الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

إرتدادات أزمة حزب العمل تعصف بالساحة السياسية في اسرائيل

نشر بتاريخ: 17/01/2011 ( آخر تحديث: 17/01/2011 الساعة: 19:47 )
بيت لحم- معا- منذ إعلان إيهود باراك انشقاقه عن حزب العمل مع أربعة آخرين من أعضاء الحزب لتشكيل حزب جديد، تداعى بقية أعضاء الحزب في الكنيست وعددهم 8 إلى ايجاد طريقة لانقاذ حزبهم المتداعي، في هذا الوقت بدأت بوادر أزمة حكومية تلوح أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن لوّحت أحزاب يمينية ضمن الائتلاف الحكومي بمطالبتها بوزارات بعد استقالة وزراء العمل.

أولى خطوات أعضاء "العمل" لإنقاذ حزبهم تجلت في اعلان الوزراء يتسحاق هيرتصوغ وآفي شاي برومان وبنيامين بن اليعازر استقالتهم من حكومة نتنياهو.

واعتبر هيرتصوغ الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية في اسرائيل أن انسحاب ايهود باراك من حزب العمل، سيشكل منحنى ايجابيا للحزب، لانه تخلص من التهديدات الخطيرة التي كانت تنتظره في حال بقاء باراك على رأس الحزب.

وحمّل هيرتصوغ في مؤتمر صحافي لإعلان استقالته المسؤولية الكاملة عن وضع حزب العمل الحالي والتراجع الذي شهده، للسياسة التي اتبعها باراك، مشيرا الى أن حزب العمل، احد الدعائم الاساسية لقيام ووجود اسرائيل، وهو قادر على اعادة الحيوية للحزب وبناء نفسه من جديد.

وأكد أيضا، على ضرورة انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحكومي الحالي، الذي فَرض علينا حزب "اسرائيل بيتنا" المتطرف، والذي ساهم في نشر وتوسيع التطرف اليميني في اسرائيل، والذي يهدد "الديمقراطية".

وأضاف هيرتصوغ أن الاستمرار في حكومة نتنياهو، غير مُجد، ويؤثر على حزب العمل بطريقة سلبية، خاصة في ظل التفرد والهيمنة التي يفرضها رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، والذي يتخذ القرارات بشكل فردي.

وتفرض استقالات وزراء العمل تغييرات على الحكومة الاسرائيلية والاتفاق الائتلافي الحالي والذي من المتوقع اجراء تعديلات عليه.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الامر السري قد كُشف، والاتفاق الذي كان بين نتنياهو وباراك قد اصبح على وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد اعلان باراك اليوم، حيث كانت تجري مفاوضات بينهما طوال الاسبوعين الماضيين الامر الذي ساهم في الوصول الى انسحاب باراك من حزب العمل، ولكن الامر الذي لم يكن بحسبان نتنياهو إقدام بعض الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي على طلب حقائب وزارية جديدة، حيث بدأت حركة شاس منذ ظهر اليوم الحديث عن وزارة الشؤون الاجتماعية وضرورة اسنادها للحركة.

واشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو اعطى تعليماته فورا بعد اعلان استقالة وزراء حزب العمل بفتح مفاوضات لتعديل الحكومة، حيث سيتم عقد اجتماعات مع كتلة باراك وخاصة مع شالوم سيمحون الذي ستعرض عليه وزارة التجارة والصناعة التي كان يشغلها بن اليعازر، كذلك مع باقي اعضاء كتلة باراك حيث تدور شكوك بأن يتم اسناد حقيبة وزارية لمتان فلنائي.

وقد أعلن رئيس الكنيست الاسرائيلية في اعقاب انشقاق حزب العمل واستقالة بعض الوزراء انه يجب على الحكومة الاسرائيلية تقديم التغييرات على الحكومة للكنيست في جلسة الاربعاء القادم، وهذا ما دفع حزب الليكود الى الاسراع ببدء المفاوضات، ولكن يبدو أن نتنياهو سيواجه بعض العقبات في حال انضم حزب "اسرائيل بيتنا" الى حركة شاس في طلب بعض الوزارات على ضوء هذه الازمة.

بدورها علّقت زعيمة المعارضة تسيفي ليفني على أزمة حزب العمل بالدعوة الى الانتخابات المبكرة، بعد أن فقدت الحكومة بقيادة نتنياهو قدرتها على القيام بدورها السياسي، قائلة إن هذه التطورات تدل على مدى عمق الأزمة التي تعانيها هذه الحكومة والتركيبة السياسية لها، والحل الوحيد اليوم الذهاب الى الانتخابات المبكرة للكنيست الاسرائيلية.