الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد عام على رحيل الاحتلال.. قطاع غزة يعيش تحت "أمطار صيفية" تصحبها موجات قتل واجتياح وحصار خانق!

نشر بتاريخ: 17/08/2006 ( آخر تحديث: 17/08/2006 الساعة: 11:24 )
غزة- معا- بحلول السادس عشر من آب/ أغسطس هذا العام, يكون عام كامل قد مر على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة, وإخلاء مستوطنات كانت تشكل كابوساً على أحلام وأنفاس مواطنين يتزايدون سنوياً وبلغ تعدداهم قرابة مليون و400 ألف نسمة في القطاع.

بعد عام من فرحة قطاع غزة بخروج آخر جندي من الأراضي الواسعة والتي سيطر فيها الاحتلال على 40% من أراضي عامة وخاصة، عاد الاحتلال ليفرض سيطرة شاملة وتامة على معابر القطاع التي تعد المتنفس للمواطنين، فأحكم القبضة على معبر رفح رغم توقيع اتفاقية خاصة به ترفع يده عنه، كما سيطر على معابر بيت حانون " إيرز" شمالي قطاع غزة، وصوفا جنوبه والمنطار "كارني" شرقه, ورفع ورقة التوت لمعبر كرم أبو سالم "كيرم شالوم" الذي يرفض الفلسطينيون استعماله حتى في أسوأ الظروف.

عام كامل ملأه الاحتلال بالاجتياحات والاقتحامات والقصف المدفعي وقتل عائلات بأكملها وبحصار بري وبحري وجوي شامل، عدا عن انه فرض حصاراً اقتصادياً خانقاً بعد دخول حركة حماس بالانتخابات التشريعية وفوزها بأعلى نسبة فرضت عليها تشكيل الحكومة الفلسطينية.

قذائف الاحتلال تسقط على منازل المواطنين في ساعات الليل والنهار وتسقط بالقرب منهم كما يتخذ أغلبها المستوطنات المخلاة مرتعاً لها.

عام كامل حصد فيه الاحتلال الذي ادعى رفع سيطرته عن قطاع غزة أرواح 378 مواطناً بينهم 91 طفلاً وجرح 1385 مواطناً بينهم 494 طفلاً خلال عام واحد وفي منطقة قطاع غزة التي لا تزيد مساحتها عن 365 كيلومتر مربع فقط، وذلك حسب إحصاءات مركز المعلومات الصحية الفلسطيني التابع لوزارة الصحة، فيما أقدم على قتل عائلات بأكملها لا تقل عن 15 عائلة على أقل تقدير.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والنائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي اعتبر أن العام الذي مر على انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة لم يحقق فيه الفلسطينيون بعد أي مكسب سياسي، قائلاً أن التجربة حتى اللحظة رغم أنها كانت أحادية الجانب لم تنقل الشعب الفلسطيني المقاوم إلى مواقع أفضل.

وقال لـ "معا":" عام مر على خطوة أحادية الجانب أرادها الاحتلال ان تكون خطوة اولى لمثيلاتها, ولكن الفلسطينيين لم ينجحوا حتى الان في تحويل هذه الخطوة إلى أساس يمكن من خلاله بناء المؤسسات الفلسطينية وتحول هذه الخطوة إلى مصلحة وطنية في حين شهدنا حالة من الفلتان الأمني والتطاول على القانون التي لا زالت قائمة حتى اليوم".

ودعا المجدلاوي إلى البدء على الفور بتشكيل حكومة ائتلاف وطنبي وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني على طريق استثمار نتائج الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.