ناحوم بارنيع لـ" اولمرت " :خذ ما يعرض عليك واهرب من لبنان.. حربنا هناك مثل "توم و جيري"!

بيت لحم- معا- دعا الكاتب الاسرائيلي ناحوم بارنيع المرافق للقوات الاسرائيلية في حربها على لبنان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لان يأخذ ما يعرض عليه من حلول ويهرب من لبنان لان الحرب هناك مثل "توم اند جيري" ولا قبل للجيش الاسرائيلي بالاستمرار بها دون ان يدفع اثمانا باهظة ،وفيما يلي النص الكامل للمقال:

ما نشاهده هنا في اعماق لبنان يختلف تماما وللاسف الشديد عما نشاهدة من شبابيك مكاتب جنرالات هيئة الاركان او مكتب رئيس الحكومة ، نحن نسير نحو الضياع في البحث عن نصر لايمكن تحقيقه .

راس البياضه صخرة تعلو البحر بعشرة كيلو مترات شمال رأس الناقورة وتتشكل من مجموعة من القرى المسيحية والشيعية الصغيرة ويجثم على ارضها لواء الكسندروني الاحتياطي المشكل اساسا من مسرحي لواء غولاني ويوجد في القرية وفقا لتقييمات اجهزة الاستخبارات من ثمانية الى عشرة مقاتلين من حزب الله يختفون في مكان ما بالقرب من قوات الجيش الاسرائيلي وهنا يطرح السؤال المهم كيف افقدت مجموعة صغيرة من حزب الله دولة اسرائيل رشدها وعقلها رغم تواجد لواء من الجيش الاسرائيلي في المنطقة .

يجب ان ترى الامر واقعا حتى تفهم كيف يحصل ذلك "كل بيت او بيارة او بستان يفتشها الجيش يجد وسائل قتالية مثلا بالقرب من احدى المنازل الذي اتخذته وحدة عسكرية مقرا لها وجد ثلاثة قواعد اطلاق صواريخ من نوع "تاو 2" من انتاج الولايات المتحدة وتحت شجرة اخرى اكتشفت بقايا اربعة صواريخ منصة اطلاقها موجه الى الطريق الرئيسي الذي يربط رأس الناقورة بمدينة صور الواقع اسفل المنزل وكان الجيش الاسرائيلي يستعد لفتح هذه الطريق امام المركبات العسكرية علما بان الصواريخ التي اكتشفت تحتاج الى ثلاث دقائق فقط لاطلاقها .

في هذه المنطقة المئات من مواقع الصواريخ والالغام والكاتيوشا ومدافع الهاون ولا تحتاج الى مئات المقاتلين لتشغيلها اذ يكفي مجموعة صغيرة مزودة بقائمة جيدة الترتيب تحدد مواقع الصواريخ والعبوات والقذائف مع تدريب جيد لتشغيل هذه التجهيزات .

قبل ايام شاهد جنود الجيش عنصرين من حزب الله يسافرون على دراجة نارية ويتنقلون من موقع الى اخر فنجح الجنود باصابة العنصر الخلفي الا ان الدراجة نجحت بالهرب ويوم الثلاثاء الماضي نجح احدعناصر حزب الله بالدخول الى ساحة مقر قيادة الكتيبة المتمركزة في القرية واطلق النار من بندقية كلاشنكوف والقى قنبلة يدوية واصاب نائب قائد الكتيبة قبل ان يفر من المكان دون ان يصاب باذى .

ان التنقل داخل المنطقة يسير بوتيرة بطيئة جدا حيث يتجنب الجيش السير على الطرق خشية العبوات الناسفة ويلجأ الى شق طرق بديلة ويستخدم في تنقلاته ناقلات الجند المدرعة والسير لكن التنقل يتم في معظمه سيرا على الاقدام .

المواجهة بين رجال حزب الله والجنود الاسرائيليين تشبه الى حد كبير فلم الكرتون الشهير " توم اند جيري " حيث يمتلك القط توم القوة لمواجهة الفأر جيري الضعيف والذكي الذي ينجح دائما في استفزاز توم الذي يرد عليه بحرب شاملة ولكن الفأر يفوز عليه في جميع المواجهات والحروب .

اولمرت سمع هتافات الجنود الحماسية الداعية الى دخول لبنان اثناء وجوده على الجهة الخطأ من الخط الازرق ولو سمعهم الان اثناء وجودهم في لبنان لوجد لديهم الكثير من علامات الاستفهام ولعرف ان الامر يشبه حرب اكتوبر .

الوزراء الذين اجتمعوا يوم امس بقادة الجيش فقدوا ثقتهم بقدرة تحول الجيش من توم الى جيري ومع ذلك صوتوا لصالح توسيع العملية البرية رغم انهم لا يثقون بنجاحها ولكن خوفهم من ان يتهموا بالوقوف امام نصر الجيش دفعهم الى التصويت لصالح القرار.

الادارة الامريكية تؤيد حتى الان موقف اسرائيل والجيش يستطيع الاستمرار بالعمل طالما لم تضع امريكا حاجز الصد وتوقف القتال ولكن السؤال ما هي النتائج المتوقعه من العمليات الاسرائيلية ؟ في ظل ارتفاع عدد القتلى ليصبح مشكلة سياسية كما كان قبل 24 عاما وكذلك الثمن الذي تدفعه الجبهة الداخلية اصبح يشكل اشكالا سياسيا والمشكلة الحالية في هذه الحرب ليس قصر نفس الولايات المتحدة وانما اعصاب الاسرائيليين.

في الكازينو هناك صعوبة في ان يتوقف من يربح اللعب لكن الاصعب هو توقف الخاسر ولبنان مثل الكازينو تعاقب الرابحين والخاسرين على حد سواء .

لا زال هناك امام اولمرت فرصة بان يحصل على انجازات مقبولة وانا انصحه بان يأخذ ما يعرض عليه ويهرب طالما تمكن من ذلك .