افتتاح اول شركة دواجن في فلسطين "عزيزا"
نشر بتاريخ: 06/01/2011 ( آخر تحديث: 08/01/2011 الساعة: 11:08 )
طولكرم- معا- افتتحت شركة "دواجن فلسطين"، احدى شركات مجموعة "باديكو القابضة"، يوم امس الاربعاء واحدا من احدث المسالخ في منطقة الشرق الاوسط، وطرح منتجها من الدجاج المبرد تحت العلامة التجارية "عزيزا" رسميا في الاسواق.
جاء ذلك في حفل في موقع المسلخ في بلدة عنبتا بطولكرم، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، وبحضور وزير الزراعة د. اسماعيل دعيق ووزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي، ومحافظ طولكرم طلال دويكات، وعدد من رجال الاعمال والشخصيات الاعتبارية في المحافظة.
وفي كلمة له نيابة عن رئيس الوزراء، اعرب دعيق عن ثقته بان المسلخ سيكون في مصلحة صغار المزارعين، حيث سيساهم في الحد من ظاهرة تهريب الدواجن من اسرائيل، الامر الذي يؤدي الى الحفاظ على مستوى معقول للاسعار.
وقال دعيق عملية التهريب من اسرائيل ما زالت عالية، ونقدر الدواجن المهربة بانها تغطي 20-30% من حجم الاستهلاك في السوق الفلسطينية، وهي بجودة منخفضة واحيانا مريضة، الامر الذي يحد من قدرة مزارعينا على المنافسة، مضيفا "اذا تمكن المسلخ جمع الفائض من الانتاج في اوقات انخفاض الاسعار، فانه سيحافظ على سعر مناسب للجميع".
واعتبر دعيق تشغيل المسلخ خطوة مهمة على طريق الانتقال بهذا القطاع الى طرق حديثة، "فنحن نامل من فترة طويلة الانتقال من الطرق التقليدية الى الطرق الحديثة في ذبح الدواجن، حفاظا على الصحة العامة، وحلا لبعض المشاكل الاقتصادية".
واعلن دعيق ان وزارة الزراعة تعمل على اعداد قانون للمسالخ، حيث لدينا مجموعة طلبات لانشاء مسالخ في مناطق مختلفة، ونحن بحاجة الى هذا النظام حتى نتمكن من منع الذبح داخل التجمعات السكانية.
من جهة اخرى، وعد دعيق بحل موضوع الضريبة على الانتاج الزراعي خلال اسبوعين، قائلا، "اتفقنا على عقد لقاء مع اصحاب المزارع، واعد بايجاد حل خلال اسبوع او اسبوعين".
وبموجب النظام الحالي، فان الحكومة تعفي الانتاج الزراعي من ضريبة القيمة المضافة، بتمكينه من استردادها واعطاء فاتورة صفرية، لكن المشكلة ان الية التفاهم التي تمت في مجلس الحليب، بين مربي الماشية واصحاب المصانع، تعاني من اختلالات، واصحاب المصانع يطالبون بالغاءها، وقد كان لنا اجتماع الخميس الفائت مع رئيس الوزراء حول الموضوع، وسيكون هناك لقاء اخر لحل المشكلة.
ودعا دعيق رجال الاعمال الى الاستثمار في قطاع الزراعة، والاستفادة من البرامج التي استحدثتها الحكومة، كصندوق التامين الزراعي، وصندق للاستثمار في قطاع الزراعة، وكذلك مؤسسة خاصة بالتسويق الزراعي، وكذلك الاستفادة من اتفاقية من المقرر ان توقع بشكل نهائي مع الاتحاد الاوروبي في شهر سباط القادم، تسمح بدخول حر للمنتجات الزراعية الفلسطينية الى دول الاتحاد، دون حصص وفي جميع ايام السنة وباعفاء جمركي كامل، "وهي اتفاقية فريدة لم تحظ بمثلها اي من الدول الاخرى بما فيها اسرائيل".
من جهته، اعرب منيب المصري، رئيس مجلس ادارة "باديكو القابضة" عن ثقته بان يترك المسلخ الجديد اثرا ايجابيا سريعا في الاقتصاد الفلسطيني، وخصوصا في قطاع الزراعة، ذلك القطاع الذي تقف فيه عشرات الاف الاسر، برجالها ونسائها واطفالها، على خط الدفاع الاول عن الارض والقضية الفلسطينية الوطنية، في مواجهة الهجمات الاستيطانية الاسرائيلية.
وقال المصري إن هذا المشروع جزء من خطة استثمارية توسعية بدأتها شركة دواجن فلسطين قبل نحو عامين، ويعكس التزامنا كمجموعة "باديكو القابضة"، بمختلف شركاتها التابعة والحليفة، بالهدف الذي انطلقنا من اجله قبل نحو 15 عاما، بالاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، وأن نكون رافعة للاستثمار المحلي والاجنبي في مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، التي نثق أنها ستكون حقيقة على الارض خلال وقت قريب.
وأضاف المصري قائلا، إن "باديكو القابضة" تجدد هذا الالتزام في هذه المناسبة، وتؤكد على نهجها الذي اختطته منذ انطلاقها في العام 1993، بالاستثمار في مختلف القطاعات، وخصوصا الاستراتيجية منها، كقطاع الزراعة، والبنى التحتية، في كل الظروف، وما هذا المشروع، الذي بني وفق احدث التكنولوجيا المتوفرة في هذا المجال، وما سيليه من مزارع لانتاج الدجاج اللاحم في محافظات مختلفة، ومشروع مزارع النخيل الذي دشن في اريحا قبل اشهر، وكذلك المشاريع التي بدانا تنفيذها في مجال معالجة المياه العادمة والنفايات الصلبة في كل من نابلس وجنين، الا دليل على جديتنا في هذا التوجه.
واشاد المصري بجهود السلطة الوطنية في تشجيع الاستثمار في فلسطين، وتوفير البيئة المناسبة له.
واوضح المصري انه لم يكن للقطاع الخاص ان يطرق ابواب الاستثمار، سواء في هذه القطاعات او غيرها، لولا جهود السلطة الوطنية، وخصوصا جهود الرئيس محمود عباس وحكومته الحالية برئاسة د. سلام فياض، لتوفير افضل بيئة ممكنة للاستثمار رغم الاوضاع السياسية "المعقدة"، تحت شعار تنمية لانهاء الاحتلال رغما عن الاحتلال.
ولفت المصري الى المعيقات التي ما زالت تواجهها جهود السلطة من قبل سلطات الاحتلال، اضافة العقبات الناتجة عن "الانقسام الذي نعيشه منذ نحو اربع سنوات، الذي لولاه لشهدنا معدلات نمو في الاقتصاد الوطني اعلى بكثير مما تحقق على مدى السنوات الثلاث الماضية، والاهم من ذلك، لما شهدنا هذا التدهور في قضيتنا الوطنية، ولما كان لاسرائيل ان تستهتر بعملية السلام وتتملص من استحقاقاتها كما تفعل الان".
واستذكر المصري ما قامت به السلطة الوطنية على صعيد توفير الامن، وتعديل ما يلزم من تشريعات وقوانين، والقيام بكل جهد ممكن لتشجيع الاستثمار في فلسطين، وخصوصا عبر عقد الانشطة والمؤتمرات، في الداخل والخارج، لاعطاء المستثمرين فرصة الاطلاع عن كثب على الاوضاع في بلادنا، ومعاينة فرص الاستثمار المتاحة بانفسهم.
وجدد المصري دعوته للمستثمرين الفلسطينيين، في الداخل والخارج، "وكذلك للعرب في مختلف انحاء العالم، لوضهم في تجربة "باديكو القابضة"، والتي تؤكد اولا ان الاستثمار في فلسطين، وربما اكثر جدوى من العديد من الاسواق الاخرى، وثانيا فانه حجر الرحى في صمود الشعب الفلسطيني على ارضه، بما توفره المشاريع الاستثمارية للمواطنين من فرص للعمل بكرامة.
بدوره، قال رئيس مجلس ادارة "دواجن فلسطين" نضال السختيان، ان "باديكو القابضة" منذ نشاتها قررت بالاستثمار في المشاريع "الريادية" من جهة، والمشاريع التي تحقق للإقتصاد الفلسطيني أعلى معدلات القيمة المضافة من جهة ثانية، والمشاريع الأعلى توظيفا لليد العاملة والأكثر مساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فكان القرار بتأسيس شركة دواجن فلسطين كشركة رائدة في صناعة الدواجن وشركة رائدة في الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية.
وقال السختيان تكمن الأهمية الاقتصادية للقطاع الزراعي في كونه المصدر الأساسي للغذاء، وفي كونه مشغّلا رئيسيا للقوى العاملة، حيث يستوعب 15% من القوى العاملة في فلسطين، ويمتاز أيضا بارتفاع نسبة القيمة المضافة حيث أن ما يزيد عن 55% من قيمة الناتج الزراعي تمثل قيمة مضافة للإقتصاد الفلسطيني، وهو يعد بذلك من أعلى القطاعات الانتاجية توليدا للقيمة المضافة.
وأكد ان شركة دواجن فلسطين ماضية في تنفيذ خططها ومشاريعنا التوسعية، حيث تزيد استثماراتها في مشاريعها المختلفة عن 40 مليون دولار في محافظات طولكرم وجنين واريحا.
واوضح السختيان "لأننا مؤمنون بجدوى الاستثمار في هذا القطاع، فان لدينا المزيد من الخطط الاستثمارية التي نعمل على إعداد الدراسات والبرامج التنفيذية لها، والتي نعتقد أنها ستصبح واقعا ملموسا خلال السنوات القليلة القادمة".
واشاد السختيان بتوجه الحكومة وبرامجها الجديدة لدعم الاستثمار في قطاع الزراعة، كاشفا في نفس الوقت عن مشروع جديد لشركة دواجن فلسطين لانتاج لحوم الحبش، بكلفة 25 مليون دولار، مرحبا بالشراكة مع مستثمرين اخرين من خارج "باديكو".
بدوره، اشاد محافظ طولكرم طلال دويكات بمبادرة "دواجن فلسطين" انشاء مسلخ حديث للدواجن، داعيا المستثمرين الى انشاء المزيد من المشاريع في المحافظة، "التي احتلت المرتبة الاولى من حيث ارتفاع نسبة البطالة بحسب تقارير جهاز الاحصاء".
وقال هذا الصرح الاقتصادي جاء بعد سلسلة من الاجراءات الحكومية، وفي مقدمتها توفير الامن والامان، الذي بدونه لن يكون هناك اقتصاد ولا ازدهار، والذي بدوره يتطلب تكاملا بين القطاعين العام والخاص".
وطالب دويكات رجال الاعمال الفلسطينيين في الخارج بالاستثمار في فلسطين، حيث العائد على الاستثمار افضل منه اي دول مجاورة.
واعتبر دويكات كل مشروع ينفذ في فلسطين "مسمار اخر في نعش الاحتلال، ولبنة اخرى في مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، ونحن مطالبون كسلطة وقطاع خاص بتجسيد هذه الدولة على الارض بتنفيذ المزيد من هذه المشاريع".
وقدم مدير عام الشركة عبد الحكيم الفقهاء عرضا موجزا عن الشركة ومنجزاتها، وخططها الاستثمارية المستقباية، لافتا الى ان المسلخ جزء من خطة استثمارية للشركة كلفتها 22 مليون دولار، "نفذ منها 75% حتى الان".
وقال الفقهاء نؤمن في الشركة بالتوسع العمودي، بمعنى انشاء سلسلة مكتملة لمراحل انتاج الدواجن، حيث لدينا منذ البداية مصنع للاعلاف، ومزارع امهات تنتج 36 مليون بيضة تغطي 80% من حاجة السوق في الضفة الغربية، وفقاسات تفريخ تنتج 12 مليون صوص سيرتفع انتاجها الى 17 مليونا في نهاية العام 2011، والان لدينا مسلخ بطاقة انتاجية تبلغ 60 الف طن، وهو مستغل بنسبة 60% فقط من طاقته الانتاجية، ونامل ان نصل الى نسبة 90% في العام 2011.
واضاف الفقهاء ان الشركة بدات تنفيذ مجموعة من مزارع مزارع للدجاج اللاحم، بعد تاخير لرغبتنا في عدم منافسة المزارعين، وسنبدا بطاقة انتاجية 6 ملايين طير سنويا، ونامل ان لا نضطر لزيادة هذه الطاقة تجنبا للاضرار بالمزارعين، معربا عن امله في ان تاخذ الحكومة هذا بعين الاعتبار، عبر تعديل نظام الضريبة على الانتاج الزراعي، "فالنظام حاليا يجعل من نجاح المسلخ بالاعتماد على المزارعين.
واصطحب الفقهاء وزيري الزراعة والحكم المحلي، والمدعويين، في جولة في مرافق المسلخ، حيث اطلعوا على عملية الانتاج منذ لحظة دخول الدجاج حيا، انتهاء بمخازن التبريد والتجميد.
ويعتبر المسلخ الأول من نوعه في فلسطين، سواء من حيث الطاقة الانتاجية التي تصل إلى 15 الف طن من الدجاج المبرد والمجمد سنويا تغطي حوالي 30% من حاجة لأسواق في الضفة الغربية، أو من حيث تطور خطوط الانتاج والتقنيات العالية المستخدمة فيها.
وانشئ المسلخ باستثمارات تزيد عن 8 ملايين دولار، بما يشمل شبكة توزيع تضم سيارات حديثة مجهزة بمعدات تبريد، ويشمل المشروع ايضا وحدة حديثة لمعالجة المخلفات وأخرى لمعالجة المياه العادمة، تاكيدا على التزام الشركة واهتمامها بجودة البيئة، بنفس درجة اهتمامها بجودة المنتج وصحة المواطن.
والمسلخ هو جزء من خطة استثمارية طموحة بدات الشركة تنفيذها منذ مطلع العام 2009، تشما ايضا انشاء سبع مزارع في بطاقة انتاجية تصل إلى 9 آلاف طن من الدجاج الحي سنويا وبتكلفة تقديرية تصل إلى 7 ملايين دولار، والتي باستكمالها تكون الشركة قد انفقت 22 مليون دولار على مشاريعها التوسعية منذ مطلع العام 2009.
وتاسست "دواجن فلسطين" في العام 1997 كشركة مساهمة عامة، ويقع مركزها الرئيسي في نابلس، ويبلغ راسمالها المصرح به 10 ملايين دينار اردني، موزعة على 10 ملايين سهم يقيمة اسمية دينار واحد للسهم، وهي مدرجة في بورصة فلسطين.
وتملك الشركة مزارع لامهات الدجاج اللاحم "فقاسات"، بطاقة انتاجية تصل الى حوالي 15 مليون صوص سنويا، ومصنع حديث للاعلاف بطاقة انتاجية تبلغ 72 الف طن سنويا.
وتعتبر الشركة من أكبر استثمارات القطاع الخاص في القطاع الزراعي الفلسطيني، وقال الفقهاء انها من أكبر المشغلين للأيدي العاملة في محافظة طولكرم، حيث يبلغ عدد موظفيها 210 موظفا، سيرتفع قريبا ليصل الى 250 موظفا.