الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سنصل ونستمر حتى تهتز الشباك من جديد..

نشر بتاريخ: 19/01/2011 ( آخر تحديث: 19/01/2011 الساعة: 12:32 )
بقلم: أحرار جبريني
في ظل الظروف التي نعيشها، ورغم القيود التي يفرضها علينا الاحتلال على جميع الأصعدة، إلا أن حياتنا تستمر ببريق من التفاؤل والأمل، ليخرج منا ما هو مألوف وما هو غير مألوف، ومهما أخذتنا الحياة في دروب مختلفة إلا إن هناك ما يشدنا نحو الجديد، ونحو التميز والإثارة، ففجأة نسمع عن موضوع تتفتح له الأذان وتمتد له الأيدي المساعدة وتتكاثر الأسئلة عنه ما بين التأييد والرفض وما بين الفشل والنجاح، سمعنا عن الرياضة النسوية لكرة القدم التي رافقها الاستغراب والتعجب والتكهنات فهذه الوافدة الرياضية الجديدة التي أثارت الجدل كيف لها النجاح في ظل هذه الظروف والهيمنة الذكورية على الرياضة؟ أين سيكون مكانها ومن سيكون جمهورها؟ ولكن حين تكرر المشهد الكروي النسوي وتأكد الخبر للصغير والكبير وطنطنت الأجهزة الإعلامية بإخبارها وفعالياتها عندها صار للكرة النسوية مشهدا معترفا به.

فحين كان الدوري الأول يقام داخل الصالات المغلقة فقد بدأ يزحف في مراحله الأولى رغم كثرة الشكوك والتساؤلات بان الموضوع ليس إلا ظاهرة سوف يختفي بريقها بعد زمن كالموضة مثلا أو غيرها من الظواهر، إلا إن الأيام كانت كفيلة بإظهار هذه الرياضة المتألقة المتأصلة حيث كانت مجبولة بعرق اللاعبات الأوليات وحفرت تاريخها الأول بيوم 26/10/2008 وكان هذا اليوم نقطة الانطلاق لأول دوري للكرة النسوية عندها أصبنا الهدف واهتزت الشباك الساكنة وانزاحت الغيوم المتلبدة لتظهر من بينها اشراقة هذه الرياضة.

ومما يزيد من تألق هذه الرياضة ازدياد عدد المؤيدين لها ممن امتدت أيدهم ليرتقوا بها لأعلى المستويات ويفتحوا الأبواب أمامها لتنطلق في جميع أرجاء الوطن، وكان على رأس الداعمين والراعين اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي قدم الدعم للكرة النسوية الأمر الذي أدى إلى رفع مستواها من خلال المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية وتوفير كافة المستلزمات للاعبات ...الخ حيث بعد ذلك بدأت بعض الأندية الرياضة بإنشاء فرق نسوية مما أدى إلى انجذاب العديد من الفتيات وخاصة الجامعيات للاشتراك في هذه الأندية والمشاركة في عدة مباريات والوصول إلى منصة الدوري النسوي لكرة القدم بل لأبعد من ذلك.

فبعد فترة من الزمن لم تتعدا العاميين نجد الكرة النسوية لكرة القدم تحط بأجنحتها فوق الساحات العربية والأسيوية، فقد حملت رحيق البلاد وأصالة التراب لتحقق ما كان يصعب تحقيقه سابقا حيث سيفتتح الدوري النسوي لكرة القدم على الملاعب الكبيرة في نهاية الشهر الجاري ،علما بان الكرة النسوية تعمل دائما على توفير معسكرات تدريبية ودورات تاهيلية كالدورة التاهيلية لمدربات ومحكمات في الكرة النسوية استعدادا للمشاركة في الدوري التصنيفي والخماسي.

فنحن كفلسطينيات قادرات على الارتقاء بالمعالي وان طموحنا لا حدود له وأننا سنمهد طريق المستقبل لهذه الرياضة بجهود لاعباتنا ومثابرتهن ووقوفهن بوجه كل الضغوطات والتحديات وبمساعدة الداعمين والمشجعين ..وفي النهاية سوف نستمر حتى تهتز الشباك من جديد ونرفع كؤوس الانتصارات لتبقى بصمة التي لا يمكن إزالتها عبر الزمان.