الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثلاثون ألف متظاهر في قلب تل أبيب: العيش تحت نير الظلم ليس قدرا

نشر بتاريخ: 16/01/2011 ( آخر تحديث: 16/01/2011 الساعة: 12:40 )
القدس -معا- شارك أكثر من 30 ألف متظاهر مساء أمس السبت في المظاهرة اليهودية العربية الضخمة في تل أبيب احتجاجا على تصعيد العنصرية والقوانين التي وصفوها بــ"الفاشية" الأخيرة. وأكد رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة في كلمته امام المهرجان الخطابي أن " ليبرمان، وبرعاية نتنياهو، يصفي الديمقراطية ويسيطر على جدول الأعمال العام".

واعترفت وسائل الإعلام العبرية بأنّ هذه أكبر مظاهرة للقوى الديمقراطية شهدتها البلاد منذ عدة سنوات، إذ فاقت المشاركة في المظاهرة كل التوقعات، حتى أن الشرطة منعت آلاف مؤلفة من دخول باحة المتحف الرحبة، بسبب الاكتظاظ ولكونها لا تتسع لأكثر من 20 ألف انسان، فأغلق المتظاهرون خارج الباحة واحد من اكبر شوارع تل أبيب.

وشقت المظاهرة التي دعت إليها عدة قوى وأطر سياسية في البلاد، على رأسها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، شوارع مدينة تل أبيت المركزية، انطلاقًا من "حديقة مئير" مرورا بشارع "الملك جورج" ووصولا إلى ساحة المتحف، بمشاركة قوى ديمقراطية، وقوى وأحزاب واطر سياسية، وسط الهتافات المنددة بالتدهور العنصري وبحكومة الاحتلال والاستيطان والتشريعات العنصرية والمعادية للديمقراطية، والمطالبة بكنس الاستيطان ومقاطعة منتجاته، والمؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، والرافضة للجنة التحقيق ضد منظمات حقوق الإنسان والمنظمات اليسارية في البلاد.

وارتفعت عدّة هتافات بيانها "كلنا معا دون خوف وعنصرية"، "حقوق الإنسان للجميع"، "الديمقراطية لا تبنى على القوانين الفاشية"، إلا أنّ الشعار الأبرز والأكثر ترديدا كان أن "الفاشية لن تمر".

حضور جبهوي كاسح

وتميزت المظاهرة بحضور كوادر ومؤيدي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من العرب واليهود، حتى طغت الأعلام الحمراء على القسم الأكبر من المظاهرة، وأكد عدد من الصحفيين، أن الحضور الجبهوي كان بارزا جدا في المظاهرة.

وشارك في المظاهرة عدد كبيرة من قادة الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وبضمنهم النواب محمد بركة ود. دوف حنين، ود. عفو اغبارية، والسكرتير العام للحزب الشيوعي محمد نفاع، وغيرهم.

كما شارك في التظاهرة عدد كبير من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية الإسرائيلية من نواب سابقين وحاليين وكتاب وأدباء وفنانين ومن منظمات الاحتجاج وقوى السلام. وشارك أيضًا وفد من أعضاء البرلمان الألماني اليساريين.

وفي ساحة المتحف عُقد مهرجان خطابي تكلم فيه رئيس الجبهة النائب محمد بركة، والفنانة امل مرقس، وسكرتير حركة "سلام الآن" ياريف أوفنهايمر، وعضو الكنيست نيتسان هوروفيتش من حزب "ميرتس" والوزير السابق مئير شطريت من حزب "كاديما"، والمحامية بانا شغري بدارنة من جمعية حقوق المواطن، والناشطة النسوية دوريت أبراموفيتش.

بركة: نتنياهو هو المسؤول

وحيا النائب محمد بركة في كلمته المتظاهرين اليهود والعرب، وقال :"إن الفاشية في إسرائيل انتقلت من مرحلة الفاشية الزاحفة نحو السلطة إلى مرحلة الفاشية المسيطرة على الحكم، وتتصاعد باستمرار".

وتابع بركة قائلا :"إنه مثير للإحباط أن ترى الأزعر العربيد ليبرمان، المنسوخ عن بوتين، ويعمل برعاية نتنياهو، يسيطر على جدول أعمال المجتمع اليومي، ويسيطر على كتلة برلكامية من الدمى، تنشد له كل يوم نشيد تمجيد الطاغية، وقال بركة، إن المشكلة ليست محصورة في هذه القوى فقط بل في رئيس الحكومة نتنياهو الذي هو المسؤول الأساسي عن القوانين الفاشية، فهو من ابرز المحرضين منذ مطلع سنوات التسعين، ضد عملية السلام، ومن المحرضين على رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين، لكونه اعتمد في حكومته على اصوات العرب."

ولفت بركة إلى انتفاضة الشعب التونسي قائلا إنها تثبت أن قدر الشعوب ليس أن تعيش تحت نير الظلم والطغيان، وأن قوة الشعوب لا بد وأن تنتصر، وهذه معادلة صحيحة في كل مكان، وهنا أيضا.

وفي إشارة إلى حزب "كاديما" الذي شارك بعض نوابه في المظاهرة، قال بركة:" إنني سعيد بأن بعضا من نواب حزب "كديما" يشاركون في هذه المظاهرة، ولكن على هذا الحزب ، يوقف مشاركة ومبادرة عدد من نوابه للقوانين العنصرية، ومن بينها قانون "لجان القبول للبلدات اليهودية، الذي جاءت مبادرته اولا من حزب "كديما" ذاته"، وعلى الحزب إذا أراد حقا أن يواجه الفاشية عليه أن يسحب توقيعاته وتأييده عن مشاريع القانون العنصرية المطروحة اليوم في الكنيست.

واختتم بركة كلمته بالقول إن المنطق ينهار، وحصانة الديمقراطية على وشك الانهيار، لكن هذه المظاهرة تؤكد وجود مضادات تقف في وجه التدهور الفاشي المتسارع، مؤكدا "معا سنواصل النضال عربا ويهودا وسننتصر".

نتنياهو وباراك "عملاء ليبرمان"

وقالت الفنانة أمل مرقس في كلمتها :"إن الفنان يعيش ويبدع في مجتمعه، وأنا أعيش في مجتمع محبط ومهدد بالعنصرية والفاشية، وواجبنا كفنانين هو التصدي ومقاومة اليأس. وأشارت إلى أنها تربّت على النضال منذ طفولتها في مظاهرات الحزب الشيوعي والجبهة "ويسعدني اليوم أن أرى أن شعارات السلام والمساواة تستقطب قوى واسعة".

من جانبه انتقد أوفنهايمر بشدة القوى التي تتواطأ مع التدهور العنصري ولا تواجهه، معتبرا إياهم "عملاء ليبرمان"، ومؤكدا رفض المثول أمام لجنة التحقيق الليبرمانية. وهاجم عضو الكنيست هوروفيتش وزير "الأمن" ورئيس حزب العمل إيهود باراك الذي يجلس في الحكومة ويحوّل حزبه إلى "نكتة حقيرة" كما وصف.

أما الوزير السابق شطريت فقال إن الحكومة تحوّل إسرائيل إلى "دولة ظلامية" واتهم حزب "الليكود" بالتنافس بالعنصرية مع ليبرمان، كما انتقد تأييد نواب من حزبه للقوانين والقرارات العنصرية. ودعت المحامية شغري الجمهور الواسع للانضمام إلى نضال مؤسسات حقوق الإنسان ضد القمع والتمييز والعنصرية.

وقالت الناشطة أبراموفيتش إنه بالنسبة لجمهور المواطنين العرب فالدولة ليست ولم تكن ديمقراطية في يوم من الأيام، مؤكدة أن النظام الإسرائيلي عنصري بنيوي والمشكلة لم تبدأ في عهد ليبرمان ويشاي.