الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أماني حميد....الحياة على خطوط النار

نشر بتاريخ: 12/01/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 09:27 )
غزة- تقرير "معا"- على خطوط النار تقضي الفتاة العشرينية أماني حميد اليوم بطوله تستصلح أرضها الزراعية التي جرفتها جرافات الاحتلال خلال الحرب على غزة أواخر العام 2008 في المنطقة الحدودية لبيت حانون شمال القطاع.

تتجه حميد مع ساعات الصباح الأولى برفقة عائلتها إلى أرضها التي تبعد عن المواجهة الإسرائيلية حوالي 200 متر غير مكترثة لطائرات الاستطلاع التي تحوم في المنطقة وترصد كل صغيرة وكبيرة هناك فالانتماء إلى الأرض لا تحده رصاصة احتلال.

حميد التي فقدت احد أفراد عائلتها واعتقل عمها منذ 4 سنوات تستذكر مع "معا" طفولتها فتقول:"نحن ولدنا في هذه الأرض وكنا نلعب تحت أشجار الليمون والبرتقال التي لم تعد موجودة بفعل اعتداءات الاحتلال"، مبينة أن الأرض بالنسبة لهم تمثل مصدر رزقهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع واستمرار الحصار الإسرائيلي للعام الرابع على التوالي.

اليوم وبعد مرور عامين على حرب غزة لم تمل حميد من استصلاح أرضها فكلما زرعتها وحرثتها جاءت جرا فات الاحتلال لتجريفها وتعاود هي زراعتها من جديد مشددة أنها لن تكل حتى يكل الاحتلال.

حميد التي كانت تسكن في أحد المنازل في بيت حانون البلد آثرت أن تبيعها وتستقر في هذه الأرض وعائلتها ولكن سرعان ما هدمت قوات الاحتلال منزلهم الأمر الذي يضطرها إلى استئجار منزل لكل واحد من أفراد العائلة.

وقالت حميد لمراسلتنا هدية الغول :"صحيح نحن مستأجرين بيوت ولكننا نقضي اليوم بطوله في الأرض من الصباح الباكر وحتى ساعات ما قبل الغروب"، مبينة انه تخشى من ظلام الليل فلا تأمن على حياتها من غدر رصاصات طائشة يطلقها الاحتلال في كل مكان في المناطق الحدودية.

وتضيف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيران رشاشاتها باتجاه المزارعين الذي يعملون في الأراضي ظنا منها أنهم سيغادرون المنطقة ولكن سرعان ما تتوقف عن إطلاق الرصاص لان لا احد يعيرها اهتماما فتقول:" يشعر اليهود بضيق شديد من تواجد الناس فيقوموا بإطلاق النار باتجاهنا ونحن لا نرد عليهم".

وتتابع:" الكل بخاف من إطلاق النار ولكن تعودنا وسنبقى صامدين على هذه الأرض وسنعود يوما لنعيش هنا".

تسعى حميد بكل طاقتها ورغم المخاطر التي تنهدها أن تحافظ على عراقة أرضهم وتسعى إلى إعادة زراعتها بأشجار الليمون والبرتقال لتعيد أمجاد الماضي تورثه للأجيال القادمة ولسان حالها يقول "أنا الأرض، والأرض أنا".