الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

التجمع الوطني لاسر الشهداء يكرم الشهداء المسيحيين في بيت لحم

نشر بتاريخ: 10/01/2011 ( آخر تحديث: 10/01/2011 الساعة: 22:03 )
بيت لحم- معا- كرم التجمع الوطني لاسر الشهداء فرع بيت لحم، تحت رعاية محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل اسر وعائلات الشهداء المسيحيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني باحتفال كبير جرى في قاعة الاتحد النسائي العربي بمدينة بيت لحم.

واكد المتحدثون جميعا على تجذر المسيحيين العرب في وطنهم وارضهم فلسطين رغم كل المحاولات الرامية لزرع بذور الفتنة والفرقة بينهم وبين اخوانهم المسلمين، مشددين على ان التاريخ والحضارة المشترك التي عمدتها دماء الشهداء اكبر من كل المؤامرات .

وحضر حفل التكريم كل من محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل والمطران عطا الله حنا والاب عيسى مصلح والسيخ عبد المجيد عطا مفتي بيت لحم ومحمد صبيحات امين سر التجمع الوطني لاسر الشهداء في فلسطين وعضو المجلس التشريعي قايز السقا والقيادي الفتحاوي البارز صلاح التعمري ومدراء ومسؤولي المؤسسات الاهلية والشعبية وممثلي الاجهزة الامنية المختلفة الى جانب عائلات الشهداء الفلسطينين المسيحيين .

وبعد السلام الوطني والقران الكريم التي افتتح بها حفل التكريم اكد محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ان الكلمات تعجز عن وصف الشهداء وتضحياتهم وعائلاتهم في سبيل الوطن مشددا على ان احتفال اليوم ليس لتكريم الشهداء وذويهم بل للوقوف في حضرة نضالاتهم التي تعطي المجد والعزة والكرامة لكل فلسطيني، مشددا على ان مسيرة العطاء والنضال التي بدأها الشهداء الاوائل ما زالت مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق الاهداف الوطنية النبيلة التي ضحوا من اجلها .

واكد حمايل ان دماء الشهداء توحد جميع الفلسطينيين في هذا المجتمع المتميز بتعدد دياناته وافكاره ومشاربه السياسية لان الدم الفلسطيني اكبر من كل المسميات والافكار وبالتالي فهو عامل وحدة ورسالة للعالم اجمع اننا كفلسطينيين موحدين في نضالنا ضد هذا الاحتلال، مشددا على ان المجتمع الفلسطيني مجتمع متاصل ومتجذر وليس مجتمع طوائف او اقليات وصاحب افضال على العالم اجمع بميلاد رسول المحبة والعدل والسلام من هذه الارض المقدسة .

واكد المحافظ حمايل على ان المصير، مصير مشترك والحياة حياة مشتركة والمعاناة مشترك والعدو الذي يسبب هذه المعاناة مشترك وسيبقى شعبنا مسيحيا ومسلما موحدا مهما حاول الاعداء شق هذا الصف وهذه الاخوة فانهم سيفشلوا .

محمد صبيحات الامين العام للتجمع الوطني لاسر الشهداء في فلسطين قال في كلمته ان التجمع في بيت لحم بادر لهذه الفعالية المميزة بهدف التاكيد على التاخي الاسلامي المسيحي سيما وان المنطقة تمر باحداث ماساوية ومؤسفة في بغداد والاسكندرية يهدف المجرمون من وراء اعمالهم ضربة الاخوة الاسلامية المسيحية، مشددا على ان ابراز التضحيات المسيحية الفلسطينية رسالة للعالم اجمع ان الامة العربية موحدة فيها المسلم والمسيحي الذين يضحون معا من اجل الحرية والعدل والاستقلال وفلسطين وبيت لحم اكبر دليل على هذا العيش المشترك .

كما قدم صبيحات شكره لكافة اهالي الشهداء واهالي بيت لحم ومسؤوليها على تميزهم وتاخيهم وحياتهم المشتركة التي شكلت نموذجا للحياة الفلسطينية الواحدة المتحدية لهذا الاحتلال الاسرائيلي والمعبرة عن وحدة وطنية فلسطينية بعيدة عن الخلافات والافكار المسممة والبغيضة .

كما قدم صبيحات شرحا عن عمل التجمع الوطني لاسر الشهداء ومسيرة نضاله من اجل اعطاء ذوي الشهداء حقوقهم على مر السنوات الماضية، مؤكدا ان التجمع سيبقى وفيا لابناء الشهداء وعائلاتهم، داعيا كافة الجهات الى دعم هذه الجهود، شاكرا اعضاء التجمع في بيت لحم وكافة الذين ساهموا في هذه المبادرة المتميزة .

الاب عطا الله حنا الذي تميز في كلماته الوطنية القوية اشار في بداية حديثه الى الجرائم الاسرائيلية في مدينة القدس والتي كان اخرها هدم فندق الشبرد مقر اقامة القائد الفلسطيني الحاج امين الحسيني ورفاقه، مشيرا الى ان نائب الحسيني ايميل غوري عندما اتحذ من هذا الفندق مقرا له وهو مسيحي، موضحا ان المسيحيين كانوا الاوائل في مواجهة الاستعمار جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين، موضحا ان الاختلال الاسرائيلي يريد هدم كل ما يثبت تاريخ وهوية النضال الفلسطيني مسيحيا او مسلما .

واكد حنا ان العلاقة الاسلامية المسيحية ليست وليدة الساعة وليست مصطنعة بل هي من عهد الخليفة عمر والبطريرك صفرونيوس وبقيت منذ ذلك الحين مزروعة في نفوس كل العرب والفلسطينين حيث واجه الفلسطينيون اشكالا كثيرة من الاحتلالات اخرها هذا الاحتلال البشع لفلسطين عام 48 .

ودعا حنا الحضور للتساؤل عن هوية المجرمين الذين يستهدفون المؤمنين في بغداد والاسكندرية مشددا على ان الجواب سيكون واضحا لكل العقلاء ومعرفة الجواب ستؤدي الى معرفة ان هذه الاعمال تريد اضعاف العرب والفلسطينين بشكل اكثر ضعفا مما هم عليه الان وبالتالي تحقيق ماربهم في القدس والسودان ومصر والعراق من خلال تفكيك الامة العربية .

وشكر حنا القائمين على هذه الفعالية لانها تظهر النضال والمقاومة المشتركة للفلسطينين جميعا وبالتالي قطع الطريق على كل المؤامرات الدنيئة التي تتربص بهذا الشعب، مشددا على ان الفلسطينيون لا يقسمون في النضال والدم والمقاومة والعمل الوطني، مشيرا الى ان هذا النشاط يشكل رسالة لكل المتطاولين على الوحدة الوطنية الفلسطينية

واشار المطران حنا الى ان هذا النشاط يؤكد للقاضي والداني ان الشعب الفلسطيني اسرة واحدة بمسلميها ومسيحييها ولا تقبل القسمة على اثنين مشيرا الى ان الشهيد الرمز ابو عمار علمنا وعلم العرب جميعا ان فلسطين ارض المسلمين والمسيحيين حينما كان يقول وهو تحت الحصار ان شبلا فلسطينيا سيرفع العلم الفلسطيني فوق كنائس وماذن القدس مهما طال الزمان او قصر في رسالة وحدة وطنية اسلامية مسيحية" .

كما خاطب حنا اهالي الشهداء بالقول ان اسماء الشهداء لا تفرق فلا فرق بين محمد وعيسة وجورج وعبد الله فكلهم شهداء قدموا اراوحهم على مذبح الحرية لفلسطين، داعيا اياهم للافتخار بابناءهم الشهداء جميعا من مسلمين ومسيحيين .

وفي نهاية الحفل القى الشاعر محمد شحادة قصيدة على روح الشهيد دانيال ابو حمامة وبعد ذلك قدم الحضور الدروع على عائلات الشهداء تكريما لها ولتضحياتهم فيما قدم التجمع الوطني لاسر الشهداء للمحافظ حمايل درعا على دعمه لهذه الفعالية .