السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الاسرائيلي ممزق وتقتله الشكوك وعدم الثقة

نشر بتاريخ: 20/01/2011 ( آخر تحديث: 21/01/2011 الساعة: 10:12 )
بيت لحم- معا- ما بدأ بخلاف بين رئيس الاركان ووزير الجيش الاسرائيليين انتهى بجيش ممزق ومنقسم لا يثق فيه احد بالاخر, جيش تقتله الشكوك فمن ينتمي لمعسكر غابي اشكنازي يعتقد بانه موسوم ومهدد من قبل معسكر غلانت والعكس صحيح .

بهذا التوصيف القاسي غير المسبوق افتتح الكاتب والمحلل الاسرائيلي " يوسي يهوشع " مقاله المنشور اليوم " الخميس " في صحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية .

واضاف يوسي تحت عنوان بارز " جيش مرتبك برأسين " هناك ضباط يحاولون المناورة بين المعسكرات والتكتلات واخرين يقومون بلعبة مزدوجة ويقولون لكل طرف ما يرغب في سماعه منهم .

واستطرد الكاتب " ينشغل رئيس الاركان القادم يؤاف غلانت خلال الاسابيع الاخيرة بمسيرة تسليم واستلام طويلة وعميقة وهو يأخذ الامور بجدية وبدأ يتفقد ويدرس الساحات وبعد ذلك ينتقل الى اذرع الجيش المختلفة ومن ثم الى القيادات والمناطق العسكرية ويتنقل هذه الايام من وحدة عسكرية الى اخرى فيما يقوم رئيس الاركان المنتهية ولايته غابي اشكنازي بزيارة الوحدات نفسها في اطار جولته الوداعية وحل يوم الاحد الماضي على الوحدة رقم 8200 فيما ودع امس الاول سلاح الجو من خلال تحليقه بطائرة اف 16 وامضى يوم امس في ضيافة الكوماندو البحري في منطقة عتليت .

وعودة على اشكالية الضباط الذين شاركوا في الجولتين الوداعية وجولة الاستلام نقلوا صورة مقلقة فحين يحضر الى وحدة ما يسارع الضباط المستقبلين له الى الهمس في اذنه والقول بان غابي اشكنازي لم يكن جيدا ونحن ننتظر استلامك منصبك على احر من الجمر وحين يصل اشكنازي الى ذات الوحدة ليودعها يهمس ذات الضباط في اذنيه معبرين عن خوفهم وقلقهم الشديد من تولي غلانت لمنصب رئيس الاركان .

واشار الكاتب الى الصورة الطبيعية التي حاول الاثنان " غلات واشكنازي" بثها خارج المؤسسة العسكرية والايحاء بان كل شيئ على ما يرام ولكن الحقيقة تشير الى ان الجنرالين يتجنبان اللقاء فيما بينهما ورغم نفيهما الدائم تسود بينهما علاقات سيئة جدا .

واستعان الكاتب بقصة من واقع الحال في الجيش للتأكيد على نظريته وللدلالة على مدى الكراهية التي يكنها الاثنان لبعضهما البعض مفادها " ادعى احد الاطراف ان غابي اشكنازي استعان باحد اصدقائه الذي يسكن في موشاف " عميكيم " حيث يقيم الجنرال غلانت لتحريض الجيران ضد الاخير واثارة قضية الاراضي .

وبين الفحص والتحقيق لا زال 160 ضابطا برتبة عميد وعقيد ينتظرون توقيع اهود باراك على امر ترقيتهم وعمليا اصبحوا اسرى في يد رئيس الاركان القادم بعد ان منحه باراك حق الفيتو على التعيينات التي قام بها سلفه اشكنازي ويسود اوساط الضباط حاليا خوفا شديدا على مستقبلهم وكل قول او حديث غير " مناسب " من طرفهم قد يهدد وظائفهم فيما ينتظر على خط المواجهة جنراليين من اصول غولانية " نسبة الى لواء غولاني" وهما قائد المنطقة الشمالية غادي ايزينكوت والنائب القادم لرئيس الاركان الذي عاد من الحياة المدنية الى صفوف الجيش لتولي هذه المهة الجنرال يائير نافيه حيث فضلا الابتعاد على المواجهة وعدم الادلاء باي تصريح او رأي ولكن اذا تم الغاء تعيين غلانت رئيسا للاركان نتيجة تحقيقات مراقب الدوله فان جنرالات الخط سيتنافسان رأسا برأس على منصب رئيس الاركان .

واخيرا تولد لدى المؤسسة العسكرية الاسرائيلية قناعات بان القضايا القانونية التي واجهها غلانت لن تحسم قبل 14/2 القادم موعد توليه منصب رئاسة الاركان واذا تأجلت مراسم توليه المنصب فلن يصار الى تعيين رئيس اركان مؤقت لعدم وجود سابقه مثل هذه في تاريخ الجيش ما سيجبر اهود باراك على الطلب من اشكنازي الاستمرار في مهامه حتى يحسم امر غلانت نهائيا او حتى تعيين رئيس اركان اخر في حال الغت الجهات القضائية تعيين غلانت .

واختتم يوسي يهوشع مقاله بالقول" في ظل العلاقات السائدة بين رئيس الاركان الحالي ووزير الجيش فان الاخير لم يتعجل الطلب من اشكنازي البقاء في منصبه وكذلك اشكنازي لن يطلب هذا ولكن وكما تبدو عليه صورة الحال فان الصقران ملزمان بتحمل احدهما الاخر حتى تتضح الامور وتنتهي القضية .