تقرير صحافي يدعي استغلال عرب 48 في بيت لحم والقدس ورام الله يثير غضب المواطنين واستنكار المسؤولين
نشر بتاريخ: 16/08/2006 ( آخر تحديث: 16/08/2006 الساعة: 16:15 )
بيت لحم- معا- أثار تقرير صحافي نشرته صحيفة "الصنارة" على موقعها الالكتروني حول المواطنين العرب الذين لجأوا من شمال البلاد الى مدن بيت لحم والقدس ورام الله خلال فترة الحرب على لبنان, مشاعر المواطنين في هذه المدن لما حمله التقرير- على حد وصفهم- من أكاذيب وافراءات تناقض قيم واخلاق ابناء الشعب الفلسطيني.
وللوقوف على الحقيقة هاتفت وكالة "معا" عدداً من المواطنين العرب الذين اقاموا في بيت لحم, خلال فترة الحرب, وسالتهم عن رأيهم- بكل صراحة- فيما وجدوه من معاملة من قبل ابناء المدينة.
وقال جول خليل سروجي من الناصرة:" لقد توجهت انا واسرتي المكونة من خمسة افراد الى مدينة بيت لحم, وأقمنا في فندق "الشبرد" لمدة خمسة ايام, حيث لقينا من المعاملة الحسنة ما جعلنا نتناسى همنا وبعدنا عن منازلنا وبلداتنا".
وأضاف سروجي" ليست مبالغة لو قلت اني شعرت نفسي في بيتي وداري, خاصة لما بين مدينتي بيت لحم والناصرة من ترابط وتواصل".
وأكد سروجي الذي استغرب ما نشرته "الصنارة" أنه وكافة النزلاء في فندق "الشبرد" الذين زاد عددهم على خمسين شخصا من الناصرة وحيفا وفسوطة, قوبلوا باناس "طيبين جداً جداً", وشعرنا بمسايرة في الاسعار سواء على صعيد الاقامة في الفندق أو المطاعم والمحلات التجارية التي ذهبنا اليها وتسوقنا منها".
وساق المواطن النصراوي مثلاً على حسن المعاملة في بيت لحم, قائلاً:" توجهت في اليوم الاول الى مدينة الزيتونة السياحية واستمتعت انا واسرتي بالاجواء فيها, ولما عدت في اليوم التالي رفضوا ان يأخذوا مني رسوم الدخول".
وأشار سروجي الى تعلق ابنائه ببيت لحم, وحبهم للاقامة الدائمة فيها, مؤكداً أن احد ابنائه قال له وهو عائد الى الناصرة " يا ريت يا بابا نسكن في بيت لحم".
من جانبه اعرب المحامي فكتور منصور من الجليل مفاجأته بما نشر في بعض وسائل الاعلام حول العلاقة المشوهة بين المواطنين العرب في أراضي 48 واخوانهم في الضفة.
وقال منصور لـ "معا" كنت في بيت لحم أنا واسرتي المكونة من 6 افراد وشقيقي واسرته المكونة من 5 افراد وشقيق زوجتي واسرته المكونة من 4 افراد لمدة 12 يوماً, لم نر خلالها اي تصرف غير لائق من اهالي المدينة, بل على العكس من ذلك وجدنا الضيافة وحسن الاستقبال.
ونفى ان يكون قد تعرض للاستغلال من قبل التجار او اصحاب الفنادق, داعياً الى عدم تعميم اية مشكلات فردية قد تكون حصلت هنا او هناك على واقع العلاقة بين ابناء الشعب الفلسطيني في اراضي 48 والضفة الغربية.
وتمنى منصور أن تتاح له الفرصة القريبة للعودة الى مدينة بيت لحم هو واسرته ليقضوا وقتاً جميلا, ولكن دون أن يكون ذلك بسبب الهروب من الحرب.
من جانبه وصف المهندس جودة مرقص وزير السياحة الفلسطيني ما ورد في "الصنارة" بالتقرير السئ جداً, متهماً معديه بالاساءة لاخلاقيات وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني.
وأكد مرقص أنه طالب في كتاب وجهه لمحافظ بيت لحم صلاح التعمري بتشكيل لجنة من مصادر عليا في السلطة لكشف حقيقة ما جرى في بيت لحم, رافضاً أن تعمم إساءة ما, تعرض لها شخص واحد على جميع ابناء المنطقة.
وتطرق وزير السياحة الى الخطوات التي اتخذتها وزارته لمساندة خطوات المحافظة والشرطة لتقديم المساعدة للمواطنين الذين اضطروا للجوء لمحافظة بيت لحم, مشيراً الى العديد من الاجراءات التي اتخذتها تلك الجهات لمساعدة القادمين والتخفيف عن كاهلهم.
وفند مرقص الاتهامات الواردة في تقرير "الصنارة" حول حدوث استغلال لمواطني عرب 48, ضارباً امثلة حول الاسعار في عدد من الفنادق التي خفضت اسعارها بشكل كبير مثل فندق "بالاس" الواقع في محيط كنيسة المهد, والذي لم يتقاض سوى عشرين دولاراً عن الليلة بدلا من 60 دولاراً كان يتقاضاها في الوضع العادي, كذلك فندق "كونتننتل" الذي تقاضى 100 دولار بدلاً من 160 دولاراً.
كذلك فقد ابدى الكثير من مواطني محافظة بيت لحم- كما حدث في محافظات أخرى- استعدادهم لاستقبال المواطنين القادمين من اراضي 48, وتقديم كافة سبل الراحة لهم, لتجاوز ازمتهم والخروج منها باقل الاثمان.
يشار الى أن صحيفة "الصنارة" الاسبوعية الخاصة التي تصدر في اراضي 48, نشرت على موقعها الالكتروني تقريراً تهاجم فيه المواطنين في بيت لحم والقدس ورام الله وتتهمهم بالاساءة واستغلال المواطنين العرب الذين اضطروا الى القدوم لهذه المدن هرباً من الحرب وسقوط الصواريخ في تلك المناطق.