السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرحلة رياضية بطعم الانجاز * بقلم : سامي مكاوي

نشر بتاريخ: 09/01/2011 ( آخر تحديث: 09/01/2011 الساعة: 20:22 )
يبدو ان سلسلسة الاجتماعات التي عقدها اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية رئيس اتحاد كرة القدم مع اطلاله رأس السنة الميلادية 2011 ، كانت تهدف في المقام الاول الى توجيه ممثلي الاسرة الرياضية الفلسطينية الذين حضروا تلك الاجتماعات الى التعريف بانجازات المرحلة الرياضية السابقة والتي مضى عليها قرابة السنوات الثلاث والتي تكاد ان تكون قد اشرفت على الانتهاء ، وان مرحلة جديدة ستدخلها الرياضة الفلسطينية حاملة معها رسالة وطنية اجتماعية شبابية ذات مصداقية عالية ومؤثرة داخل الوطن وخارجة .

عناوين تحد واستنهاض
وحين طرح الرجوب العديد من المواضيع بعناوين تحد مستقبلية و ذات تاثير فعال وايجابي انما كان يهدف من ذلك استنهاض الرياضة الفلسطينية للمرحلة التالية بوجود شركاء له،وذلك بالانتقال من مرحلة العمل العشوائي والخطأ والصواب الى مرحلة العمل المخطط والمنظم جريا نحو الوصول الى مرحلة ماسسة الرياضة التي قال بانها يجب ان تبتعد عن أي تجاذبات جهوية واجندات شخصية .

ان تركيز رئيس اللجنة الاولمبية على ضرورة احداث تغيير في نمط العمل الرياضي بالهيئات الرياضية الفلسطينية يتطلب اعادة هيكلة الاتحادات والاندية بما يضمن رسم خطط مقننة وتحديد مسئوليات وتوصيف وظائف وتدريب كوادر ووضع لوائح وقوانين تتمشى مع متطلبات مرحلة التغيير المطلوبة , وتستوعب البرامج والنشاطات والمسابقات والبطولات والفعاليات المحلية وترفع شعار المحافظة على القيم الاخلاقية والحضارية والانسانية ، بل وتمهد للانجازات المستقبلية من خلال البطولات العربية والقارية والدولية, وبذلك يكون مستوى الطموح للتغيير قد قارب مستوى العمل في فترة السنوات الخمس القادمة .
ان تطبيق الاستراتيجية المستقبلية للرياضة الفلسطينية ينطلق من الدعائم الاساسية التي شرحها الرجوب في لقاءاته مع اهل الرياضة وحثهم على الخوض في جزيئاتها دراسة وتقييما وتطبيقا وتقويما ....

تشكيل المجلس الاعلى للشباب والرياضة

وحين اعلن رئيس اللجنة الاولمبية عن قرار الرئيس ابو مازن الصادر في 2/12/2010 والخاص بتشكيل المجلس الاعلى للشباب والرياضة برئاسة منيب لمصري ليكون المجلس بديلا عن وزارة الشباب والرياضة ، فانه اوضح مدى الحاجة للمجلس الجديد الذي استغرق وقتا ليس بالقصير في الدراسة عقد مقارنات بتجارب عربية وفق معايير وطنية وبخصوصية فلسطينية ، ومن دون هضم لحقوق الموظفين والعاملين بالوزارة ،وسيقود المجلس الجديد قطاع الشباب الفلسطيني الذين يشكلون اكثر من نصف عدد السكان، ويفضل ان تتم دراسة استقلالية قطاع الشباب عن قطاع الرياضة ، ذلك لان الاخيرة لها ارتباط بالايقاع الحركي السريع والواسع .

قاعدة الانطلاق

ان الاتحاد الرياضي والنادي الرياضي باعتبارهما قاعدة انطلاق في الرياضة والرياضة التنافسية يجب أن يصار إلى تصويب أوضاعهما من النواحي الفنية والإدارية والمالية ، لان النهضة الرياضية المنتظرة تحتاج إلى تغيير في المنهج وتغيير في معايير الانتخاب والتشكيل الإداري والتعامل المالي وقيادة الحركة الرياضية تدريبا ومنافسة وصولا إلى مرحلة الاحتراف والارتباط المباشر بالتجربة القارية والدولية .
ولا ننسى هنا أهمية الاستثمار والرعاية باعتبارهما وسيلة تفعيل و دعم مالي متواصل لبرامج العمل المستقبلية .

أما دور كل من اللجنة الاولمبية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة فيرتكز ذلك على انهما المرجعية الرياضية باعتبارهما يتمتعان بمميزات قيادية ومهنية عالية وبانتماء وطني قوي ، وخلال العقد الزمني الماضي كان هناك حالة من التجاذبات والتمسك بمسئوليات وتوصيفات وظيفية بين الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة لم يوضع لها حدا الى درجة كانت فيها التبعيات موزعة حسب الظرف او حسب المزاج ، اما الفترة القادمة التي سيبدأ فيها المجلس الاعلى عمله الميداني ، فالتنسيق والتعاون وتقاسم المهام والمسئوليات كل في موقعه ضروري لأحداث النقلة الرياضية المنتظره.



الرياضة النسوية تحظى بدعم الرئيس
وفي ميدان الرياضة النسوية التي تحظى باهتمام ورعاية رئيس الاتحاد ، فقد أشار اللواء جبريل الرجوب في اجتماعاته إلى توجيه صدر من الرئيس أبو مازن بمنح المراة نصف مقاعد المجلس الأعلى للشباب والرياضة تقديرا لمكانتها ودورها في المجتمع الفلسطيني ، كذلك تحديد مبلغ مالي لكل فريق كرة قدم نسوي من فرق الملاعب الكبيرة وفرق الخماسي ، إضافة إلى تخصيص نسبة من إيراد المباريات للأندية النسوية المعنية .

ومن علامات الاهتمام بالكرة النسوية استعداد الاتحاد لتنظيم ملتقى الإعلاميين الرياضيين العرب لاول مرة في فلسطين واستضافة كوكبة متميزة من الاعلاميين العرب بالتنسيق مع رابطة الصحفيين الرياضيين ليتمكن الاعلاميون ضيوف الاتحاد من مشاهدة انطلاق الدوري النسوي في ملعب فيصل الحسيني بتاريخ 27/ 1/ 2011 ، ومن هنا صار لزاما على إدارات الأندية النسوية تنفيذ خطة إعداد فرقها المشاركة بالدوري بشكل جدي , وعلى وجه الخصوص فريق سرية رام الله وفريق ديار بيت لحم لانهما سيفتتحان الدوري النسوي لعام 2011 , وهذا الأمر يتطلب التدريب المكثف للاعبات مهاريا وخططيا وبدنيا ، والمهم ان تكون اللاعبة قادرة على التحكم بالكرة والتحكم بالجسم والتحكم بالعقل خلال مباريات البطولة لابراز التنافس الممتع ، ومن جانب آخر هناك استحقاق آسيوي يتنظر المنتخب النسوي الفلسطيني للعب مباريات تمهيدية للتأهل لنهائيات اولمبياد لندن عام 2012 وذلك في آذار القادم ... ومن هذا المنطلق فان العمل في ساحات الكرة النسوية يجب أن يتخذ شكل المعسكر التدريبي المستمر . الجدي و

الاتحادات الفرعية تجربة في طريقها للنجاح

أما تشكيل الاتحادات الفرعية في مناطق المحافظات الشمالية الثلاثة – الشمال والوسط والجنوب – فهي تجربة تطبق لأول مرة في فلسطين ، وصدر قرار تشكيل هذه الاتحادات من الاتحاد المركزي بتاريخ 7/10/2010 وتم تعيين يوسف لافي عضو الاتحاد مشرفا عاما على سير العمل في هذه الاتحادات ، وتم أيضا تسمية الطواقم الادارية للاتحادات على أن تستكمل التشكيلات الادارية لاتحادات فرعية في محافظات الجنوب والشتات لاحقا .
وتقوم الاتحادات الفرعية حاليا بإدارة المسابقات التي اقرها الاتحاد المركزي في مناطقها وذلك بتطبيق اللوائح والقوانين الصادرة عن الاتحاد المركزي , عليها تقع مسئولية إعداد خطط دعم قواعد الناشئين والأشبال والبراعم وتنظيم مسابقات للفئات المساندة وتشكيل لجان للمدربين والحكام والمراقبين وللإعلام والعلاقات العامة وللكرة النسوية مع الاهتمام بموضوع التسويق بالعمل مع شركات القطاع الخاص .
وخلال الشهور الأربعة الماضية تمكنت الاتحادات الفرعية من تثبيت نفسها والعمل بجدية لتنفيذ بطولات الفئات المساندة للشباب والأشبال وكذلك دوري الدرجة الأولى
( دوري الشهيد عمر القاسم ) .
ومن المتوقع أن يعاد تشكيل هذه الاتحادات ضمن خطة مأسسة الرياضة الفلسطينية
( مقرات / موازنات / أوراق رسمية وأختام وموظفين وتحديد مهام واختصاصات).

مرحلة الذهاب لدوري المحترفين تقييم

ولضرورة تقييم مرحلة الذهاب لدوري أندية المحترفين فقد وجه الرجوب لمعالجة بعض السلبيات والمعيقات التي رافقت مباريات هذه المرحلة منها السلوكيات الخاطئة من بعض اللاعبين وأفراد جمهور المشجعين تجاه الحكام وتجاه المنافس ، ومنها عمليات الصرف المالي غير المحسوب عند التعاقد مع اللاعبين أو توتر العلاقات بين إدارات بعض الأندية بسبب إغراءات موجهة للاعبين لضمان انتقالهم من ناد إلى أخر دون مراعاة للنظم الصادرة من الاتحاد.
ولمعالجة هذه الثغرات طالب الرجوب الأندية بالتوصل إلى ميثاق شرف يحدد الواجبات والحقوق والعلاقة بينهم مستقبلا .

ان ما تم طرحه من افكار صريحة وجريئة من خلال سلسلة الاجتماعات التي دعا اليها اللواء الرجوب سواء من خلال المؤتمر الصحفي او من خلال المقابلة التلفازية او من خلال التصريحات الصحفية ... هذه الافكار لجديرة بالتمعن بمضامينها ومناقشتها وابداء الآراء بشأنها لنتمكن من تحديد الخطوات الاولى نحو رياضة فلسطينية بطعم الصمود والنضال لكسب احترام العالم ولكسب الحرية لشبابنا وشعبنا ونيل الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشريف .

** مدير دائرة الاعلام باتحاد كرة القدم