم يكن يجاري المخطئين وكان جريئا في انتقاد المخطئين داعيا اياهم للعمل معا من اجل محاربة المتطرفين ومثيري الفتن بصوت عال لان الصوت الخافت يجب ان يكون صوت خفافيش الليل التي تريد التفريق بين ابناء الشعب الفلسطيني ، مشددا على ان العمل المشترك يجب ان يتناول نواحي كثيرة من نواحي الحياة بحيث يتم عقد اجتماعات وورشات عمل وانشطة تساهم في تعزيز الوحدة ومحاربة الفرقة .

ولم يخف حنا وجود بعض الجهات والهيئات التي تستهدف شعبنا ونجحت بعض الشيئ في ايجاد حاجز نفسي بين الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين، داعيا الى محاربة هذا الجدار النفسي من خلال العمل المشترك لانه لا يمكن هزيمة جدار الاحتلال قبل هزيمة هذا الجدار العنصري الاسرائيلي مضيفا ان ما جرى ويجري في العالم اثر ويؤثر على البعض من الجانبين وبالتالي فان المسؤولية تتطلب من كل المؤمنين محاربة وكشف ما يجري من جرائم حتى لا يتم توسيع وتوقية هذه الحواجز النفسية .

وشدد حنا في نقاشه من موظفي ومتطوعي المؤسسة على اهمية محاربة ظواهر التطرف والعنف باشكال مختلفة ابتداء من المنازل ومن ثم الاماكن الدينية وانتهاء بالمدراس والجامعات وتعميم هذه الفكرة على مختلف شرائح المجتمع حتى يحقق اهدافه وينتصر على قوى الشر والظلم مؤكدا انه سيواصل عمله في هذا المجال رغم الثمن الذي دفعه نتيجة مواقفه في العديد من المراحل.