الدهيشة والدوحة وبيت جالا تبكي عمار مفيد
نشر بتاريخ: 15/08/2006 ( آخر تحديث: 15/08/2006 الساعة: 18:23 )
بيت لحم - معـــــــاً - بقلم محمد عبد النبي اللحام - أتذكر عمار وهو يلاحق الكرة بيديه أكثر من قدميه لكون سنوات عمره في حينه لم تؤهله لركل الكرة بعد .. فقد كان برعماً نشطاً وفاعلاً وعاشقاً للكرة والرياضة ترعرع في حديقة نادي إبداع الرياضي وفرض نفسه نجم كروي وهداف وصانع العاب من طراز فريد وخلوق حتى انه لعب في صفوف الفريق الاول ولم يتعدى في حينه من العمر خمسة عشرعاماً وحقق مع ابداع الرياضي العديد من الانجازات وساهم في بروز اسهم النادي الذي تشكل حديثاً في حينه .. كان عمار يجيد الحوار الكروي في الملعب وأزقة المخيم وشوارع الدوحة كما يجيد الاحترام والالتزام المجتمعي والوطني .. انتقل عمار للعب مع فريق الدوحة الرياضي والذي تأسس حديثاً هو الآخر وساهم في بروزه على مستوى المنطقة ولكنه انتقل قبل حوالي العام الى نادي ارثوكسي بيت جالا الذي شعر انه بحاجة الى لاعب هداف من طراز عمار لخوض غمار الدوري العام وكان عمار عند حسن ظن ناديه البيتجالي وبذل كل ما بوسعه عبر أهدافه الجميلة وكراته القاتلة التي كان يمررها لزملائه ..
عمار تخرج حديثاً من جامعة القدس / أبو ديس ( بكالوريوس تربية رياضية) وهو يدرس الرياضة التي أحبها في مدرسة زهزر الامل القريبة من قرية الخضر ، وكان يستعد للزواج في الشهر القادم بعد ان ارتبط بفتاة لتشاركه العمر المفترض .. ولكن إرادة الله فوق الجميع وأثناء تدريب عمار مع فريقه ارثوذكسي بيت جالا وعلى ملعب بيت جالا الذي شهد معظم صولات وجولات عمار ورفاقه في ابداع والدوحة وبيت جالا سقط على الارض مغشياً عليه ولم يعتقد أحد وحتى ولو في الخيال ان عمار فارق الحياة ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة ان عمار قد مات .. قد رحل باكراً تاركاً حشود وحشود وحشود أحبته واحترمته وفجعت به وتبكيه بكل ما خلق الله في العيون من دموع ..
لم يتمالك أصدقائه وأهله وجيرانه من التفاعل مع الخبر الا بالبكاء وحتى الانهيار وصولاً للتكسير .. هذا ما حدث من ومع عمار الذي رحل تاركاً ذكرى طيبة وجميلة رغم الالم المصاحب لهذا الرحيل المبكر ..