السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الرحيم يفتتح الصفحة الجديدة لوكالة "وفا" ويؤكد الحاجة لاعلام قوي

نشر بتاريخ: 10/01/2011 ( آخر تحديث: 10/01/2011 الساعة: 20:21 )
رام الله - معا - أطلقت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' اليوم الإثنين، صفحتها الجديدة وخدمات معلوماتية وأخرى جديدة، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.

وأنضم إلى صفحة أنباء 'وفا' خدمة الوسائط المتعددة 'الملتيميديا' وموقع معلومات وآخر للصور، وأعلن عن إنطلاق خدمة 'وفا sms'، عدا عن احتمال إنطلاق الموقع الإنجليزي قريبا.

واشار امين عام الرئاسة في مستهل كلمته التي ألقاها في حفل أقيم للمناسبة في مدينة رام الله، إلى أن الرئيس محمود عباس طلب منه تمثيله بالاحتفال، 'تعبيرًا منه عن اهتمامه وتقديره للمناسبة وللمشاركين فيها، وتأكيدًا منه على رعايته ومتابعته الدائمة لوكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، هذه المؤسسة الوطنية التي كانت نشأتها مترافقة مع نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت مسيرتها جزءًا من مسيرة كفاحنا الوطني منذ بداية السبعينات حتى يومنا هذا .

واضاف عبد الرحيم وإن ما تشهده وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' من تطور وتوسع نوعي إنما هو ضرورة ليتكامل مع ما يشهده المواطن من أداء اقتصادي واجتماعي وأمني وإنجازات تحققها الحكومة نحو التأسيس لبناء دولتنا العتيدة وشهدت له دول ومنظمات ومؤسسات دولية محترمة وأكدت أنه يضاهي أداء دول سبقتنا في الاستقلال.

واضاف "بهذه المنجزات نهيئ أنفسنا لدولة مستقلة ونثبت للعالم كله اننا جديرون بها".

وقال عبد الرحيم "إننا في حاجة، أيتها الأخوات أيها الأخوة، إلى وسائل إعلام وطنية قوية وفاعلة تحمل رسالتنا وتنقل صورة كفاحنا ومعاناتنا اليومية ضد الاحتلال والاستيطان والظلم والتعسف".

وهاجم امين عام الرئاسة حماس بسبب ما تشنه من "حملة دعائية مضللة قائمة على الكذب الرخيص ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تعمل ليل نهار لتوفير الأمن للمواطن وخلق البيئة الآمنة للصمود والعمل والعلم والازدهار والاستثمار في بلادنا. تساندها حملات تشويه منظمة من رعاتها المتأسلمين قادة الاتجاهات الأصولية، وعلى رأسهم القرضاوي الذي ذهب بعيداً في التحريض على الفتنة والانقسام داخل الصف الفلسطيني".

وقال عبد الرحيم ان القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا لا رجعة عنه فإزاء استعصاء عملية السلام مشيرا الى الذهاب إلى بدائل وخيارات أخرى، جنباً الى جنب مع مقاومتنا الشعبية للإستيطان وجدار الفصل، مستفيدين من تجاربنا السابقة وحتى لا نجر الى المربع الذي يريدنا الإحتلال أن نذهب إليه.

واضاف "سنواصل تحركنا على المستوى الدولي وسنهيئ المسرح العالمي لقبول قرارات دولية تدين الاستيطان وتدين استمرار الاحتلال وتمنح الشعب الفلسطيني الحق في إعلان دولته المستقلة على أرضه".

واعتبر الطيب "اعترافات الدول المتنامي بالدولة الفلسطينية في حدود العام 67 إلا ثمرة من ثمار هذا التحرك المنظم والواسع والفعال".

وقال "سنتابع تطويق السياسات الإسرائيلية وعزلها وفضح أغراضها ومراميها، وفي الوقت نفسه سنواصل بناء مؤسساتنا المدنية التي تمثل الأركان الرئيسية لدولتنا المقبلة، بوصفها أحد المهمات أو الإستحقاقات الثلاث في هذه السنة وصولاً إلى إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة ".

من جانبه، توجه رئيس الوكالة رياض الحسن بالشكر والتقدير للرئيس محمود عباس لرعايته هذه الاحتفالية، ولعنايته، ومؤسسة الرئاسة بوجه عام، بـ'وفا' ومتابعته لها، كما شكر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ودائرة الموازنة العامة في الحكومة.

وقال "أرى من الضروري أن أتوجه بالشكر أيضا إلى السيد د.سلام فياض رئيس الوزراء ووزير المالية وإلى الأخ فريد غنام ودائرة الموازنة العامة، فما سنعرضه الآن لم يكن لينجز لولا التفهم والدعم الذي وجدناه".

وتقدم بالشكر أيضا إلى منظمة 'اليونسكو' التي قدمت دعمًا متواصلًا للوكالة سواء بالمساهمة في تمويل مشروع قانون تنظيم 'وفا' أو بالمساهمة في برامج تنمية القدرات في مجال الملتيميديا والقصص الإنسانية'.

وعرض الحسن بإيجاز صورة 'وفا' التي 'تهيأت لمواجهة شروط المستقبل وتكيفت مع احتياجات عالم الإعلام المعاصر'.

وقال الحسن إن الخدمة الأولى التي تقدمها 'وفا' هي الرسائل الإخبارية العاجلة 'وفا sms '، موضحا أنه عند إرسال رسالة قصيرة تحتوي 'سجل وفا' إلى الرقم 37714 سيصل رد فوريا 'بنجاح اشتراكك في خدمة وفا sms وسيبدأ جهازك بتلقي أهم الأخبار المحلية ثم أهم الأخبار الدولية بعد إتمام اتفاق نحن بصدد إبرامه مع وكالة أنباء عالمية'.

وتحدث الحسن عن موقع 'وفا' الجديد، والدخول إلى نافذة 'وفا Audio-Video'، وعرض أحدث التقارير التلفزيونية، إذ إن الخدمة الثانية هي 'وفا Audio-Video'، مشيرا إلى أن منذ مطلع العام باشرت 'وفا' إنتاج التقارير الإذاعية والتلفزيونية بتركيز على القصص الإنسانية، وهيأت لهذا الغرض كادرًا شابًا حديث التخرج تم تدريبه لاكتساب مهارات العمل الإذاعي والتلفزيوني في مجالات التصوير والمونتاج والإخراج والتقديم وغيرها.

وأكد الحسن أن الهدف من ذلك تقديم خدمة متكاملة للمحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والعالمية تطبيقا لمبدأ اندماج عناصر العمل الإعلامي معًا في هذا العصر.

وتحدث عن الخدمة الأخرى المتمثلة في 'وفا امجيز'، إذ لدى 'وفا' مخزون ضخم من الصور الثمينة والنادرة التي توثق مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي وحتى يومنا هذا. بدأت 'وفا' مشروعًا طموحًا لحوسبة هذا المخزون وعرضه بتركيز ضوئي منخفض، وسيكون متاحًا بتركيز عالي لمن يطلب الحق في استقبال الصور ونشرها.

كما تحدث الحسن عن 'وفا info'، وهو مركز المعلومات، لافتا إلى أن 'وفا' تلقت قواعد البيانات التي كانت الهيئة العامة للاستعلامات قد أنشأتها وطورتها. وباشرت عملية طويلة لإعادة تدقيق وتصنيف المعلومات المحوسبة فيها قبل أن تبدأ بتشكيل اللجان المؤلفة من الجهات المنتجة للمعلومات كل حسب القطاع المنتمي إليه.

تضم وفا Info أو مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، حسب ما قاله الحسن، الذي أضاف '34 قطاعًا معلوماتيًا تشمل جوانب الحياة الفلسطينية كافة من تاريخ وجغرافيا ومدن وخرائط وصحة وتعليم وصناعة وتجارة وزراعة وسياحة وثقافة وسياسة وأحزاب وشخصيات'.

أوضح الحسن أن خدمة 'وفا info' توفر قاعدة بيانات شديدة الأهمية للدارس والباحث والصحفي والإعلامي وصاحب القرار، و'هي بيانات ذات مصداقية عالية باعتبارها من الجهة المنتجة لها وعلى مسؤوليتها'.

ونوه إلى أن الوكالة بدأت برامج قبل أشهر من أجل إطلاق الصفحة الانجليزية بداية شهر آذار و'لاحظنا أن هيئة تحرير الصفحة الإنجليزية قادرة على انجاز وظائفها في الوقت الحالي، وسوف نهتم بالقارئ الناطق باللغة الإنجليزية'.

وعاد الحسن إلى موضوع 'الملتيميديا'، مشيرا إلى أن الطلب العالمي يزداد على القصص الإنسانية 'لذلك خصصت 'وفا' صفحة رئيسية للقصص الإنسانية على صفحتها وستكون بلغتين ومتاحة للجميع'.

واستطرد الحسن 'هذه الخدمات ستمكن 'وفا' من أن تكون منافسة لوكالات الأنباء العربية والعالمية، والهدف أن يرى العالم بعينية ويسمع بأذنيه ما يجري على أرضنا ولنا شرف كبير في تحقيق ذلك'.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة أمين عام الرئاسة:

الأخوات والأخوة،،

أعضاء اللجنة التنفيذية، أعضاء اللجنة المركزية، الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، الحضور الكرام.

شرفني السيد الرئيس أبو مازن بتمثيله أمامكم في هذه الاحتفالية الهامة، تعبيراً منه عن اهتمامه وتقديره للمناسبة وللمشاركين فيها، وتأكيداً منه على رعايته ومتابعته الدائمة لوكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي كانت نشأتها مترافقة مع نشأة منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت مسيرتها جزءاً من مسيرة كفاحنا الوطني منذ بداية السبعينات حتى يومنا هذا. طوال العقود الماضية حملت 'وفا' الخبر الفلسطيني من مصدره وطافت به ليصل أرجاء الدنيا على اتساعها، ونقلت إلى العالم ساعة بساعة ويوماً بيوم تفاصيل نضالنا المرير والطويل، فكانت اللسان المعبر عن المنظمة والناطق باسمها والأمين على مبادئها وأهدافها.

بدأت الوكالة ببضعة من المقاتلين الجرحى الذين أجبرتهم جراحهم على الانتقال من ميدان المعركة إلى ميدان القلم والصورة. فكانت 'وفا' آنذاك نشرة محدودة تضم بياناتنا العسكرية والسياسية وتوزع على الصحف ووكالات الأنباء والبعثات الدبلوماسية في لبنان. ثم تطورت تدريجياً لتشمل الخبر والتعليق والصورة وأنشطة الممثليات والجاليات ولتصبح نافذتنا إلى العالم ومصدراً أولاً للخبر الفلسطيني في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية. وعندما ارتحلنا إلى تونس بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 ارتحلت 'وفا'، وهناك كانت نقلتها الثانية عندما هيأت كادرها وأدواتها لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة في العمل الإعلامي فأسست موقعها الالكتروني لأول مرة وباتت متاحة للعالم أجمع دقيقة بدقيقة، وبانتقالها إلى أرض الوطن عززت 'وفا' من حضورها الإعلامي وباشرت مشاريعاً طموحة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وجاء الانقلاب الظلامي الأسود في غزة ليجبر 'وفا' على إنتقال مقرها الرئيسي إلى رام الله بعد أن أقفلت مكاتبها وصودرت معداتها ومنع موظفوها من العمل. انتقلت 'وفا' إلى رام الله لتبدأ من جديد بكادر بشري محدود ومعدات ضئيلة وموارد شحيحة، وبدأت بالفعل مشوارها الصعب بقرار اتخذه سيادة الرئيس أبو مازن يوم 1/4/2008 بدمج الهيئة العامة للاستعلامات ووكالة الأنباء الفلسطينية في مؤسسة واحدة تسمى وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'. وقد هيأ هذا القرار للمؤسسة الجديدة سقفاً أعلى من الموارد البشرية والفنية ومنحها القدرة على الانطلاق نحو الأهداف التي رسمناها لها. وها نحن اليوم نحتفل بما تحقق من منجزات على ذلك الطريق الطويل.

إننا في حاجة، أيتها الأخوات أيها الأخوة، إلى وسائل إعلام وطنية قوية وفاعلة تحمل رسالتنا وتنقل صورة كفاحنا ومعاناتنا اليومية ضد الاحتلال والاستيطان والظلم والتعسف.

لقد هدمنا جدار الصمت منذ سنين، وبات العالم يسمع ويرى ويدرك ما يجري على أرضنا، وبات على يقين من أنه قد حان وقت الحرية لشعبنا المكافح، حان وقت الاستقلال في دولة عاصمتها القدس على حدود العام 1967، وبات يعرف أن لا سلام ولا استقرار في هذا الجزء من العالم ما لم يتحقق السلام الشامل والدائم المؤسس على العدل وعلى الشرعية الدولية.

وكما تتابعون فإن عملية السلام تواجه إنتكاسة، فالحكومة اليمينية الإسرائيلية قررت وبغطرسة لا مثيل لها، التنصل من الالتزامات المترتبة عليها، وانقلبت على الآليات والمرجعيات المتفق عليها بين الأطراف كافة، فباشرت حملة استيطانية مسعورة كان أخرها هدم فندق شبرد في القدس لإقامة حي إستيطاني جديد واستعدادها صباح اليوم لهدم منازل في رأس العامود في القدس ولتفضح أهدافها الحقيقية. فالحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام بل تريد الأرض، وتحاول تكييف عملية السلام لكي تنتج دولة مجزأة بلا سيادة وبلا عاصمة وبلا حل مقبول لقضية اللاجئين. ولقد رفض السيد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية سياسة الغطرسة هذه وتغيير معالم الواقع بالقوة، وحدد ما سبق أن أجمع عليه العالم بأسره، فلا مفاوضات من أجل المفاوضات ولا مفاوضات مع استمرار الاستيطان ولا حديث في دولة ذات حدود مؤقتة، ولا تأجيل لأي من قضايا الوضع النهائي الست. ولاقى هذا الموقف الحكيم تأييداً عربياً ثابتاً في القمة وفي لجنة المتابعة العربية، وتفهماً دولياً واسع النطاق كان من أهم تعبيراته اعترافات دول أميركا اللاتينية والوسطى بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في دول أوروبية عدة، والسخط الدولي على السلوك الإسرائيلي المعرقل لعملية السلام، والذي إعترف به بعض أركان الإئتلاف الحاكم في إسرائيل. لقد ووجهنا بضغوطات تنوء تحتها دول وحكومات أكبر وأقوى وأكثر نفوذاً وتأثيراً، فواجهناها بقوة الحق وصلابة الموقف ومرونة الأداء وصدق النية بالعمل من أجل السلام القائم على العدل، فلم تفلح هذه الضغوطات في ثنينا عن الطريق الذي اخترناه، طريق التوافق مع قيم ومبادئ الحق والحرية والشرعية الدولية. ولأننا صمدنا انفلتت الألسنة والأقلام الإسرائيلية، المسكونة بالحقد والكراهية، ضد الشعب الفلسطيني وضد قيادته وضد رئيسه، حتى وصل الأمر بوزير خارجية تلك الحكومة اليمينية إلى الإعلان الوقح بأن لا سلام مع السلطة الفلسطينية لأنها حسب وصفه سلطة غير شرعية، وهكذا أتحدت مزاعم اليمين الليكودي مع مزاعم الانقلابيين في غزة ضد السيد الرئيس فبدأت تظهر الآن حقيقة الحملة الإسرائيلية الشرسة ضد الرئيس أبو مازن، فالتسريبات التي نشرت قبل يومين تنقل عن نتنياهو حديثه إلى قادة يهود أميركيين، ووصفه السيد الرئيس بأنه أخطر زعيم فلسطيني تواجهه إسرائيل في تاريخها فهو يدمر صورة إسرائيل على كل الجبهات، وتنقل أيضاً اعترافه بأن إسرائيل حاولت استخدام حركة حماس ضده فلم تفلح وحاولت استخدام آخرين ولم تفلح أيضاً، وانه يجب مساعدة إسرائيل في تشويهه والتخلص منه.

إننا نواجه حملة ضارية من هنا وأخرى أكثر ضراوة من هناك. فلتبرير العجز عن المضي في المصالحة الوطنية وللتذرع بالاحتفاظ بالقطاع رهينة بيد جلاديه، ولتبرير الارتهان إلى السياسات الإقليمية التي تحاول إستخدام قضيتنا لمصالحها ولو على حساب مصالحنا الوطنية العليا ، تشن حماس حملة دعائية مضللة قائمة على الكذب الرخيص ضد السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تعمل ليل نهار لتوفير الأمن للمواطن وخلق البيئة الآمنة للصمود والعمل والعلم والازدهار والاستثمار في بلادنا. تساندها حملات تشويه منظمة من رعاتها المتأسلمين قادة الاتجاهات الأصولية، وعلى رأسهم القرضاوي الذي ذهب بعيداً في التحريض على الفتنة والانقسام داخل الصف الفلسطيني.

وفوق هذا وذاك تطالعنا صحف وأقلام عربية بمقالات مسمومة تنتقد وتجرح وتلقي مواعظ ودروساً وتتلون كيفما شاءت التلون وبثمن بخس من هنا وهناك ، ويستحضرني هذا كله قول المتنبي لسيف الدولة الحمداني

وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل

أيتها الأخوات، أيها الأخوة

لقد اتخذنا قرارنا الذي لا رجعة فيه، فإزاء استعصاء عملية السلام سنذهب إلى بدائل وخيارات أخرى، جنباً الى جنب مع مقاومتنا الشعبية للإستيطان وجدار الفصل العنصري مستفيدين من تجاربنا السابقة وحتى لا نجر الى المربع الذي يريدنا الإحتلال أن نذهب إليه. سنواصل تحركنا على المستوى الدولي وسنهيئ المسرح العالمي لقبول قرارات دولية تدين الاستيطان وتدين استمرار الاحتلال وتمنح الشعب الفلسطيني الحق في إعلان دولته المستقلة على أرضه، وما اعترافات الدول المتنامي بالدولة الفلسطينية في حدود العام 67 إلا ثمرة من ثمار هذا التحرك المنظم والواسع والفعال. وسنتابع تطويق السياسات الإسرائيلية وعزلها وفضح أغراضها ومراميها، وفي الوقت نفسه سنواصل بناء مؤسساتنا المدنية التي تمثل الأركان الرئيسية لدولتنا المقبلة، بوصفها أحد المهمات أو الإستحقاقات الثلاث في هذه السنة وصولاً إلى إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وهنا فسوف لن نتهاون في مسألة الأمن فما جرى في غزة سوف لن يتكرر. الأمن واحد: أمن الشرعية، والسلاح واحد: سلاح الشرعية، وبمصالحة أو من دون مصالحة وبحوار أو من دون حوار لا تقاسم ولا محاصصة في هذا الشأن الحيوي، وما عدا ذلك فإن عقولنا وقلوبنا مفتوحة للحوار والمصالحة والمشاركة وقد أثبتنا الصدق والجدية عندما وقعنا ورقة المصالحة المصرية، يحدونا في ذلك الأمل باسترداد قطاعنا الحبيب الى حضن الشرعية واستعادة وحدتنا الوطنية كممر لا سبيل غيره لتحقيق مصالحنا الوطنية العليا. وأثبتنا الصدق والجدية مرات ومرات في جولات الحوار الطويلة مع حماس، يحفزنا إلى ذلك الأمل في تخليص شعبنا في غزة من مصابه الأليم: الاحتلال الذي يحاصره والقمع الذي يجثم فوق أنفاسه، لكننا لم نجد من حماس سوى الصلافة والعناد وتغليب مصلحة تجار الأنفاق والدم والحروب الكاذبة على مصلحة الوطن، ولم نر منهم سوى التمادي في طريقهم المظلم، طريق القمع وملاحقة واعتقال واغتيال الشرفاء من أبناء شعبنا وتوجيه التهم وإصدار الفتاوي لتحقق لهم هدنتهم وتهدأتهم دوام سلطتهم الزائفة .

أيتها الأخوات، أيها الأخوة

في موقف دقيق وحساس كالذي نواجه، وأمام جبهة متعددة الخصوم، فإن وضوح إستراتيجيتنا وأهدافنا وحنكة ومرونة سياساتنا ومواقفنا وتكامل أنشطتنا وأدوارنا يشكل الضمانة الأكيدة لاجتياز هذا المأزق الصعب. وإن ما نشهده من تطور وتوسع نوعي لدى وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' إنما هو ضرورة ليتكامل مع ما يشهده المواطن من أداء اقتصادي واجتماعي وأمني وإنجازات تحققها الحكومة نحو التأسيس لبناء دولتنا العتيدة وشهدت له دول ومنظمات ومؤسسات دولية محترمة وأكدت أنه يضاهي أداء دول سبقتنا في الاستقلال. بهذه المنجزات نهيئ أنفسنا لدولة مستقلة ونثبت للعالم كله اننا جديرون بها. فتحية ألف تحية لكل من يسهم في معركة البناء الوطني، وتحية ألف تحية لأولئك الذين سقطوا شهداء على الدرب، وتحية لأسرانا البواسل وجرحانا الأبطال، والعهد أن نستمر في كفاحنا حتى تحقيق أسمى غاياتنا وأهدافنا النبيلة في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف تعيش بسلام مع جيرانها وتسهم، إلى جانب دول العالم كافة، في صناعة السلام والرخاء والاستقرار والازدهار.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.