الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

دعوات لتدويل قضية الأسرى في مؤتمر المغرب وسط اهتمام حقوقي

نشر بتاريخ: 22/01/2011 ( آخر تحديث: 24/01/2011 الساعة: 10:28 )
بيت لحم- معا- من الموفد الإعلامي محمد اللحام- لليوم الثاني على التوالي تتواصل أعمال مؤتمر مناصرة الأسرى في سجون الاحتلال بمدينة الرباط المغربية بحضور عربي ودولي وبمشاركة جموع من الحقوقيين الدوليين والعرب وشخصيات سياسية ومجتمعية وثقافية.

وفي حديثه لــ "معا" قال وزير الأسرى عيسى قراقع: "إن هذا المؤتمر يشكل إضافة نوعية لجملة الخطوات الداعمة للمعتقلين وللاسرى الفلسطينيين ويأتي في سياق الدفع بتدويل قضيتهم ونقلها للعالم وخلق شراكة دولية على أمل أن يخرج المؤتمر بإتلاف دولي قانوني إعلامي من اجل توسيع دائرة الصدى بالبعد الدولي والإعلامي لفضح الممارسات الإسرائيلية".

وعن الوفود المشاركة قال قراقع: "إن المشاركة العربية بمستوى جيد، وكنا نأمل أن تكون أفضل، ولكنها كبداية خطوة في الاتجاه السليم، في ظل تفاعل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والكثير من الحقوقيين الدوليين، على أمل أن تكون الخطوات القادمة، أكثر شراكة وتفاعلية دون إسقاط أن مؤتمر المغرب وبهذا الحضور، شكل منبرا وإشعاعا على أهم قضية إنسانية في الصراع مع الاحتلال، وهي قضية الأسرى والأسيرات، الذين يبحثون عن حماية دولية لهم، من عالم أصبح مطلوبا منه احترام مواثيقه التي اقرها ووافق عليها".

الناشطة المغربية سهام ويزه عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر قالت: "إن فعاليات افتتاح المؤتمر كانت جيدة في جلساتها الصباحية والمسائية وانطلاق الورشات في اليوم الثاني بهذا الزخم، يشير لحالة الاهتمام والمثابرة من الجميع، لما لقضية الأسرى الفلسطينيين من وقع في النفس العربية والإنسانية".

وأضافت: "كنت امني النفس، أن تكون المشاركة العربية اكبر وأوسع، وأن يعقد مثل هذا المؤتمر في الساحات العالمية، لكي يطلع العالم أكثر على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بحق الشعب الفلسطيني، بشكل عام، وبحق الأسرى بشكل خاص".

وأبدت الناشطة ويزه، إعجابها الشديد بالمرأة الفلسطينية، وقالت: "لاول مرة اشاهد المرأة العربية بهذه القوة، انها مفخرة للأمة، ويجب أن نتعلم منها هذه الإرادة القوية والعظيمة".

نضال الصرفيتي من سكان قطاع غزة وهو معتقل سابق ووالد لأسير في المعتقلات الإسرائيلية، وهو كذلك والد لشهيدين وصاحب بيت مهدوم، تواجد في المؤتمر وقال معلقا: "انا سعيد بهذا الاهتمام وبالمؤتمر الممتاز، والزاخم بالتعاطف والتعاضد مع أبنائنا في الاسر، معبرا عن افتخاره بتواجده مع هذه الجماهير للمساعدة في إيصال الرسالة الإنسانية للقضية الفلسطينية، مطالبا أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات الجدية، التي تساهم في رفع معنويات الأسرى، وتشعرهم أن هناك من يتابع ويكترث لقضيتهم".

الناشطة المغربية خديجة بركات، عضو الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني، بدورها قالت: "ان هذا المؤتمر حدث تاريخي وخطوة في سبيل الحرية وأكثر ما شدني، الشهادات القوية التي قدمها الأسرى عن ظروف اعتقالهم، وكذلك زوجات الأسرى والشهداء الأسرى، وكان لها وقع قوي على الحضور".

وطالبت بركات، المؤسسات العربية قبل الدولية، بالاهتمام بموضوع الأسير الفلسطيني، وتشكيل لجان للضغط والمناصرة، للتواصل مع هذه القضية السامية، لان الأسرى يعانون ويدفعون ثمن الاحتلال والعنصرية، لا لشيء سوى أنهم يؤمنون بعدالة قضيتهم.

عبلة سعدات، زوجة الأسير القائد احمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، هي الاخرى كانت متواجدة بالمؤتمر، ووصفته بأنه يعبر عن جهد كبير، والملفت في هذا المؤتمر انه جاء بالتعاون وبشراكة فلسطينية مغربية، وهذا بحد ذاته، هو امر مهم وهو خطوة ضرورية يمكن البناء عليها والتقدم للأمام قائلة: "نأمل المتابعة ما بعد المؤتمر عبر اللجان المتوقع إفرازها، وتعميم التوصيات للعمل بها، مع كل اللجان والمؤسسات الدولية والسياسية والحقوقية".

هذا وتستمر أعمال اللجان في اليوم الثاني، ويختتم المؤتمر أعماله، يوم غد الأحد، وعلى هامش المؤتمر، ستعقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية، والأنشطة الثقافية.

من جهته دعا وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الى تشكيل شبكة تنسيق تضم المجالات الاعلامية والقانونية والسياسية لضمان المضي قدما بتدويل ملف الاسرى والارتقاء به ليتحول الى محور اهتمام دولي على كافة المستويات.

وقال العوض في كلمته امام المؤتمر الدولي لنصرة الاسرى المنعقد في المغرب "إن النجاح في ذلك يتطلب من كل الجهات الفلسطينية العاملة في مجال الاسرى اختيار المفاهيم والمصطلحات التي تمكن من تفعيل القضية في مختلف وسائل الاعلام الدولية والتركيز على ان الشعب الفلسطيني ضحية الاحتلال الاسرائلي واجراءاته اللانسانية وليس مصدر تهديد.

وشدد العوض على أن مخاطبة الرأي العام العالمي تتطلب الابتعاد عن الشعارات والارقام الصماء منوها لاهمية الاحصاءات الناطقة التي تتحدث عن معاناة كل اسير واسرته، مشيرا الى ان العالم يقف مع القضايا الانسانية ويتعاطف معها والشعب لديه الاف القصص والمعاناة الانسانية للاسرى وذويهم".

كما دعا العوض في كلمته جهات الاختصاص في ملف الاسرى، بالعمل على فرز كل ملف من ملفات الاعتقال، والعمل عليه مع الجهات الدولية المناصرة مشيرا الى اهمية ايلاء ملف الاطفال من المعتقلين اهمية كبرى، والعمل مع كل المنظمات والهيئات الانسانية الدولية التي تعنى بشؤون الطفل كذلك الامر في ملف النساء الاسيرات وضرورة العمل مع المنظمات النسائية حول العالم بما فيها اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، وايضا ملف النواب والقادة الذي يمكن التقدم به عبر الكتل البرلمانية والاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي والطلب منهم التدخل للافراج عن النواب المختطفين.

وختم العوض كلمته بشكر الشعب المغربي ملكا وحكومة وشعبا، والمنظمة المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني، على استضافة هذا المؤتمر وتقديم التسهيلات لنجاحه، ولتفعيل قضية الاسرى، وصولا لتدويلها.