السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنبلاط ...لسان الميزان في الجدل حول تسمية رئيس الحكومة في لبنان؟

نشر بتاريخ: 21/01/2011 ( آخر تحديث: 21/01/2011 الساعة: 18:00 )
بيت لحم - معا - يعتبر وليد جنبلاط وكتلته المكونة من احد عشر نائبا في البرلمان اللبناني بمثابة لسان الميزان في الجدل القائم حاليا حول تسمية رئيس الحكومة المقبل ومعه مستقبل لبنان .

ففي حين اعلن سعد الحريري في خطابه امس انه سيكون مرشح الاغلبية البرلمانية لرئاسة الحكومة في الاستشارات التي سيبدؤها الرئيس اللبناني ميشيل سليمان يوم الاثنين المقبل معولا على نواب جنبلاط فان الزعيم الدرزي الي يعرف يتقلباته واصطفافاته المحيرة وتراجعاته واعتذارياته في كثير من الاحيان يحاول وصل ما انقطع بينه وبين حزب الله مؤخرا ما دعا الحزب لقطع الاتصالات معه وذلك عبر الاعلان في مؤتمر صحفي مرتقب له اليوم بالوقوف الى جان قوى الثامن من اذار التي ستسمي عمر كرامي رئيسا للحكومة بدل سعد الحريري الذي اعلنت المعارضة رفضها لترشيحه مرة اخرى لرئاسة الحكومة .

ومن المتوقع ان يعلن الزعيم الدرزي بعد ظهر الجمعة اصطفافه الى جانب حزب الله في تسمية رئيس حكومة لبنان الجديد، بحسب ما افاد مسؤول مواكب للاتصالات وكالة فرانس برس، ما يكرس افتراقه عن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.

ومن المقرر ان يبدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاثنين المقبل استشارات مع النواب بهدف تسمية رئيس حكومة خلفا لسعد الحريري الذي سقطت حكومته الاسبوع الماضي نتيجة استقالة احد عشر وزيرا منها بينهم عشرة يمثلون قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).

وبموجب الاستشارات، تدلي كل كتلة نيابية باسم مرشحها الى رئاسة الحكومة، على ان يكلف الرئيس اجمالا الشخصية السنية التي تحظى باكبر نسبة من التأييد، بتشكيل الحكومة.

وقوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) ممثلة حاليا في البرلمان بستين من اصل 128 نائبا، وقد اعلنت تأييدها للحريري، مقابل 57 نائبا لقوى 8 آذار التي تحتاج الى ثمانية اصوات اضافية من اجل ترجيح كفة مرشحها الى رئاسة الحكومة.

وتتالف كتلة جنبلاط من 11 نائبا، خمسة دروز وخمسة مسيحيين وسني واحد. ويرجح الا يلتزم جميعهم بقرار الزعيم الدرزي.

واورد الموقع الالكتروني للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط ان كتلة جنبلاط النيابية المعروفة ب"اللقاء الديمقراطي" ستعقد "اجتماعا برئاسة النائب جنبلاط الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة (13,00 ت غ)" في منزله في كليمنصو في غرب بيروت.

ويلي الاجتماع "مؤتمر صحافي للنائب جنبلاط الساعة الرابعة والنصف (14,30 ت غ)".

وقال المسؤول القريب من جنبلاط ان الزعيم الدرزي سيعلن في مؤتمره الصحافي "وقوفه في الاستشارات النيابية الى جانب قوى 8 آذار"، انسجاما "مع الخط السوري" الذي قرر العودة اليه منذ صيف 2009.

وكان جنبلاط زار دمشق في نهاية الاسبوع.

وقال المسؤول رافضا الكشف عن هويته "من الواضح ان جنبلاط يخاف حصول فتنة طائفية، ولا خيار لديه سوى دعم حزب الله". واضاف ان الوضع "معلق بخيط رفيع. وربما اذا شعر حزب الله بان الامور تسير وفق ما يريد، لن يحصل عنف على الارض".

ولم يعلن بعد رسميا اسم مرشح قوى 8 آذار الذي يرجح ان يكون رئيس الحكومة السابق عمر كرامي.

واكد سعد الحريري الخميس انه "ملتزم بترشيحه" الى رئاسة الحكومة "بغض النظر عن مناخات الترهيب"، متهما خصومه بالرغبة في اعلان "اغتياله سياسيا".

وتفاقمت الازمة بين فريقي الحريري وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي يطالب حزب الله بوقف التعاون معها، ويتهمها بالتسييس متوقعا ان توجه اليه الاتهام في الجريمة.

سيرة زعيم ومحطات في تاريخ حزب:

وليد جنبلاط في 7 آب 1949، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز الزعامات الدرزية في لبنان، تزعم رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد إغتيال والده كمال جنبلاط مؤسس الحزب، وقد جرت محاولة لاغتياله سنة 1983 في منطقة الصنايع باستخدام سيارة مفخخة.

آل جنبلاط (في لبنان) من أصل كردي عريق، اعترف بهم العثمانيون وعينوا منهم حسين باشا جانبولاد حاكماً على كلّس -حلب، وظلوا قديماً في حلب حتى قام أحد زعمائهم علي باشا جانبولاد بثورته التي قضى عليها العثمانيون ثم قتلوه، فلجأ بعض أفراد هذه الأسرة إلى لبنان، إلى المعنيين الدروز في إقليم الشوف، فتبنى مذهبهم وغدا زعيماً لفريق منهم. وأصل اسمهم (جان بولاد) ومعناها بالكردية ذو الروح الفولاذية [2].

خلال وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان أقدمت القوات التابعة لجنبلاط على اقتحام العديد من القرى المارونية وطرد الآلاف من سكانها انتقاما منها. حيث كانت هناك حملة تطهير عرقي في جبل لبنان من قبل الموارنة ضد الدروز، حيث طردت سكان قرى درزية عديدة وأحرقت مساكنهم ومقدساتهم علاوة على المجازر والاعتقالات التي ارتكبتها الميليشيات المارونية بدعم من الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل لبنان في ذلك الوقت ويغذي الصراعات الطائفية والمذهبية فيه، ويعتبر الدروز أنفسهم أصحاب الأرض كونهم مؤسسي الكيان اللبناني منذ عهد الأمير فخر الدين الأول وهم قد جاؤوا بالمسيحيين الموارنة للعمل في أراضي الدروز كأجراء لكون الدروز يتحدرون بغالبيتهم من عائلات إقطاعية تملك الأراضي ولكن لا تعمل بالزراعة بل مهنتها الرئيسية هي القتال والحرب. نجح وليد جنبلاط في التصدي لهذه الحملة مما اعتبر انتصارا وثبت مركزه القيادي لدى الطائفة الدرزية.[3]

ولد في بلدة المختارة بقضاء الشوف في لبنان، والده هو الزعيم الدرزي النائب والوزير كمال جنبلاط مؤسس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حتى تاريخ اغتياله، ووالدته هي مي أرسلان ابنة شكيب أرسلان أحد زعماء الدروز.

درس المرحلة الابتدائية في الكلية العلمانية الفرنسية في بيروت حتى العام 1961.
بعام 1969 أنهى المرحلة الثانوية في الإنترناشونال كولدج في بيروت.
في 3 يوليو 1973 نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت.

قام بتدريس مادة التاريخ في الجامعة الوطنية في عاليه.
عمل في ملحق جريدة النهار في مدة أقل سنة وكتب العديد من المقالات الاقتصادية والسياسية.
بين عامي 1979 و1980 كتب كلمة صحيفة الأنباء وهي الجريدة الناطقه باسم الحزب التقدمي الاشتراكي.
بتاريخ 29 أبريل 1977 انتخب رئيسًا للحزب التقدمي الاشتراكي خلفا لوالدة وما زال يترأس الحزب.
أطلق ما بات يعرف بثورة الأرز بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، وكان من أبرز قادة حركة 14 آذار التي نادت بسيادة واستقلال لبنان ورفع الوصاية السورية عنه.

تزوج سنة 1981 من الشركسية الأردنية جيرفت جنبلاط وله منها ثلاثة أولاد:
تيمور (مواليد 1982).
أصلان (مواليد 1983).
داليا (مواليد 1986).

زوجته الحالية نورا الشرباتي والتي أصبحت بعد زواجها منه تلقب بنورا جنبلاط، وهي ابنة وزير الدفاع السوري الأسبق أحمد الشرباتي.