الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أمطار الصيف" تلحق خسائر فادحة بنشاطات بلديات قطاع غزة وبالبنى التحتية وتؤثر على قدراتها التشغيلية

نشر بتاريخ: 15/08/2006 ( آخر تحديث: 15/08/2006 الساعة: 14:02 )
غزة- معا- رفع العدوان العسكري الإسرائيلي وتيرة الخسائر المالية والأعباء المادية والتشغيلية على بلديات قطاع غزة ضمن حملة أمطار الصيف التي تدخل شهرها الثاني على التوالي.

وأوضح تقرير صادر عن مركز المعلومات الفلسطيني التابع للهيئة العامة للاستعلامات أنه نتيجة للسياسة الإسرائيلية المذكورة فقد تكبدت البلديات في القطاع خسائر فادحة جراء العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فمثلاً في بيت لاهيا تكبدت البلدية خسائر جسيمة حيث ثم تدمير البنية التحيتة في المنطقة، فدمرت شبكة الطرق وتقدر تكلفتها بحوالي 300 ألف دولار وشبكة الكهرباء بتكلفة 150 ألف دولار إضافة إلى تدمير شبكة المياه الرئيسية والفرعية المؤدية لمنازل المواطنين بتكلفة تقدر 50 ألف دولار. كما تم تدمير شبكة الاتصالات الهاتفية في البلدة بالكامل وتخريب شبكات الري الزراعي وآبار المياه الزراعية وتدمير نحو مائة منزل ما بين كلي وجزئي.

أما في بيت حانون فكانت الخسائر أكبر بكثير من بيت لاهيا بسبب حجم الدمار والخراب الذي لحق بالبلدية ويقدر بحوالي 7 مليون دولار، وقد أدى إلى تغيير معالم البلدة، ومن ير حجم الدمار والخراب يعتقد بأن زلزالاً ضرب المنطقة. إذ تم تدمير الجسر بعد أن قصفته طائرات F16 الإسرائيلية على مرحلتين مما أدى إلى تدميره تماماً ويحتاج حسب أقوال رئيس البلدية إلى 400 ألف دولار لإعادة أعماره من جديد، وقامت البلدية بإقامة طريق بديلة عن الجسر لمساعدة المواطنين على الوصول للبلدة.

وقام الاحتلال بإزالة بقية الأشجار وتدمير المدارس وجزء من مبنى مستشفى البلدة والمقابر والطرق الرئيسية، وتدمير شبكة المياه وشبكة المجاري، فأختلطت مياه المجاري بمياه الشرب نتيجة تدمير شبكات المجاري الرئيسية. وأعتبر أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تدمير لمدينة بيت حانون وما أصابها من خراب ودمار الهدف منه محاولة تركيع المواطنين في محافظة الشمال الصامدة، ويأتي وفق خطة قام بوضعها رئيس بلدية سيدروت والذي طالب الحكومة الإسرائيلية بمسح بلدة بيت حانون عن الوجود.

أما في جنوب القطاع فقد ندد د. فايز أبو شمالة رئيس بلدية خان يونس بالحصارالاسرائيلي والقصف المتواصل للمنشآت المدنية والمراكز المؤسساتية وتجريف الأراضي الزراعية وقتل المدنيين العزل.

وأشار إلى أن البلدية منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة تعاني من شح الموارد، لاسيما المحروقات مشيراً إلى نفاذ مخزونها وعدم مقدرتها على تشغيل آبار المياه في حال انقطاع التيار الكهربائي إلا في ساعات محدودة، حيث تبلغ كلفة تشغيل الآبار عشرة آلاف شيقل يومياً.

ونوه إلى أن مشاريع البلدية الإستراتيجية قد تأثرت بهذا الحصار ومن بينها مشروع الصرف الصحي، فقام الإيطاليون بتوقيف الدعم المخصص لإنشاء الخط الناقل الرئيس الذي كان من المفترض أن يخفف من أعباء المواطنين بعد تشغيل المشروع لاسيما في المناطق المنجزة بداخلها خطوط رئيسية وفرعية.

أما بلدية رفح فلم تكن أوفر حظاً من البلديات الأخرى إذ حذر رئيس اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة بلدية رفح الدكتور علي برهوم من حدوث كارثة صحية وبيئية في المدينة نتيجة تراكم أكوام النفايات في معظم الشوارع، موضحاً أن البلدية تواجه ظروفاً صعبة لم تشهدها من قبل بسبب نفاذ كميات الوقود اللازم لتشغيل الآليات، وحذر من انعكاسات تلك الظروف على الخدمات الأساسية التي تقدمها البلدية للمواطنين خصوصاً خدمتي المياه والصرف الصحي وكذلك خدمات النظافة العامة.

أما بلدية بني سهيلا فقدرت خسائرها جراء العدوان المتواصل على البلدة بحوالي 500 ألف دولار نتيجة إقدام قوات الاحتلال على قصف عدد من مشاريع البلدية، حيث تعرض خط المياه الرئيسي إلى التدمير بفعل العدوان إلى جانب تجريف الأراضي الزراعية. وأكد رئيس البلدية السيد/ عبد القادر الرقب أن البلدية تحاول وفق إمكانياتها المحدودة استغلال موارد المياه على الوجه الأكمل بما يتناسب واحتياجات السكان وكل منطقة في البلدة، وأشار الرقب إلى أن العدوان الإسرائيلي طال كافة مجالات الحياة ومن بينها خدمات البلدية والمنشآت الخدماتية ومبان سكنية وأراضي زراعية، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل الفوري والعاجل لحماية شعبنا الفلسطيني من الأخطار المحدقة به.

بلدية الفخاري لم تكن أوفر حظاً من سابقاتها إذ تتعرض المنطقة لقصف مستمر قبل وبعد عملية أمطار الصيف، لاسيما في ساعات المساء حيث تقترف الجرافات والآليات الاحتلالية جرائم حرب فتعيث فساداً وخراباً في منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية وأن ما يقارب من 400 دونم تم تجريفها بالكامل.

أما بلدية الشوكة والتي تتعرض المنطقة فيها لعدوان مستمر حيث تحولت هي ومطار عرفات الدولي إلى ثكنة عسكرية تهدد حياة المواطنين، وتقع المنطقة بالقرب من الخط الفاصل جنوب شرق قطاع غزة، على بعد مئات الأمتار من معبر كرم أبوسالم ويصل تعداد هذه المنطقة إلى 14 ألف نسمة.

ولحقت خسائر بالغة بالبلدية إذ قامت الجرافات الإسرائيلية على مدار سبعة أيام بعمليات تجريف واسعة بالمنطقة بعمق كيلومتر واحد غرب الخط الفاصل وبامتداد 500 متر بمحاذاة الخط المذكور وأن عمليات التدمير التي حدثت بالمنطقة قضت على معظم المشاريع التي نفذتها البلدية على مدار أكثر من عام لتطويرها وتنميتها، لافتا إلى أن حجم الخسائر سيزيد من أعباء البلدية التي تتعرض لأزمة مالية صعبة جراء حالة الحصار التي يمارسها المجتمع الدولي على البلدية والشعب الفلسطيني بقيادة واشنطن وإسرائيل.

أما مخيم المغازي فعانى لثلاثة أيام من اجتياح وحشي خاصة بلوك G ومنطقة المصدر، حيث قامت جرافات وآليات الاحتلال بتجريف المنطقة الزراعية شرق المخيم وتوغلت 200 متر داخل المخيم ودمرت عشرات المنازل إضافة إلى تدمير خطوط المياه وشبكة الكهرباء والمحولات الرئيسية التي توصل الكهرباء للمنطقة، مما كبد البلدية مئات آلاف الدولارات واستشهد بنيران قوات الاحتلال في المخيم 15 شخصاً وأصيب أكثر من 120 بإصابات معظمها خطرة تسببت في إعاقات للكثير منهم بسبب استخدام أسلحة فتاكة ومحرمة دولياً.

وأكدت بلدية غزة أن كارثة بيئية وصحية وإنسانية خطيرة باتت وشبكة الوقوع في المدينة نتيجة نفاذ الوقود والانقطاع شبه الكامل للتيار الكهربائي بعد ضرب محطة الكهرباء الوحيدة التي تغذي قطاع غزة، وتدمير المحولات من قبل الطائرات الإسرائيلية وتدمير شبكة وخطوط الكهرباء مما أدى إلى توقف عدد كبير من آبار المياه التي تزود المدينة بمياه الشرب عن الضخ.

كما أدى نفاذ الوقود إلى توقف جميع السيارات البلدية وفي مقدمتها سيارات جمع النفايات عن العمل، وشل قدرة البلدية على جمع وترحيل مئات الأطنان من النفايات خلال الأيام الماضية، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة وتفشي سريع للأمراض والأوبئة. وحذرت البلدية من خلال رئيسها د. ماجد أبو رمضان بأن استمرار منع الاحتلال لإدخال المحروقات سيؤدي إلى تناثر وتجمع النفايات في كل مكان، وستتحول المدينة إلى تلال ضخمة من النفايات تنبعث منها الروائح الكريهة وتنتقل من خلالها الأمراض والأوبئة، وأهاب أبو رمضان بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط من أجل إنهاء هذه المأساة الإنسانية قبل أن تتحول إلى كارثة يصعب التكهن بنتائجها.

وتجدر الإشارة إلى أن البلدية تعاني من أزمة مالية خانقة بسبب عدم قدرة المواطنين على دفع المستحقات المترتبة عليهم للبلدية من مياه وكهرباء وخدمات أخرى إضافة إلى الحصار الظالم الغاشم الدولي الذي تفرضه الولايات المتحدة وإسرائيل على البلدية وعلى الشعب الفلسطيني.

وقد تكبدت بلدية غزة خلال الأيام الماضية ومنذ الاجتياح الإسرائيلي للمنطقة الشرقية من المدينة خسائر تقدر بملايين الدولارات من تجريف للأشجار الزراعية وتدمير للبيوت والبني التحتية وخطوط المياه والهاتف وشبكة الكهرباء، إضافة إلى سقوط عشرات الشهداء من عائلة حجاج وحراره والمسعودي وغيرهم.