الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزراء اسرائيليون يتوقعون زلزالا سياسيا يقود الى انتخابات مبكرة في الدولة العبرية

نشر بتاريخ: 14/08/2006 ( آخر تحديث: 14/08/2006 الساعة: 17:19 )
بيت لحم - معا- شهد الاجماع الوطني الاسرائيلي الذي رافق الحرب على لبنان خلال الايام الاخيرة الكثير من التصدعات واطلت المعركة السياسية الداخلية برأسها ومن المتوقع ان تصل ذروتها مع اتساع الاحتجاجات الجماهيرية .

يشترك في هذا التقدير حسب صحيفة "هأرتس" الكثير من وزراء الحكومة الاسرائيلية الذين تحدثوا عن زلزال سياسي سيضرب اسرائيل قريبا حيث قال احدهم " ستشهد الايام القادمة احتجاجات شعبية واسعة من شأنها ان تجرنا الى انتخابات مبكرة ".

ويبدو ان اولمرت وبيرتس حصلوا بداية الحرب على الكثير من الفرص لاثبات زعامتهم الا انهم خسروا كامل التأييد الشعبي بعد اسابيع من القتال وسيسأل مليون شخص عن سبب قذفهم خارج منازلهم وكذلك الاف جنود الاحتياط سيعودون الى بيوتهم ويسألون الاسئلة ما هذا ؟ لماذا خرجنا من منازلنا ؟ دون ان نغفل العائلات الثكلى ".

زعيم المعارضة نتنياهو اعتكف يوم امس في مكتبه بمدينة تل ابيب ساعات طوال لاعداد خطابه الذي سيلقيه امام الكنيست واستشار الكثير من مستشاريه الذين نصحوه بالحفاظ على الخط الرسمي الذي اتبعه منذ بداية الحرب الذي عاد عليه بالكثير من الفوائد على الصعيد السياسي والجماهيري .وان يجمد هجومه على الحكومة ومن يقف على رأسها .

وامتنع نتنياهو خلال الاسبوع الماضي عن الظهور امام عدسات الصحافة مكتفيا بالانتقادات التي وجهها معظم اعضاء الكنيست من كتلة الليكود لكنه سيهاجم في خطابه الاتفاق وسيحاول المحافظة على موضوعيته لفترة ليست بالطويلة كونه يلحظ فرصة حقيقية لتحسين موقعه كذلك رئيس كتلة اسرائيل بيتنا عضو الكنيست افيغدور ليبرمان حيث اعرب الاثنان في ايام الحرب الاولى عن استعدادهما للمشاركة في حكومة طوارئ وطنية لكنهما يرون ان عدم مشاركتهما يعزز موقفهما في هذه الايام .

وعلى الطرف الاخر من الخارطة السياسية الاسرائيلية يقف ابطال الحرب اولمرت وبيرتس امام امتحان جماهيري وسياسي قاس مثل المطالبة بلجنة تحقيق ولا يمكنهم منع التظاهرات العارمة التي ستطالب في الايام والاشهر المقبلة باستقالتهم وسيواجهون داخل احزابهم معارضة مقاتله حيث استشرف وزير المواصلات الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي من المنتظر ان يأخذ قسطا واسعة من الحرب على رأسه افاق المستقبل وماذا يمكن ان يحدث في حزب كاديما وامتنع عن التصويت خلال جلسة الحكومة التي اقرت قرار مجلس الامن الدولي.

ويتنظر رئيس حزب العمل عمير بيرتس متمردي الحرب المتمرسين في القتال الداخلي والذين سيشكلون تحديا كبيرا لقيادته وسيصلبونه على ادارة ظهره للجبهة الداخلية الاجتماعية .

يتوقع ان يقوم اولمرت خلال وقت قصير بمحاولة لتوسيع النواة الصلبة للاطار الائتلافي الذي تعتمد عليه حكومته في بقائها عن طريق ضم كتلة يهدوت هتوراة والسعي الى ضم ليبرمان لكن اعضاء كتلة اسرائيل بيتنا غير متحمسين حاليا للانضمام الى الحكومة خصوصا وان لقاء المصير المشترك بين اولمرت وبيرتس يبدو قويا اكثر من اي وقت .

وسيصل عمير بيرتس الى كتلة حزبه حيث بات معزولا داخلها دون اي اصدقاء وهو على اتم المعرفة بان الانتقادات ستتسع خصوصا وان اعضاء الكنيست من كتلته البرلمانية يسمعون علنا انتقادات كثيرة على قرار توسيع العمليات العسكرية البرية في لبنان وكذلك " التيار الاجتماعي " داخل حزب العمل لن يصمت حيال الانهيار الاجتماعي الذي ظهر جليا خلال الشهر الماضي .

اما اولمرت الذي تولى قيادة كاديما دون ان يضطر لخوض منافسة سيجد نفسه يحارب على زعامته وقيادته داخل حزبه خاصة وان الصورة داخل الحزب لم تكن وردية حتى قبل بداية الحرب ويمكن ملاحظة الاستعدادات التي باشر فيها منافسوه على زعامة الحزب موفاز وشطريت المتحاملان اصلا على اولمرت لنزعه وزاراتهم السابقة من بين ايديهم خلال مفاوضات تشكيل الحكومة دون ان نغفل التوتر الذي يسود علاقة اولمرت بوزيرة خارجيته تسفي ليفني والادهى من ذلك اصراره على خطة الانطواء في الضفة الغربية .