غزة- التجار يستصرخون والناس يتذمرون من غلاء اسعار الفواكه والخضروات
نشر بتاريخ: 22/01/2011 ( آخر تحديث: 22/01/2011 الساعة: 15:42 )
غزة - معا - في سوق الشيخ رضوان في غزة، لم تتصور وفاء يوسف في الثلاثينيات من عمرها أن يصل ارتفاع أسعار الخضروات إلى الحد الجنوني الذي وصل إليه، فقد جاءت الى السوق وبجعبتها 100 شيقل تريد بها ابتياع كمية من الخضروات تكفيها لمدة أسبوع لحين نزولها مجدداً في الأسبوع القادم نظراً لطبيعة عملها في إحدى مشاغل التطريز، تقول:"كانت الصفعة الأولى ثمن الطماطم وتوالت بعد ذلك جنون الاسعار فاشترت كميات بسيطة من الخضروات وسأعمل على ترشيد استهلاكها".
وأكد المواطنون في مقابلات أجرتها معهم "معا" ان غلاء أسعار الخضروات والفواكه وموجة الغلاء هذه هي الأكبر منذ عشر سنوات.
وطالب مواطنون بوضع حد لارتفاع أسعار الفواكه والخضروات في الأسواق واكدوا أن أسعارها اصبحت باهظة بشكل لم يسبق له مثيل وهذا الأمر يحرم الكثير من الفقراء وأصحاب الدخل المحدود من شرائها.
أم وليد سيدة في الأربعينات من عمرها قالت "ابني طلب مني أن اشتري له برتقال لكني لا املك ثمنه فزوجي عاطل عن العمل ولا يوجد احد يعيلنا طلبت من البائع أن يبيعني بثلاث شواكل ثلاث برتقالات".
أما أبو محمد الذي يبلغ من العمر سبعين عاما، متقاعد عن العمل، لم يكن حاله أحسن من سلافه "يقول أنا متقاعد عن العمل منذ 15 عاما واخذ جزءا من الراتب واصرف على ابني المتزوج، كنت سابقا استطيع العيش بهذا الراتب الصغير فكنت اشتري معظم متطلبات البيت في 50 شيقل أما الآن الـ50 شيقل لا تكفي لطبخة ليوم واحد، وأردف الحياة صعبة والأسعار في ارتفاع مستمر.
أما التاجر أبو محمد الذي يبيع التفاح على إحدى البسطات فأكد أن التجار ليس لهم يد في هذا الغلاء مضيفا" إن حركة السوق قليلة والأسعار مرتفعة على الجميع على التاجر وعلى المواطن.. أنا أب لخمسة أطفال اشعر بالعجز عندما يطلب مني ابني أن اشتري له شيء ولا استطيع، فالناس لا تشتري الطماطم فكيف للتفاح".
ولم يختلف أبو خالد في العقد الرابع من عمره والذي يبيع الفواكه في سوق الشيخ رضوان عن اسلافه ويقول:" إن أسعار الخضروات والفواكه مرتفعة علينا وعلى المشترين ونحن لا ذنب لنا، فأنا أتمنى أن تباع بضاعتي كلها لكن ما باليد حيلة، الناس تشتري احتياجاتها من الخضروات للطبيخ فالكثير منهم يعتبرون الفواكه من الكماليات".
أبو عدنان لديه عربة يبيع عليها الخضروات قال لنا :" بت احسد الموظف مهما كان راتبه فهو يعرف مدخوله ويسير بناء عليه أما أنا فاذهب كل صباح في البرد الشديد لأحصل على الخضروات وأبيعها لكن بسبب غلاء الأسعار والفقر الذي يعيشه المواطنون تبور معظم البضائع في السوق".
وقال المواطن محمد شحدة (40 عاما) الذي كان يتسوق في سوق الشيخ رضوان، إنه فوجئ بارتفاع كبير في أسعار الفواكه والخضروات وأنه لم يعد بمقدوره توفيرها لاطفاله الستة الذي يلحون دوما في طلبها، في حين أنه يفضل استخدام دخله المحدود في شراء الحاجيات الأساسية لبيته.
وقال خالد عبد الجليل وهو أحد أصحاب البسطات في سوق الخضار والفواكه في الشيخ رضوان، أنه يشتري الفواكه بأسعار مرتفعة لذلك يقوم ببيعها للجمهور بأسعار مرتفعة، وأن مصدر هذه الفواكه ليس فلسطينيا بل يجري استيرادها عبر الأنفاق.
وأضاف أن ربحه تقلص في الفواكه بشكل كبير مع ارتفاع الأسعار إذ لم يعد بمقدور التجار الاستفادة منها بشكل كبير في حين أن شكوى المواطنين تتواصل ويتهمون التجار بالتسبب في رفع الأسعار.
وفي ذات السياق، أوضح أبو بشير الحلو أحد أصحاب محل بيع الفواكه في حي النصر، أن المشكلة تكمن في عدم توفر الفواكه المنتجة محليا في الأسواق.
وعن أسباب هذا الغلاء أرجح البعض سبب غلاء الخضروات والفواكه تلف المحاصيل بسبب تأخر فصل الشتاء وشدة حرارة الصيف التي أثرت على المحاصيل وإتلافها هذا إلى جانب القيود التي تفرضها إسرائيل ومنعها التجار من الاستيراد أو التصدير المنتجات إلى دول أخرى.
ويعكس ذلك المشهد الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطنون وعدم تمكنهم من تلبية جميع احتياجات أبنائهم.