تفكجي : اسرائيل تريد السيطرة على مئة الف دونم في القدس المحتلة
نشر بتاريخ: 13/07/2005 ( آخر تحديث: 13/07/2005 الساعة: 09:30 )
معا - القدس - كتب محمد عبد ربه - حذّر خليل تفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية من انقلاب ديمغرافي لصالح اسرائيل في القدس الشرقية المحتلة ، ومن سيطرة على اكثر من 100الف دونم جديدة من اراضي المواطنين المقدسيين ، حال تنفيذ مخطط الحكومة الاسرائيلية الاخير بشأن ترسيم مسار جدار العزل حول المدينة المقدسة وضم المستوطنات والكتل الاستيطانية داخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس وخارجها ، سيفضي الى زيادة في اعداد المستوطنين ليصل الى 242الف مستوطن مقابل 182الفاً اجمالي عددهم الان ، في حين سيتقلص الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة الى 130 الفاً ، بعد ان يفقد نحو 150الفاً اقامتهم داخل القدس .
الدراسة التي اعدها تفكجي معطيات تشير الى ان اجمالي عدد المستوطنين في المستوطنات الخمس عشرة المقامة داخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس يصل حالياً الى 182الف مستوطن ، في مقابل 60الفاً يقطنون في مستوطنات تقع خارج الحدود البلدية ، وموزعين على النحو التالي :
معاليه ادوميم ( 30الف مستوطن ) ، متسبيه يريمو ( 805 مستوطن ) ، كفار ادوميم(1328
مستوطناً ) ، نيفي برات ( 4800 وحدة استيطانية ) علموف ( 552 مستوطناً ) مستوطنة(E.1 ) - قيد الانشاء ( تشتمل على 3500وحدة سكنية وخمسة فنادق ) ، الون (116 مستوطناً ) ، كيدار ( ؟؟؟ ) ، جفعات زئيف ( 1774 مستوطن ) ، جفعون ( ؟؟؟ ) ، هاراوار ( 1729 مستوطناً ) ، هارشوئيل ( ؟؟؟) ... ويضيف تفكجي ما سيحدث بعد ذلك بأنه انقلاب حقيقي في المعادلة الديمغرافية لصالح اسرائيل ، وهي معادلة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية خلخلة خطيرة لصالح الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة الذي قارب عدد السكان فيها الى نحو 280 الفاً ، يضاف اليهم ما يزيد عن 120 الفاً يقطنون في بلدات وقرى المحافظة ..... وقد اثارت المعادلة الديمغرافية في القدس ذعراً حقيقياً لدى الاسرائيليين خاصة لدى رئيس البلدية السابق ايهود اولمرت والذي يترأس حالياً مديرية شؤون الجدار في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ، وكان سبق خلال وجوده في رئاسة البلدية ان كلف خبير الديمغرافيا في الجامعة العبرية سيرجيو فيرغولا بإعداد دراسة حول ديمغرافيا القدس ، افضت نتائجها الى التحذير من زيادة مستمرة في الوجود الديمغرافي الفلسطيني في القدس ليصل حتى العام 2010 الى نحو 40% وربما الى اكثر من ذلك نظراً للزيادة الطبيعية في اعداد السكان الفلسطينيين والتي تصل ثلاثة اضعاف الزيادة لدى الاسرائيليين .
........ وكانت الحكومة الاسرائيلية المتعاقبة وعبر ذراعها التنفيذية في القدس بلدية الاحتلال حرصت منذ العام 1967 وحتى ما قبل الانتفاضة الاخيرة الى الحفاظ على ميزان ديمغرافي لا تتعدى نسبة الوجود الفلسطيني فيه ال 27% مقابل 73% لليهود ، الا ان السنوات التي سبقت الانتفاضة وحتى نهاية العام الحالي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الفلسطينيين لتصل الى ما يقارب ال 35% .
ويرى النائب المقدسي حاتم عبد القادر ان السياسة الحمقاء التي انتهجتها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين منذ العام 1995 وحتى الان والمتعلقة بسياسة " الترانسفير الصامت " او ما يعرف بسحب بطاقات الهوية واسقاط حق الاقامة عن المقدسيين ادى الى عودة الآلاف من هؤلاء للسكن داخل الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة ، وكذلك عودة المئات منهم من خارج البلاد ، وترافق ذلك ايضاً مع ارتفاع وتيرة البناء في ضواحي المدينة المقدسة المختلفة...... وقد شكل مخيم شعفاط الذي شملته خارطة الترسيم الجديد للجدار ، معقلا ومقراً جديداً لمئات الاسر التي انتقلت للاستقرار والسكن فيه حفاظاً على وجودها وحقها في الاقامة بالقدس ، ما رفع عدد سكانه الان الى نحو 25 الفاً .... وقد اضافت هذه الزيادة السكانية في المخيم بعداً آخر على الاشكالية الاسرائيلية بخصوصه من الناحية الجغرافية ، فموقع المخيم الاستراتيجي وتوسطه يمنع ان يتواصل شريط المستوطنات شمال القدس -دفع بالاسرائيليين الى التفكير على اكثر من صعيد للتخلص من هذا المخيم ، وتصفية الوجود الديمغرافي منه ، وقد بدأت المحاولة الاولى في مستهل الثمانينات حين طرح رئيس البلدية الاسبق تيدي كوليك مشروعه الخاص بتفكيك المخيم تحت شعار (( ابن بيتك بنفسك )) اقترح في حينه على سكانه منح قروضاً مالية +++ في المناطق الغورية للبناء والسكن فيها ، بيد ان هذا المخطط احبط ورفض بالمطلق من قبل السكان الذين اعتبروا وجودهم في المخيم عنواناً لقضيتهم ، وأن اي انتقال منهم هو لاراضيهم التي اخرجوا منها بالقوة في حربي 1948 و1967 ...... بعد كوليك، طرح رئيس البلدية السابق - ايهود اولمرت - والمكلف الان بتنفيذ مخطط التخلص من المخيم مشروعه الخاص بما اسماه تطوير مخيم شعفاط وكان توجه في اواخر التسعينات بطلب الى بعض الدول مثل اليابان والمانيا للحصول على اموال لاقامة مشاريع داخل المخيم وخارجه، تنتهي بالسكان الى مغادرته ، بيد ان هذا المشروع لم ير النور ، بسبب رفض تلك الدول تمويله لاسباب سياسية .... يذكر ان مخيم شعفاط اقيم في العام 1966 بموجب اتفاق بين وكالة الغوث ووزارة الانشاء والتعمير الاردنية على ما مساحته نحو 400 دونم ، +++ معظم سكان من مدن وبلدات وقرى احتلتها في العام 1948 خاصة مدن اللد ،الرمله ، وبعض بلدات محافظات القدس ، والخليل ..... ولا تقتصر مزايا ترسيم حدود الجدار في القدس على الانقلاب المتوقع في المعادلة الديمغرافية كما يقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات خليل تفكجي بل تتعداه الى توسيع مناطق السيطرة الاسرائيلية على اراض فلسطينية في القدس ، خارج الحدود البلدية بواقع 100 الف دونم جديد ، سيتم الحاقها الى السيطرة الاسرائيلية من خلال ضم الكتل الاستيطانية الثلاث في محيط القدس وهي (( معاليه ادوميم )) ، (( جفعات زئيف )) ،((غوش عتصيون )) ، وتعادل المساحة الاجمالية للقدس بعد السيطرة على هذه الاراضي ما يصل الى 10% من المساحة الاجمالية للضفة الغربية .
وفي هذا يقول تفكجي :
(( الاسرائيليون نجحوا في حسم القدس بحدودها البلدية جغرافياً ، وها هم الان يعملون خارج الحدود البلدية .... ويبدو انهم في طريقهم لتحقيق هذا الحسم )) .