اسرائيل تراقب وتحذر من نقل الازمة اللبنانية على الحدود الشمالية
نشر بتاريخ: 13/01/2011 ( آخر تحديث: 13/01/2011 الساعة: 15:14 )
القدس- ترجمة معا - تناولت وسائل الاعلام الاسرائيلي باهتمام شديد تطورات الازمة اللبنانية في اعقاب استقالة وزراء المعارضة من الحكومة اللبنانية وسقوط حكومة سعد الحريري، وسط تخوفات اسرائيلية بنقل هذه الازمة الى الحدود الشمالية من خلال سعي حزب الله للهروب من الازمة نحو التصعيد مع اسرائيل، ومع ذلك فان بعض الاوساط "الامنية" والسياسية الاسرائيلية تستبعد امكانية اندلاع حرب مع حزب الله في هذه المرحلة ، ولكن الامر يتطلب مزيدا من الحذر والمتابعة.
وبحسب مصادر اسرائيلية اليوم الخميس، فان الساحة اللبنانية التي هي بمثابة الملعب العربي والدولي قد تشهد خلال الايام والاسابيع القادمة توترا قد يقود الى نشوب حرب اهلية، وهذا ما يفسر الدعوات الفرنسية في اعقاب موقف سعد الحريري من المحكمة الدولية والذي اعقبه استقالة وزراء المعارضة الى محاولة استيعاب الازمة، ولكن الامر قد يكون خارج عن سيطرة الرئيس الفرنسي ساركوزي، لان التناقضات على الساحة اللبنانية اوسع واكبر من ذلك... فهي تناقضات عربية عربية بين مصر وسوريا وبين سوريا والسعودية، الى جانب التناقض الاوسع بين السعودية وايران وكذلك الولايات المتحدة الامريكية وايران، حيث يتواجد حزب الله اللبناني وسط كافة هذه التناقضات المختلفة الامر الذي قد يفجر الازمة بشكل اوسع واعمق.
واضافت هذه المصادر... من هنا تأتي اهمية الحذر الاسرائيلي والتخوفات بتصعيد الحدود الشمالية كهروب من حزب الله من الازمة الداخلية، ذلك انه لا يستطيع مواجهة نتائج القرار الظني من المحكمة الدولية، وهذا ما دفع اسرائيل الى ايصال رسائل للحكومة اللبنانية عبر الولايات المتحدة تحذرها من امكانية نقل الازمة على الحدود الشمالية.
واشارت هذه المصادر ان الاوساط "الامنية" والسياسية الاسرائيلية عقدت مساء امس اجتماعات لتقدير الاوضاع في لبنان، حيث تم تناول تداعيات الازمة بالتحليل ووضع التصورات لامكانية نقلها نحو الحدود الشمالية، خاصة ان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي السابق عاموس يلدلين يشير بإصبع الاتهام لحزب الله باغتيال الحريري، مؤكدا ان حزب الله قادر على احتلال لبنان بالكامل وان قوته تفوق قوة الجيش بكثير، مع ذلك فان حزب الله لن يقدم على هذا الخيار وسوف يبحث عن خيارات اخرى قد تكون اسرائيل هي الحل الامثل لحزب الله.
يبقى الاشارة ان التحليل الاسرائيلي للوضع في لبنان والذي نشر على بعض المواقع العبرية لم يشير نهائيا الى الدور الاسرائيلي في الملعب اللبناني، بحيث كان واضحا ان اسرائيل تحاول تحييد نفسها تماما عن هذه الازمة في الوقت الذي يدرك الجميع ان الدور الاسرائيلي في لبنان واضحا، ويكفي التذكير بالعدد الكبير لشبكات التجسس الاسرائيلية التي تم كشفها مؤخرا، وكذلك لاختراق اجهزة الاتصالات اللبنانية بالاضافة لوجود سبكات تنصت متطورة تم ضبطها مؤخرا في لبنان، والاختراق شبه اليومي للاجواء اللبنانية من قبل الطيران الاسرائيلي التجسسي والحربي.