الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكنيسة القبطية في أريحا دلالات حضارية وتاريخ من التآخي

نشر بتاريخ: 06/01/2011 ( آخر تحديث: 06/01/2011 الساعة: 17:40 )
اريحا - معا- يتذكر أهل أريحا أسماء عديدة لرهبان وخوارنة من رعاة الكنيسة القبطية والتي يرتبط رعاياها وإبائها بعلاقات حسن الجوار وروابط التآخي بين أبناء الديانات في أقدم مدن العالم، وتتوزع في أحياء أريحا العديد من الممتلكات التي تعود للكنيسة القبطية التي تملك ارض زراعية ومحال تجارية شيدت منذ الثلاثينات من القرن الماضي، إضافة لدور عبادة وأديرة في وسط المدينة ومنطقة الزور الواقعة على الضفة الغربية لنهر الأردن.

ويرتبط اسم الكنيسة القبطية، باسم الأب زكا العشار، والذي تقترن اسم شجرة الجميزة باسمه.

وتقول الروايات التاريخية والتراثية، أن تحت شجرة الجميزة، ابرأ عددا من العميان وعاد إليهم البصر واشفى الكثير من المرضى، بعد أن حلت عليهم بركة المسيح، وفي حي صبيحة الواقع إلى الجنوب الشرقي من جبل التجربة (جبل قرنطل) الذي لة دلالات دينية كبيرة لمختلف الطوائف، من بينهم الأقباط ويرمز للصراع بين إرادة الحق والباطل، وفي مغائرة تحدى المسيح غواية الشيطان بالصوم، حيث أثار منزل وقبر للأب زكا العشار.

ويحرص الأقباط، كما حال أخوانهم من أتباع الطوائف المسيحية الشرقية والغربية على إتمام شعائر وصلوات عيد الغطاس على الضفة الغربية لنهر الأردن، ففي يوم الثامن والتاسع عشر من كانون ثاني من كل عام، يحج المسيحيون الشرقيون ومن بينهم الأقباط إلى نهر الأردن، على خطى تلميذ السيد المسيح لأداء الواجبات الدينية والصلوات، تعبيرا عن ارتباطهم بالارض المقدسة، دون المس بتعاليم قداسة البابا شنودة والتي تحرم زيارة الأراضي المقدسة تحت نير الاحتلال.

وتأكيدا على عمق هذة العلاقة، عبر الريحاويون "أهل أريحا" عن صدمتهم من العملية التفجيرية التي طالت المصلين الأقباط في كنيسة القديسين في الإسكندرية قبل عدة أيام، وقد قام وفد من الشخصيات الرسمية بالمحافظة بتقديم واجب العزاء لراعي الكنيسة القبطية في أريحا.

الأب باخوم راعي الكنيسة القبطية، قال : "الإسلام بريء من هذه التفجيرات، هناك قوى خارجية تريد العبث بأمن مصر ولن تنجح بوحدتنا مسيحيين ومسلمين".

واستعرض الأب باخوم، التاريخ المشرف للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في مصر مما أدي إلى نسيج اجتماعي قوي في مصر.

وقال المحافظ ماجد الفتياني، أن الذي حدث في مصر من استهداف الكنيسة القبطية، لا يمثل الإسلام، لان الإسلام دين محبة وسلام، مدينا وبشدة ما حدث ضد الكنيسة القبطية.

كما سلم المحافظ الفتياني، رسالة للأب باخوم رئيس الكنيسة القبطية تستنكر فيها مؤسسات واهالي المدينة أحداث التفجير، وتعتبره عملا إرهابيا.

كما اشاد المحافظ، بمواقف الأب شنودة ومواقف الكنيسة القبطية إزاء القضية الفلسطينية والقضايا العربية برمتها.

من جهته، استهجن رئيس البلدية المحامي حسن صالح هذا العمل، متساءلا عمن وراءإراقة الدماء، ومشددا على ضرورة الرد على مثل هذه الأحداث بمزيد من الوحدة بين الديانات، مشيرا الى ان ما جرى يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار ولصالح أجندة خارجية تريد تقسيم الوطن العربي، وهذا يواجه أيضا بالرؤية الموحدة الواضحة.

وثمن صالح، مواقف الأب شنودة وأعلن تضامنه ومدينة أريحا مع الطائفة القبطية والوقوف ضد كافة أعمال الإرهاب.

الشيخ حرب جبر، بدوره ألقى كلمة أكد فيها على عمق العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.

وكان مكتب المؤسسات الوطنية، قد نظم هذه الزيارة ودعا في رسالة سلمها للأب باخوم إلى الوحدة الدائمة، وأعرب عن فخره واعتزازه بالمحبة بين المسلمين والمسيحيين في أريحا وكافة المدن الفلسطينية، وإدانته لحادث التفجير الذي وقع بحق الكنيسة القبطية في مصر.

فيما قدم وفد يمثل المؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية في محافظة أريحا والأغوار، التعازي للكنيسة القبطية في المدينة، ضم المحافظ ماجد الفتياني، ورئيس البلدية المحامي حسن صالح، ومدير الشرطة المقدم محمود صلاح الدين، وحشد من مدراء الدوائر والأجهزة الأمنية، تعبيرا عن شجبهم واستنكارهم للتفجير الآثم الذي وقع ليلة رأس السنة بحق الكنيسة والطائفة القبطية في مصر.