السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التوانسة قلّدوا انتفاضة الحجر والخوف من الفلتان

نشر بتاريخ: 15/01/2011 ( آخر تحديث: 15/01/2011 الساعة: 18:51 )
بيت لحم - تقرير معا - باعتبار ان انتفاضة الحجر هي "اختراع" فلسطيني بامتياز، تابع الشعب الفلسطيني ما حدث في تونس بفضول كبير، ومسؤولية عالية، باعتبار ان تونس دولة وشعبا من اعز اصدقاء القضية الفلسطينية، وبعيدا عن "الانتهازية" السياسية فان الفلسطينيين حكومة وشعبا كانوا ولا يزالون يحافظون على مسافة مناسبة في التعامل مع الشأن الداخلي التونسي، ورغم ان الشعب الفلسطيني الذي يتوق للحرية مؤيد بقوة لكل خطوة تعبر عن الحريات في الوطن العربي، الا ان تجربة العرفاتية في السياسة الفلسطينية علّمته عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية وان يرفض ايضا من اي دولة ان تتدخل في شأننا الداخلي.

وها هي تونس الخضراء ، بلد الشاعر ابو القاسم الشابي الذي قال ( اذا الشعب يوما ارد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ) تحقق نبؤة شاعرها بكل هدوء وبكل سرعة .

ورغم تحفّظ العديد من المثقفين الفلسطينيين على هذه النظرية واعتبارها شكلا من اشكال الانسلاخ عن المسؤوليات القومية والعربية ونوع من انواع المداهنة السياسية والثقافية للحكومات ومقايضة على مبادئ انسانية عامة الا ان معظم الفصائل درجت على ذلك حتى الان.

والحقيقة ان اكثر ما يلفت انتباه الجمهور الفلسطيني هو ما ينشر عن قوة وجبروت سيدة تونس الاولى ليلى طرابلسي، حيث لا يعرف الجمهور الفلسطيني عنها سوى علاقتها ومن ثم خلافاتها مع سهى الطويل زوجة الرئيس المؤسس ياسر عرفات، كما ان ملف زوجات الرؤساء والقادة العرب يثير استغراب القارئ العربي بشكل عام، وبينما يكون الاعلام الرسمي وشبه الرسمي يمجّد هؤلاء النسوة بشكل كبير وفجأة يتضح انهن يخرقن القانون ويأخذن مفاتيح مقاليد الحكم عنوة وبقوة المراة الحديدية.

الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم اختارت عناوين عامة مثل ( بن علي يرحل ... غموض سياسي وفلتان امني في تونس ) ، والحقيقة ان اكثر ما يخشاه الفلسطينيون هو الفلتان الامني ، ولانهم دفعوا اثمانا غالية في العقد الاخير لقاء الفلتان الامني ، فان الفلسطينيين اقدر العرب على معرفة معنى الدخول في هذا النفق .

رئيس تحرير الحياة الجديدة حافظ البرغوثي قال لوكالة معا : ان اكثر ما اخشاه هو الفلتان الامني في تونس وهو ما سيدمّر مقدرات الشعب التونسي وامن المواطن . واضاف ملمحا : ان تونس من اقل الدول العربية التي يمارس فيها القمع البوليسي !!!!

اما عوني المشني وهو من قادة فتح الميدانيين الذين شاركوا في توجيه انتفاضة الحجارة الاولى وامضى اكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال فقال : يؤسفني ان حركة التغيير في المجتمع العربي تخلو من الابداع وتعتمد على التقليد ، واذا اراد التوانسة ان يستفيدوا من انتفاضة الحجارة فعليهم فورا ان يعرفوا ماذا يريدون ؟ وما هي الخطوات اللاحقة وان يبتعدوا عن الفلتان الامني لان الفلتان الامني سيدمر كل حياتهم لسنوات عديدة قادمة .

السلطة رسميا لا تختلف عن الموقف الشعبي فهي لا تريد ان تحشر نفسها في موقف متعجل تندم عليه وخصوصا بعد ان دفع الفلسطينيون ثمنا مبالغا فيه جراء تدخلهم في ازمة الكويت وسوريا والعراق والاردن ، وهو حس مبرّر سياسيا وثقافيا حتى الان .

وكالة معا تفتح باب التعليقات الشعبية والرسمية على احداث تونس وستنشر التعليقات الصالحة للنشر ما امكن - مع عدم التكرار :