اتفاق وطني بين فتح وحماس على انهاء كافة عوامل التوتر وتنفيس الإحتقان في الشارع
نشر بتاريخ: 10/08/2006 ( آخر تحديث: 10/08/2006 الساعة: 20:45 )
خان يونس -معا- دعا مسؤولون وأعضاء في المجلس التشريعي من حركتي "فتح" و "حماس"، في محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، اليوم، إلى تنظيم مهرجان جماهيري لتوضيح الاتفاق الوطني، الذي تم التوصل إليه لإنهاء حالة الاحتقان والاقتتال السائدة بين أنصار الحركتين في المحافظة على طريق المصالحة الوطنية.
وأكد هؤلاء، خلال الاجتماع الموسع الذي عقد في مقر المحافظة، استكمالاً للاجتماعات التي تم عقدها بين الحركتين، على مواصلة اللقاءات الهادفة لتطويق الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة خلال الفترة السابقة.
واستعرض الدكتور أسامة الفرا، محافظ خانيونس، ما تم التوصل إليه خلال اللقاءات السابقة التي عقدت بين قياديي الحركتين، بهدف رأب الصدع وتفويت الفرص على من يحاول خلق الفتنة التي عمل الاحتلال وأعوانه على زرعها بين أبناء الشعب.
وأكد د. الفرا على أن محافظة خانيونس استطاعت أن تفوت الفرصة على من يحيكون المؤامرات للنيل من وحدة وإرادة الشعب "الذي استطاع بحكمته وصبر أبنائه على أن يحافظ وحدة وتماسك جبهته الداخلية".
وبين" أن هذا اللقاء يأتي تتويجاً لتلك اللقاءات التي أكدت على نبذ كافة الخلافات التي تسيء لسمعة شعبنا وتضحياته"، معبراً عن سعادته للأجواء المريحة التي سادت اللقاء الذي كان أكثر وضوحاً ونبع من نية صادقة بين قيادتي "فتح" و"حماس" لإنهاء الأحداث وتطويقها كمقدمة لمداواة الجراح.
واستعرض د. الفرا الجهود التي قام بها قياديو الحركتين خلال الفترة السابقة من حيث تشكيل لجان فرعية على مستوى المناطق موزعة على نطاق جغرافي واسع، بهدف متابعة كافة مظاهر الاحتكاك ومن يحاول إثارة الفتن، والتأكيد على مبدأ المصالحة الوطنية الشاملة.
من جانبه، أشاد إبراهيم أبو النجا رئيس لجنة المتابعة العليا، بالجهود التي تم بذلها للوصول إلى الاتفاق، معرباً عن أمله في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح.
وأشار أبو النجا إلى أن لجنة المتابعة العليا التي مر على تشكيلها أكثر من خمس سنوات، أكدت على أن الدم الفلسطيني خط أحمر، وهو ما دفعها دوماً إلى المسارعة في محاصرة أية حادثة تسيء لسمعة الشعب ووحدته.
وبين "أن الشعب مرّ بمراحل عديدة شهدت خلالها جهات وقوى كانت حريصة على أن تزرع الفتنة، والجميع راهن على أن تبقى القضية على حالها، إلا أن هناك لجان تحقيق وتقصي في خانيونس تعمل باستمرار لمتابعة مجمل القضايا وأخذها على محمل المسؤولية".
وقال النائب يحيى موسى، رئيس لجنة الوفاق عن حركة "حماس" في المحافظة:" أننا أمام لحظة تاريخية في منتهى التعقيد والحساسية، خاصة ونحن نعيش أمام موجة التحديات والصعاب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة" .
وأكد النائب موسى أن المستقبل تبنيه الأجيال بإرادتها الحرة، وأن الإرادة الفلسطينية صامدة رغم الظروف الصعبة التي وصلت إلى غاية في التعقيد مشددا على أنه من الضروري أن يساهم أبناء الشعب في مسح هذه الصفحة السوداء من التاريخ الوطني، خاصة أنه يمتلك الإرادة للخروج من هذه الحالة.
وثمن كافة الجهود التي بذلها قياديو الحركتين لتحقيق الوحدة الوطنية وخلق شراكة سياسية متينة قادرة على أن تحمي هذا الاتفاق والوفاق، معرباً عن أمله بأن تكون هذه المحافظة نموذجاً للوفاق الوطني لتصدر تجربتها الرائدة لباقي محافظات الوطن، داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياته تجاه كل ما يجري.
وقال: "إننا نستطيع أن نفعل الكثير وأن نوفر السبل والوسائل التي من خلالها إعطاء كل ذي حق حقه، لوقف كافة الأحداث التي تهدد نسيجنا بالانهيار"، مشدداً على ألا يكون الاتفاق على حساب الضحايا، وإنما يشكل خطوة على طريق وضع أسس ترتكز على القيم والعدل والإحسان.
ودعا النائب موسى كافة الوزارات والأجهزة الأمنية إلى أن تأخذ دورها في معالجة هذه الفوارق، على أساس نظام يقوم على القانون "لنقدم نموذجاً جيداً يساعدنا في نصرة هذه القضية، خاصة بعد أن قطعنا شوطاً مهماً وبدايات مشجعة.
من جانبه، عبر سمير أبو طيبة في كلمته باسم حركة "فتح"، عن رضى حركته بما تم التوصل إليه من خطوات عملية تسير نحو المصالحة الشاملة في خانيونس بين أبناء حركتي فتح وحماس.
وأشار أبو طيبة إلى أن الشعب الفلسطيني مر بظروف عصيبة لا أحد راضٍ عنها، مؤكداً أننا نعيش أمام مواجهة حاسمة مع أعدائنا، ويجب على أن نقف أمام هذا التحدي.
وشدد على أنه ليس من مصلحة أحد أن تستمر هذه الخصومات والخلافات التي تنذر بكارثة من الاقتتال الداخلي، ومن هنا "كانت خطواتنا من أجل أن نجلس وأن نضع حلولاً وأن نقف حائلاً أمام ما يحدث".
وأكد أبو طيبة، أن اللقاء يأتي لتتويج هذا الوفاق الذي يتم بمشاركة أعضاء المجلس التشريعي ولجان الإصلاح والقوى الوطنية والإسلامية وقادة حركتي فتح وحماس، داعياً قادة الأجهزة الأمنية بضرورة العمل الجاد لإنجاح هذا العمل ، موضحاً أن الأيام القادمة ستشهد زيارات ولقاءات إلى مقار الأجهزة الأمنية للوقوف على المعيقات التي تقف عائقاً أمام عملهم.