المفتي العام يدين إمعان سلطات الاحتلال في تعسفها ضد القدس
نشر بتاريخ: 12/01/2011 ( آخر تحديث: 12/01/2011 الساعة: 12:41 )
القدس- معا- أدان سماحة الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تعسفها ضد مدينة القدس وأهلها ومقدساتها، مشيراً إلى أنها تنتهج سياسة تهدف إلى تهويد مدينة القدس بالكامل، من خلال هدم المباني، والاعتداء على الأهالي والمقدسات، وفرض الضرائب والقوانين المجحفة.
وقال سماحته، إن سلطات الاحتلال تسعى لوضع يدها على المباني الوقفية من خلال ما يسمى بدائرة أراضي إسرائيل، حيث قامت هذه الدائرة مؤخراً بتسجيل وقف الشيخ أحمد شمس الدين اليمللي المعروف باسم (سعد وسعيد)، وادعت ملكيته بوثائق مزورة، بهدف بناء (90) وحدة استيطانية مكانه، ويأتي هذا الإجراء بالتزامن مع هدم منزل المفتي المرحوم الحاج أمين الحسيني المعروف باسم فندق الشبرد، مع الإعلان عن سعيها للاستيلاء على كرم المفتي والأراضي التي تحيط به، لإقامة حي استيطاني مكانها، إضافة إلى ما تقوم به من تحطيم الأضرحة وهدمها في مقبرة مأمن الله، وهي بهذا التعسف تواصل نهجها اليومي في العمل على إفراغ مدينة القدس من سكانها العرب والمسلمين، وإحلال قطعان المستوطنين مكانهم، وتكشف عن الهدف الاستراتيجي لها، وهو تهويد المدينة المقدسة، وإكمال الحزام الاستيطاني حولها، والسعي لإقامة الهيكل المزعوم فيها،
وأضاف سماحته، إن هذه الإجراءات التعسفية ما هي إلا تهجير قسري وعنصري للفلسطينيين المقدسيين عن بيوتهم، وهدم للسلام الذي تزعم إسرائيل أنها تريده، وأنها بتصرفاتها هذه تبرز للعالم أجمع صورتها الحقيقية، وهي صورة العنصرية والتصفية العرقية ومعاداة السلام والتعايش الإنساني، مشيداً في هذا المقام بموقف المجموعة الأوروبية من قضية القدس، حيث ترفض هذه المجموعة العالمية المهمة اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهي في طريقها للاعتراف بها عاصمة للدولة الفلسطينية إن شاء الله.
من جانب آخر، بيّن سماحته أن سياسة التعسف والقمع الإسرائيلي لا تقتصر على مدينة القدس، بل تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها، حيث هدمت منزلين فلسطينيين في قرية عزون عتمة جنوب شرقي قلقيلية بحجج واهية، وهدمت عدداً من البيوت وثلاثة محلات تجارية في قرية رخمة في النقب بحجة عدم الترخيص، هذا بالإضافة إلى إقدامها على قتل أربعة فلسطينيين بدم بارد، أحدهم في فراشه وهو نائم في بيته، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تضيق على المواطن الفلسطيني في كل مكان يتواجد فيه، وأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تسعى إلى تكثيف الاستيطان عبر مصادرة المزيد من الأراضي وهدم المنازل.
وناشد سماحته، العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تُعنى بالسلام والإنسان والمقدسات، العمل على لجم جماح إسرائيل حتى توقف ما تخطط له آلة الاحتلال العسكرية، التي تمارس أبشع جرائم الحرب ضد أبناء فلسطين بعامة، ومدينة القدس وأبنائها بخاصة.