الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل كشف القضية: سرايا القدس تعدم عميلاً تورط في اغتيال اثنين من قادتها قبل عدة أيام في مخيم جنين

نشر بتاريخ: 13/08/2006 ( آخر تحديث: 13/08/2006 الساعة: 15:46 )
جنين- معا- نفذ مسلحون من سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي- الاعدام بشاب وسط مخيم جنين, بعد اعترافه بالتعامل مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية, وتزويدها بمعلومات ادت الى اغتيال قائدين من السرايا.

وقال مراسل "معا" إن مجموعة من المسلحين, تنتمي لما يسمى "وحدة تقصي الحقائق" في سرايا القدس, اقتادت باسم ملاح ( 26 عاما) من سكان بلدة فقوعة شرق جنين, مقيد اليدين ومعصوب العينين, الى ساحة أمام مسجد بمخيم جنين, قبل أن تلقيه على ظهره فوق تلة من التراب وتطلق النار عليه, وترديه قتيلاً.

وأكد مراسلنا أن ملاح اصيب بعدة رصاصات في رأسه وصدره وبطنه, ادت الى وفاته على الفور.

وحاول العشرات من المواطنين الذين حضروا عملية الاعدام التنكيل بجثة الشاب القتيل, الا أن عدداً من مسلحي سرايا القدس التفوا حولها, وامروا الجميع بعدم المساس بها, قبل أن تقوم سيارة اسعاف بنقلها الى المستشفى.

وأكدت مصادر في سرايا القدس لـ "معا" أن الشاب الذي تم اعدامه, أقرّ خلال اعترافات مصورة بأنه زود المخابرات الاسرائيلية بمعلومات ادت الى اغتيال الشهيدين محمد عتيق قائد سرايا القدس في جنين ونائبه امجد العجمي قبل عدة ايام, كما نجا من تلك المحاولة حسام جرادات قائد السرايا في الضفة الغربية ونائبه وليد العبيدي.

تفاصيل دقيقة حول عملية تقصى الحقائق التي قام بها مجاهدو حركة الجهاد الإسلامي كشفها الشيخ محمود السعدي القيادي في الحركة لوكالة "معا" الاخبارية في بيان :" إذ أوضح الشيخ السعدي ملابسات القضية قائلا :" تم بحمد الله تصفية العميل المدعو باسم الملاح بعد ان اعترف بتورطه في عملية اغتيال قادة سرايا القدس المجاهدين امجد العجمي وباسم عتيق -رحمهما الله-الأربعاء الماضي بعد قصف صاروخي من طائرة اباتشي صهيونية".

وأضاف السعدي:" أن علاقة لم تدم أسبوعا كانت نشأت بين الجاسوس الملاح والشهيدين بعد ان ابدى استعداده لنقل استشهادي، ولكن سرعان ما قصف المنزل الذي كان قد تحصن به الشهيدان في المخيم بعد ان وضع الخائن الملاح إشارة عليه واتصل بضابط مخابرات صهيوني يبلغه بنجاح الخطة لتصفية الشهيدين".

وأضاف السعدي :" لم يكتف الخائن بفعلته السوداء التي قتل بها قادة المجاهدين الذي يسهرون على راحة الشعب ويضحون بحياتهم لاستمرار المقاومة بل عاد وبكل وقاحة ليقضي على قائد سرايا القدس حسام جرادات ومساعده العبيدي بعد أوامر مباشرة من المخابرات الاسرائيلية".

وعن تفاصيل كشف هوية هذا الشاب قال السعدي :" أثار فرار هذا الجاسوس ريبتنا وتمت متابعه ومراقبته بسرية حتى قبض عليه متلبسا في اتصال مباشر مع ضابط مخابرات صهيوني :".

وأضاف السعدي:" أن الجاسوس اعترف بكل ما قام به طواعية ودون ضغط جسدي فلم تقم سرايا القدس بتوجيه صفعة واحدة له للضغط عليه بل تمت مواجهته بالقرائن والأدلة العقلية وتسلسل الأحداث حتى انهار وأفصح عن دوره الوضيع".

من جهة أخرى فقد أشاد السعدي برد فعل أهل الجاسوس من فقوعة الذين تبرأوا منه أمام الله والناس بعد أن اعترف أمامهم بفعلته المشؤومة".

وطالب السعدي وعلى لسان سرايا القدس التي وزعت بيانا صباح اليوم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بملاحقة العملاء والقضاء عليهم ومحاكمتهم وليس التصدي للمجاهدين الذين يذودون عن شرف الأمة .

وكان الملاح قد اعترف أن تجنيده تم بعد حصوله على تصريح للمبيت في "مناطق الــ48" على مدار 24 ساعة إذ تم عرض صور المقاومين والمجاهدين من سرايا القدس وأصدرت الأوامر له متابعتهم وملازمتهم واستدراجهم إلى مناطق محددة في المخيم ليتم القضاء عليهم وهذه المرة وبحسب السعدي كان الطعم-الذي لم ينطل على مقاومي السرايا- إحضار كمية من حامض النيتيريك المركز المختفي من الأسواق ومقابلة قائد سرايا القدس عند دوار الحصان شرق مخيم جنين.

ووجه السعدي نداءً للأهالي بمتابعة أبنائهم ومراقبة تحركاتهم والتبليغ فورا عن أي خيانة يتم اكتشافها لأنها مرض خبيث الطريق الوحيد للبراءة منه هي البتر .

جدير بالذكر ان الشاب المتعاون كان قد حدد موعدا لزفافه الأسبوع القادم وقام بتوزيع بطاقات الدعوة للناس والاستعداد لحفل كان سيقام على دماء الشهداء من أبناء جلدته.لكن عشرات الرصاصات اخترقت جسده منهية حياته .

وكانت اسرائيل قد اغتالت القائدين يوم الاربعاء الماضي التاسع من آب, فيما نجا القائدان الاخران عندما استهدفا بقصف من الطائرات الاسرائيلية التي استهدفت منزلاً مهجوراً كانوا بداخله في حي السمران بمخيم جنين.

وهتف عدد من المواطنين الذين شاهدوا عملية الاعدام مطالبين باعدام كل العملاء, ووضع حد للمآسي التي تجلبها خيانتهم لوطنهم وابناء شعبهم من المقاومين للاحتلال.