بعد انشقاق باراك : حكومة الحرب على ايران
نشر بتاريخ: 18/01/2011 ( آخر تحديث: 19/01/2011 الساعة: 11:05 )
بيت لحم- معا- الى أي حد يتفق باراك ونتنياهو في وجهات النظر وخلفياتهما الثقافية ؟ الاثنان يدخنان السيجار ، يطالعان مذكرات ونيستون تشيرتشل ، يريان اسرائيل كخندق متقدم في الجبهة الغربية ضد العالم الاسلامي المتطرف ، لا يثقان بالعرب ويعتقدان بعدم وجود شريك فلسطيني، يريان بالبرنامج النووي الايراني تهديدا كبيرا لاسرائيل ويدعمان هجوما عسكريا ضد ايران ، بهذه التوصيفات المختصرة والواضحة افتتح المحلل السياسي الوف بن مقالته المنشورة اليوم " الثلاثاء" في صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية تحت عنوان " حكومة الهجوم على ايران ".
واضاف بن " ان الخط العملي والهجومي ضد ايران يوحد نتنياهو وباراك ويعطي طعما وتفسيرا لوجودهما سويا في قمة الهرم القيادي في الدولة مدعومان برئيس الاركان الجديد " غلانت " الذي يعتبر من اشد المؤيدين لموقفهما لذلك سيسعى الرجلان الى احباط المشروع النووي الايراني خلال الفترة المتبقية من ولايتهما .
ان الخطوة التي خططها ونفذها الاثنان وابعاد وزراء حزب العمل المعارضين لباراك هدفت في الاساس لابقاء الاخير في منصبه وزيرا للجيش بعد ازالة خطر استقالة باراك من منصبه في ابريل القادم نتيجة الضغوط الداخلية في حزب العمل .
دون اهود باراك سيجد نتنياهو صعوبة في دفع مخططاته الهجومية ضد ايران قدما خاصة وانه لا يمتلك تاريخا وسجلا عسكريا يمنحه اليد المطلقة في الشأن العسكري والامني كما كان الحال مع ارئيل شارون وفقط باراك مع رتبته العسكرية ونياشينه واقدميته كرئيس وزراء سابق يمكنه منح نتنياهو مثل هذه المظلة .
الرجل العسكري الاقدم في حزب الليكود رئيس الاركان السابق بوغي يعلون يعتبر معتدلا فيما يتعلق بقضية الهجوم على ايران وكذلك الرمز الايديولوجي في حكومة نتنياهو افيغدور ليبرمان يتبنى ذات الموقف ونتنياهو لا يمكنه تجاوز معارضتهما دون الشروحات القاطعة واشارات اليد الدائرية التي يطلقها اهود باراك .
وفعل المؤتمر الصحفي لرئيس الموساد المنتهية ولايته مئير داغان فعلها ضد موقف نتنياهو وباراك في الموضوع الايراني ولسان الحال يقول " اذا ابتعد خطر القنبلة النووية الايرانية حتى 2015 لماذا نرسل الان طائراتنا القاذفه الى مفاعل نتاز .
ورغم ذلك لم يتراجع الاثنان حيث سارع ضابط المخابرات التابع لايهود باراك عاموس غلعاد الى التحذير بان الجدول الزمني الايراني قصير ما دفع مئير داغان الى التراجع يوم امس " الاثنين " عن تقيمه السابق وذلك خلال حديث له امام لجنة الخارجية والان وفيما يبدو التراجع جاء نتيجة ضغوط مارسها نتنياهو .
والمح نتنياهو واهود باراك خلال الاسبوعين الماضيين بان اسرائيل تقف على باب عملية سياسية مفاجئة واكد نتنياهو في خطاب القاه امام الصحافة الاجنبية ان عام 2011 عام انكشاف حقيقة من يرغب في السلام في المنطقة ، هل ينوي طرح مبادرة سياسية جديدة تهدف الى لجم المسعى الفلسطيني لفرض حل؟! او بهدف الاحباط المسبق لاقتراح وسطي امريكي يطالب اسرائيل بالانسحاب من غالبية المناطق؟! .
لقد ادت ضغوط الرئيس الامريكي باراك اوباما الى تفكك حكومة "الوحدة الوطنية " التي اقامها نتنياهو واخرج حزب العمل من الحكومة وهذا كان ثمن الرد السلبي الذي تلقاه من نتنياهو ردا على الاقتراح الامريكي تجميد الاستيطان لتسعين يوما واجراء مباحثات سريعه حول الحدود المستقبلية بين اسرائيل وفلسطين وهذا ما جرى بالضبط قبل 21 عاما حين ادت اسئلة وزير الخارجية الامريكي جيمس بيرك الى تفكيك حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يتسحاق شامير وشمعون بيرس ".
واختتم الوف بن مقاله بالقول " الان يوجد لنتنياهو ائتلاف حكومي دون متمردين يساريين لكن مع ميل اكثر نحو اليمين وسيكثر هو واهود باراك خلال الاسابيع القادمة من الحديث عن المسيرة السياسية وبكل تأكيد سيحاولون مفاجئة الاطراف كما فعلوا بخطوتهم السياسية يوم امس ولكن حين يتحدثان عن فلسطين فان انتباههم الحقيقي سيتجه نحو ايران التي تشكل هدفهم الحقيقي ".