مؤتمر الأسرى بالمغرب:تحرّك تأخر عقودا لمطاردة إسرائيل بالمحاكم الدولية
نشر بتاريخ: 24/01/2011 ( آخر تحديث: 25/01/2011 الساعة: 01:04 )
الرباط- معا- كتب الموفد الإعلامي محمد اللحام- في ختام الإعمال الرسمية للمؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي انعقد في العاصمة المغربية الرباط على مدار 3 ايام، حيث تم الإجماع على تشكيل ائتلاف دولي داعم ومناصر لقضية الأسرى والمعتقلين على المستويات الحقوقية والقانونية والدعم والمناصرة والإعلام بهدف تدويل قضيتهم وانسنتها على المستوى العالمي في ظل "العنصرية" والاحتلال الذي يخترق كافة القوانين والشرائع في ظلمه للأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونه.
وعلى مدار 3 أيام من البحث في ثلاثة محاور أساسية وهي المحور القانوني، والمحور الحقوقي للمناصرة والدعم، والمحور الإعلامي، قدمت أوراق ودراسات بحثية خضعت للنقاش والمداولة من قبل الخبراء والمتابعين تم الخروج منها بأكثر من 30 توصية.
رئاسة المؤتمر ممثلة بمحمد بن جلون الاندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر بالشراكة والتعاون والتنسيق مع نادي الأسير الفلسطيني، اكد لـ "معا" أن المؤتمر لن ينتهي بنهاية اليوم الثالث بل ستكون البداية لعمل "جاد" من قبل لجنة المتابعة التي ستجتمع بعد شهرين وعلى الأرجح في هولندا للبدء بالعمل على تطبيق هذه التوصيات.
اما رئيس الوفد الفلسطيني قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني المنظم لهذا المؤتمر بالشراكة مع الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني، فقد أكد على أهمية المؤتمر بوصفه بالتاريخي الذي يتأمل منه أن يشكل انطلاقة حقيقية في تدويل قضية الأسرى.
بينما قال وزير الأسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر: "إننا تأخرنا كثيرا في إعطاء هذا الملف المهم القدر ألازم من الاهتمام والطوفان به للعالم لكي يطل ويساعد في إنهائه".
واعتمد المؤتمر يوم 17 /4 من كل عام يوما عالميا لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار يوم 17/8 من كل عام يوما عالميا لتحرير واسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة في مقابر الأرقام الإسرائيلية.
وقرر المؤتمر تشكيل لجنة متابعة من خبراء دوليين وعرب وفلسطينيين وفي هذا السياق جاء في البيان الختامي إنه على ضوء ذلك ستواصل الجهات المنظمة للمؤتمر العمل على تشكيل هيئة تأسيسية فلسطينية- عربية- دولية، لتنفيذ قرارات المؤتمر والعمل على متابعة تنفيذ وترجمة توصيات المؤتمر وفق الإمكانيات.
كما قرر المؤتمر تنسيق العمل وتوحيد الجهود على الصعيد المحلي والعربي والدولي لنصرة قضايا الأسرى، ووضع جزاءات قانونية واقتصادية وكذلك القيام بحملات المساءلة.
وتم التأكيد على ضرورة الملاحقة القانونية ضد كل الأشخاص المرتكبين "لجرائم" الحرب على المستوى المحلي والدولي، والضغط على دولة الاحتلال بعدم تقديم المساعدات لها أو دعم اقتصادها، وتعبئة الدول العربية وأميركيا اللاتينية ودول مختلف القارات للقيام بحملة ضغط على الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل القيام بدورها في إحالة قضايا جرائم الحرب الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وطالب المؤتمر بتفعيل دور جامعة الدول العربية في الساحة الدولية بما يخص هذا الملف مع ضرورة أن تتوجه الدولة الفلسطينية لرفع دعاوى فردية أمام المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على تدريب كادر من المحامين للعمل على رصد وتوثيق الملفات والأحكام الصادرة بحق الأسرى وطبيعة الانتهاكات الممارسة ضدهم، وتشكيل لجنة للمختصين لتدويل وتحريك قضايا الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم، كذلك تفعيل دور البرلمانات في طرح قضية الأسرى الفلسطينيين، وتشكيل لجنة من المحامين الدوليين للقيام بزيارات للمعتقلات والسجون الإسرائيلية، والضغط لتفعيل دور الاتحاد الأوروبي على قاعدة المعاملة بالمثل في مواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المحور الإعلامي قرر المؤتمر تأسيس مركز إعلام ودراسات وتوثيق وشبكة إعلامية دولية وبلغات عالمية، والتعاون مع المواقع المساندة للمساهمة في حملات تجنيد الرأي العام العالمي لتفعيل قضية الأسرى، وكذلك تفعيل دور السفارات والممثليات العربية والفلسطينية للقيام بحملات مساندة لقضايا الأسرى والأسيرات، والعمل على إنشاء صندوق لدعم الجهود القانونية والإعلامية لخدمة وإثارة قضايا الأسرى.
وفي المحور الحقوقي والدعم والمناصرة، قدمت العديد من الأوراق البحثية والتوصيات من بينها ورقة المحامي علي ابو هلال والتي تناولت محورين هما أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي يتعرضون لها.
والمحور الثاني أشار لدور المغتربين العرب والفلسطينيين في نصرة الأسرى والقضية الفلسطينية.
واشار باستثمار موقع وتأثير الجاليات الفلسطينية والعربية في بلدان الهجرة والاغتراب وكذلك تعزيز وتطوير حركات التضامن الدولية لنصرة الأسرى والقضية الفلسطينية والديمومة في أشكال الدعم والتضامن مع الأسرى وعائلاتهم.
واعتمد المؤتمر ذلك إضافة الى العمل على إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات والمواثيق الدولية والبروتوكولات الملحقة بها ذات الشأن، وتوفير دعم لمشاريع تعزز صمود الأسرى والمحررين وذويهم.
وقال البيان إن المؤتمر مثل كافة الأسرى والأسيرات والأطفال والمرضى والقدامى وأسرى القدس والمعتقلين من الأراضي المحتلة عام 1948، وأسرى الجولان، والعرب، والمحررين دون تمييز.
وكانت مشاركة طواقم ووفود فلسطينية من داخل الخط الأخضر واضحا وممثلا بعضوي الكنيسة العرب احمد الطيبي ومحمد بركة والمحامي جواد بولس وبعض الأسرى المحررين والمحاميين والباحثين كما كانت الشخصيات المقدسية حاضرة من خلال بعض الأسرى المحررين، فيما حضر بعض النواب من قطاع غزة منهم ابو شمالة النائب عن فتح وومن حماس النائب احمد حلبية رئيس الجنة القانونية في المجلس التشريعي.
وكان النائب الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قد بعث من "زنزانة رقم 28 في سجن "هداريم" رسالة لمؤتمر الرباط الدولي لنصرة الأسرى جاء فيها "أكد مجدداً ما قلناه دوماً من أن إسرائيل" وحكوماتها المختلفة لم تأخذ يوماً قراراً استراتيجياً بالتسوية، وإن انتظار تحقيق الاستقلال الوطني بموافقة حكومة إسرائيل ما هو إلا وهم، والاستقلال الوطني للشعوب يتم انتزاعه بالتضحيات والمقاومة والصمود والكفاح، وان الاستقلال الوطني ننتزعه ولا ننتظره، والرهان على الولايات المتحدة لن يجدي نفعاً، فهي ليست راعية للسلام وإنما راعية للاحتلال الإسرائيلي والعدوان والاستيطان.
وأكد البيان الختامي على إن المؤتمر حمل رسالة الأسرى المطالبة بقوة بضرورة الإفراج "الفوري" وغير المشروط عن الأسرى كافة دون تمييز، ومواصلة العمل من أجل التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، معتبرة أن سياسة الاستيطان والتهويد والاقتلاع من الأرض والتهجير لن تؤدي إلا لمزيد من سفك الدماء في الأراضي المقدسة.
هذا وكان قد شارك وحضر وتفاعل بالمؤتمر رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي وممثلا عن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، بحضور نخبة من بينهم رجال سياسة وفكر وأدباء ومثقفين وشعراء وسفراء عرب وأجانب وممثلي أحزاب وتنظيمات سياسية ونقابية.
ووجه البيان رسالة ثناء وشكر وتقدير للملكة المغربية وللمؤسسات والفعاليات المغربية لما قدموه من مواقف وجهود لاستضافة وتنظيم وإنجاح المؤتمر.
ويقام اليوم الاثنين أمسية شعرية للشاعر الكبير سميح القاسم ومجموعة شعراء وفنانين من المغرب العربي.