الملتقى المدني التنموي "نماء" ينظم ورشة عمل حول تعزيز مفاهيم المجتمع المدني لدى الصحفيين

غزة -معا- نظم الملتقى التنموي الفلسطيني "نماء"، اليوم ورشة عمل حول تعزيز مفاهيم المجتمع المدني لدى الإعلاميين الفلسطينيين، وحضر الورشة عدد من الإعلاميين الفلسطينيين العاملين في الإذاعات والصحف الفلسطينية المحلية.

وتحدث في الورشة د. مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة عن مفاهيم المجتمع المدني التي أحدثت لبس لدى الإعلاميين في التمييز بين المؤسسات الحكومية والأهلية، ولتبسيط الأمر على الإعلاميين أوضح تعريف د. عزمي بشارة للمجتمع المدني" بأنه ذلك الحيز العام الذي يربط الأفراد بعضهم البعض بعلاقات طوعية خارج علاقات الدولة ويكون قادر على تنظيم نفسه في دولة مقدما خدمات متعددة لأفراد الشعب"، معرجا إلى المؤسسات الفلسطينية التي قد نعتبرها مؤسسات مجتمع مدني كالجمعيات العشائرية، والطائفية، والأندية، والجامعات الفلسطينية، مؤكدا على أن الإعلام الفلسطيني هو جزء من المجتمع المدني.

ونوه د. أبو سعدة إلى أن المجتمع الفلسطيني ليس مجتمعاً مدنياً حسب المفاهيم والقيم لأنه يفتقر إلى المكونات الأساسية للمجتمع المدني التي تتلخص في التسامح ، والحرية والتراضي العام، واحترام النظام والقانون القائم، والتغيير والتنافس بالوسائل السلمي، والشعور بالانتماء والمواطنة والديمقراطية، فان مكونات المجتمع المدني موجودة منذ عهد الاحتلال متمثلة في المؤسسات غير الحكومية والأهلية، لكننا نرى العلاقات لا تقوم على الاحترام المتبادل وتقبل الرأي الآخر بل هناك محاولة إقصاء وتهميش الرأي والحزب الآخر .

وقال: "إن المجتمع الفلسطيني تم عسكرته إلى ابعد الحدود وبالتالي خلق مسلكيات شاذة عن مبادئ المجتمع الفلسطيني كالفلتان الأمني والعصابات المسلحة، فلا يمكن أن تكون تلك القيم مجرد شعارات ترفعها الجماعات وإنما لابد أن تكون مبادئ حاكمة فعلا لسلوكها وأفعالها وهذا هو معيار الصدق".

وتطرق د. أبو سعدة إلى وظائف المجتمع المدني، ملخصا إياها في تحقيق النظام والانضباط في المجتمع، وتحقيق الديمقراطية، والتنشئة الاجتماعية والسياسية، والوفاء بالحاجات وحماية الحقوق، والوساطة والتوفيق، والتعبير والمشاركة الفردية والجماعية، وملء الفراغ في حالة غياب الدولة أو انسحابها وتوفير الخدمات ومساعدة المحتاجين، مؤكدا على أن العديد من مؤسسات المجتمع المدني تعمل ضمن شروط الممول وليس هذا عيباً لذلك نجد أن بعض الأفراد والإعلاميين يتهمونها بالتقصير.