أسباب تحسن العلاقة بين الكلاب والقطط في اسرائيل

ترجمة معا- وقف القط ارنولد في ساعات الظهيرة اللاهبة في اعلى الطريق الموصل الى حيث يقيم متفحصا محيطه قبل ان تقع عينيه على الكلب (نوفي ) الذي يشاركه المسكن .
وهنا انكمش انف القط متشككا وأيقن ان ساعة اللياقة البدنية قد حانت واسرع في اعداد كمين للكلب حيث اختفى في ظل شجرة الشيح القريبة وفي اللحظة المناسبة انقضّ على الكلب نوفي الذي تقبل الحركة بأريحية ومحبة دون ان تثير عنده غريزة الدفاع عن النفس او العداء تجاه شريكه في المسكن.
نوفي كلب عدائي من الدرجة الاولى بسبب التنكيل الذي مر فيه في بداية حياته واي شخص كان يتجرأ على الاقتراب منه دون اذن واضح يواجهة بهجوم لا يعلم الا الله نتائجه ولكن حين يتعلق الامر بأرنولد يختلف سلوك الكلب نوفي لماذا!؟ لان القط الذي علّم نوفي التقبيل عن طريق احتكاك بسيط بين انفيهما وحركات جميلة نمت عن اعترافه بسلطة ارنولد المطلقة على المنزل وامتناعه عن اي حركة قد يفهم منها تجاوزا لهذه السلطة مقابل حماية ارنولد له من اي قط متسلل تلك الحماية التي لم يبخل ارنولد يوما في تقديمها خلقت جوا من الود والعيش المشترك بينهما .
ارنولد ونوفي جزء من 140 قط وكلب يعيشون تحت سقف واحد ضمن مشروع بحثي يحاول ايجاد فهم جديد لتاريخ العلاقة بين الكلاب والقطط .
ويعتمد البحث على خلق حالة من الاتصال بين الجانبين في المراحل الاولى لتبلور الشخصية وكذلك ايجاد علاقة بين القطط والكلاب البالغة ومقارنة نتائج البحث التي يتم توثيقها بالصور وتسجيل الفيديو .
والمشروع جزء من دراسة بادر اليها البروفيسور يوسف طرقل من جامعة تل ابيب ضمن برنامج (الحيوانات والمجتمع ) والذي يهدف الى فهم العلاقة بين الحيوان والانسان المتعايشان في بيئة مشتركة .
والمعروف ان الكلب مخلوق اجتماعي في حين يصنف القط بأنه يميل الى الوحدة والانطوائية ورغم اختلاف ( اللغة) وتضارب المعنى لنفس ( التركيب الغوي) ( مثلا حين يهز القط ذيله يرسل اشارة غضب في حين تعني نفس الحركة عند الكلب الفرح والراحة ) بينها تمكنا من خلق اتصال وتعايش وتفهم كلا منها الاخر مما حيّر العلماء في تفسير الظاهرة او تحديد مصلحة كل طرف في الحياة المشتركة ويبقى السؤال المطروح هل كونت الكلاب والقطط لغة مشتركة تتجاوز الاختلافات و تحقق التواصل؟
هأرتس - بقلم تمارة طر وبمان