موسكو تجدد الاعتراف السوفيتي بالدولة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 18/01/2011 ( آخر تحديث: 18/01/2011 الساعة: 23:17 )
اريحا-معا- قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الثلاثاء ان روسيا كانت اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988 وانها لن تغير هذا الموقف. فيما اعرب الرئيس محمود عباس عن امله بان تلزم اللجنة الرباعية الدولية خلال اجتماعها الشهر المقبل في ميونخ اسرائيل بالعودة لعملية السلام .
وقال ميدفيديف متحدثا في مؤتمر صحفي مع الرئيس محمود عباس في أريحا "اتخذنا قرارنا في ذلك الحين ولم نغيره اليوم
من جهته أشاد الرئيس عباس بمواقف روسيا الاتحادية السياسية التاريخية من القضية الفلسطينية وقال 'لا زلنا نتذكر أن روسيا كانت من أوائل دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطين في العام 1988'.
وقال الرئيس عباس : 'هناك خياران إما المفاوضات والسلام وإما العنف والإرهاب ونحن لن نختار العنف والإرهاب، ولذلك نحن نقول للإسرائيليين عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان لنعود مباشرة لطاولة المفاوضات لنطبق خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية والقرارات الأممية'.
وقال: 'لا شك أن المحبة والتقدير في قلبي لروسيا يعود إلى أكثر من أربعة عقود، وقد كنت منذ بداية السبعينات رئيسا لجمعية الصداقة السوفيتية الفلسطينية، ولكنني لا زلت أعتبر نفسي الصديق الأول للشعب الروسي من قبل الشعب الفلسطيني'
وأضاف: 'المواقف الروسية قديما وحديثا ثابتة مع الحق والعدل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعصمتها القدس كما تفضل الرئيس الروسي وأكد هذا الموقف الآن، وهذه المواقف ليست شعارات وإنما هي مواقف مشفوعة بدعم سياسي عالمي اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، حيث أن روسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني وعند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة'.
وأوضح أنه بحث مع مدفيديف جملة من القضايا التي تهم البلدين لا سيما ما آلت إليه عملية السلام من طريق مسدود جراء الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية المجحفة خاصة في القدس الشرقية التي تتعرض لهجمة تهدف إلى تغيير معالمها وهويتها وتاريخها.
وبيّن الرئيس أن تلك الإجراءات والممارسات تأتي رغم الجهود المبذولة على المستوى الدولي من أجل وقف الإجراءات الاستيطانية، مشيدا بمواقف دول أميركا اللاتينية التي اعترفت بدولة فلسطين على حدود عام 1967.
وأشار ابو مازن إلى أنه ناقش مع نظيره الروسي الإمكانيات الممكنة لإخراج عملية السلام من مأزقها وما يمكن لروسيا أن تلعبه من دور بوزنها الدولي كونها عضوا في اللجنة الرباعية وكذلك في دعوتها لمؤتمر موسكو للسلام.
ولفت إلى أنهما تطرقا إلى ملف المصالحة الفلسطينية وأين وصلت، والدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا وما تمثل من ثقة في إطار هذه المصالحة، كذلك الحصار الظالم الذي يفرض على غزة ويعاني جراءه شعبنا، وضرورة فك هذا الحصار في أقرب وقت ممكن.
وشكر الرئيس، روسيا على دعمها لنا على كل المستويات الثقافية والتربوية والأمنية والمالية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه سيقوم اليوم برفقة نظيره الروسي بافتتاح المتحف الذي شيدته روسيا على أرض أريحا كعربون مودة بين الشعبين وكمعلم تاريخي نفتخر به نحن الشعبين.
من جانبه، قال الرئيس الروسي ديمتيري مدفيديف: إن مفاوضتنا مع رئيس السلطة الفلسطينية جرت في جو من الصراحة وبصورة بناءة وهي مميزة في العلاقات بين الشعبين.
وأضاف: أن زيارته إلى المنطقة تتميز بأمرين، أولهما أنها تجري لمدينة تاريخية وهي أريحا التي احتفلت بالذكرى 10 آلاف عام على تأسيسها ولهذا تحمل معاني تاريخية كبيرة، والأمر الآخر أنها أول زيارة لرئيس روسيا للمنطقة وللأرض الفلسطينية لا ترتبط بزيارة إلى دولة مجاورة.
وأشار مدفيديف إلى أنه بحث مع الرئيس عباس معالم استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين وهي إظهار أقصى حدود ضبط النفس والالتزام بالمحددات، وقبل ذلك تجميد كافة الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأكد أنه لتجاوز الأزمة في عملية السلام على الأطراف المعنية إظهار أقصى حدود ضبط النفس والتخلي عن الأعمال أحادية الجانب، واستغلال رصيد الجهود الجماعية الشرعية الدولية، والقرارات الدولية، وقرارات المنظمات الإقليمية للخروج إلى مستوى جديد من الحل، مشيرا إلى أنه يعلق آمالا على الجلسة الوزارية للرباعية الدولية في ميونخ الشهر المقبل.
وشدد مدفيديف على أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية لم تتغير، وقال: 'روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية'.
وأضاف: 'أنا على يقين أنه بظهور الدولة الفلسطينية المستقلة سوف يربح الجميع، خصوصا الفلسطينيين والإسرائيليين وكافة شعوب الشرق الأوسط وهذا ما علينا أن نسعى لتحقيقه'.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الدعم الروسي للشعب الفلسطيني لا ينحصر في أطر سياسية، فتطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين أبرز ما يميز ذلك، تطور التعاون في مجال التبادل الإعلامي.