الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في بطولة كأس النرويج مشاركة فريق رام الله والبيرة إنجاز بحكم الأعجاز

نشر بتاريخ: 15/08/2006 ( آخر تحديث: 15/08/2006 الساعة: 16:55 )
بيت لحم - معا - جاءت مشاركة فلسطين في بطولة كاس النرويج لهذا العام ناجحة بكل المقاييس، وكانت التتويج بلقب البطولة هو المؤشر الحقيقي لهذا النجاح، علما بان عوامل عدة ساهمت في الوصول للمباراة النهائية، ولعل الدعوة التي وجهت من قبل السيد فؤاد تمراز منسق الفرق الفلسطينية إلى كاس النرويج باختيار فريق من محافظة واحدة هو الذي ساهم في العديد من العقبات التي كانت ستطرأ لو كان اختيار اللاعب من عدة محافظات.
وقد وقع الاختيار على محافظة رام الله والبيرة من قبل السيد تمراز، حيث لم تمثل لوجودها في بطولات سابقة في مثل، وجاء اختيار اللاعبين موفقا بنسبة كبيرة من قبل رئيس اللجنة المساندة مالك البرغوثي وعضو اللجنة عمر البرغوثي ومحمد خميس كون اللجنة أقامت العديد من البطولات للفئات العمرية، وهكذا الحل علينا عدد من المواهب من هذه المحافظة لمواليد 1992، وتم تجميعهم لثلاث مرات في ملعب البيرة بوجود المدرب احمد الحسن و الإداري عمر البرغوثي اللذين لازما البعثة حتى عودتها إلى ارض الوطن. ولو خط الانسجام بين عدد من اللاعبين في البداية سرعان ما تتطور ذلك إلى تفاهم من اجل تحقيق الفوز بين الجميع.
وقد وصلت البعثة إلى اوسلو عبر اسطنبول بعد المرور بالجسر الساعة الثانية بعد الظهر، وأقامت في منزل السيد تمراز لمدة أربع وعشرون ساعة، حيث كانت المدارس التي تستقبل البعثات الرياضية مغلقة، علماً أنها استقبلت فرقاً من 45 دولة والعدد بلغ 1500 فريقاً.
وكانت البداية بأجراء تدريب صباحي، وسرعان ما اتفق إداريو البعثة مع البعثة الجامبية التي وصلت إلى أجراء لقاء في المساء، حيث يشاهد المدرب لاعبيه في مباراة حقيقية ومع لاعبين أكبر سناً وأكبر حجماً, وأعطت تلك المباراة الودية انطباعاً طيباً عن قدرات الفريق وإمكانياته الفنية والبدنية وتخلف الفريق بفارق هدف، وبناءً على تلك المباراة تم تثبيت تشكيلة الفريق في إطار مباريات السباعي وقد كان من المفترض أ، يشارك الفريق مع أقرانه من محافظات غزة في مباريات الفريق الكامل (11 مقابل 11) ولكن لم يتمكن فريق محافظات غزة من الوصول بسبب إغلاق المعابر, حيث كان الفريق جاهزاً لو تمكن من الوصول إلى أسلو والمشاركة بفريق يمثل رئتي الوطن, ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, وتحققت المفارقة والمفاجأة, رغم أ، اللاعبين كانوا ينتظرون زملائهم من غزة, وكانت الاتصالات لم تنقطع حول فتح معبر رفح وربما "ايرز" ولكن ذلك لم يتم للأسف!! كما انتظرنا طويلاً لوصول غزة وصبرا وشاتيلا, انتظر معنا الأصدقاء من النرويج والقائمين على بطولة كأس النرويج, كان من الممكن تحقق التواجد الفلسطيني على أرضها من الداخل والشتات بفضل جهود السيد تمراز, ولكن موعد البطولة كان قد أزف، وجاء فريقنا في المجموعة "ف" مع أربعة فرق نرويجية أخرى, وفي الثلاثين من الشهر الماضي وعند الساعة التاسعة صباحاً كنا نلعب افتتاح المجموعة وفزنا بأربعة أهداف نظيفة وكانت فرحة بوجود أبناء شعبنا وأصدقائنا النرويجيين وبدأوا يتعرفون على زيد, أبو عبده, أيسم, أنس, إبراهيم, عماد, يوسف, غاندي, ياسين, وغاب ناجي أبن مخيم الجلزون للإصابة في التدريب ولكنه غاب معنا يحمل العلم في المقدمة.
وفي المباراة الثانية فزنا بتسعة أهداف نظيفة وفي الثالثة بستة أهداف وفي الرابعة بثمانية أهداف دون رد, ولوحظ ارتفاع مستوى الفريق والانسجام فيما بينهم بفضل جهود اللاعبين وإدارة البعثة وتوفير جميع مستلزمات النجاح التي وفرها السيد تمراز, كما كان اللاعبين في المدرسة (المعسكر) مثالاً في الالتزام والأخلاق.
وانتقلنا إلى الدور أل 32, وفزنا بخمسة أهداف نظيفة, وفي نفس اليوم فزنا بدور ال16 بالثمانية, وفي اليوم التالي حقق الفريق فوزاً صعباً على الفريق الألماني بهدفين لننتقل إلى دور الأربعة محققين الفوز على الفريق الليتواني بثلاثة أهداف نظيفة وفي المباراة النهائية، التقينا فريق برناديو النرويجي المرشح للقب، وكاد يحقق ذلك عندما تقدم بهدف قبل نهاية الشوط الأول ولكن سرعان ما عادل يوسف ألصالحي لفريقنا لينتهي الشوط الأول بالتعادل، وفي الشوط الثاني فجر محمود أبو عبدو صاروخا من منتصف الميدان في المرمى النرويجي سدد زيد شلش الضربة القاضية عندما سجل الهدف الثالث في لقاء قوي ومثير وسط فرحة عارمة من أبناء شعبنا وأصدقائنا من النرويج وليران والهند ولبنان، وهتف الجميع لفلسطين ورفع العلم الفلسطيني وتم تتويج الفريق الفلسطيني وسط تحيات الجميع وتهنئتهم بالفوز.
وكان الوفد الفلسطيني التقى يمثل فلسطين لدى النرويج طارق يوسف النجار، وكذلك السيدة لويس مسئولة العلاقات والأعلام بالبطولة والسيد فروده سكرتير عام البطولة وعمدة اوسلو في احتفاله بالفرق المشاركة وعدد من الفرق المشاركة وعدد من أبناء الشعب الفلسطيني في النرويج وفي مقدمتهم د. يوسف عرافي الطبيب الفلسطيني الشهير الذي كتب(يوميات طبيب في مخيم تل الزعتر) والسيد شوقي وعمار الحسن ولا بد من الإشارة بشكل خاص بصديق شعبنا الطاعن في السن السيد سل الذي حضر جميع المباريات وكذلك السيدة ماكسي مسئولة القادة في البطولة التي حرصت على توفير سبل الراحة للفريق، وكذلك نقابة عمال الطباعة في اوسلو التي حضر حفل وداع مندوبها للبعثة وقدم هدية لكل افرادها.
أقام السيد تمراز حفل وداع تخلله تسليم العديد من الهدايا للاعبين من قبل د. يوسف عراقي والسيد شوقي لإفراد البعثة، وألقى د. عراقي كلمة طالب خلالها شعبنا بالصبر والثبات وقدم التهنئة للفريق بالإنجاز، كما شكرت البعثة النرويجي هنري الذي رافق الفريق في حله وترحاله.
الجندي المجهول
قام الزميل معن قطب بمجهود رائع في توفير أسباب الراحة للفريق قبل رحلتها إلى أوسلو وتابع عمل التأشيرات من الممثلية النرويجية وكذلك في أوسلو حيث ساهم بنجاح البعثة من خلال خبرته ووجوده الدائم في بعثات النرويج لأكثر من أربع سنوات حيث يحوز على ثقة منسق الزيارات السنوية السيد تمراز.
الفرسان
مثل فلسطين منتخب من محافظة رام الله والبيرة وهم: عماد مسودة, أنس الولجي, إبراهيم ناصر, محمود أبو عيدة, يوسف ألصالحي, أيسم طبطب, زيد شلش, محمد غاندي, ياسين كفري و ناجي عداربة.
الشكر لمن يستحقه
وتوجهت إدارة البعثة واتحاد الكرة بشكرها وتقديرها للسيد فؤاد تمراز على جهوده الرائعة والتي أدت إلى نجاح البعثة من جميع النواحي وتكلل ذلك بالحصول على كأس البطولة, بحيث أصبح السيد تمراز مثالاً يحتذى للوطنية الصادقة الذي يحمل اسم بلده منذ عام 90 في هذا المحفل وجعل من المشاركة الفلسطينية فاعلة من جميع الوجوه, واستقطب العديد من الأصدقاء لصالح قضية شعبنا.
كما وجه اتحاد الكرة التحية لإفراد الممثلية النرويجية في ضاحية البريد الذين ساهموا في نجاح الرحلة.