الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: صمود شعبنا سيبقى شوكة في خاصرة الاحتلال والاستيطان حتى زواله

نشر بتاريخ: 26/01/2011 ( آخر تحديث: 26/01/2011 الساعة: 17:19 )
رام الله -معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي حول احتفالات عيد الشجرة، والذي بات يشكل حدثاً وطنياً هاماً، وأهمية الأرض بالنسبة لشعبنا، وسبل حمايتها والحفاظ عليها، وقال "إن الأرض تشكل جوهر القضية الفلسطينية، لأن بقاء شعبنا وتطور مستقبله منوط بحمايتها والثبات عليها".

وأضاف فياض "لقد اتسم مشهد الصراع في الأعوام الماضية، بصورة واضحة، بين إرادة الحياة والبقاء والثبات على الأرض، والشجاعة التي يبديها أبناء شعبنا لتحقيق ذلك، وبين ممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه ضد شعبنا ومصادر رزقه لدرجة تحولت فيها شجرة الزيتون التي تشكل رمزاً للحياة والسلام الى هدف معلن لارهاب المستوطنين أظهر بصورة جلية رمزية وقساوة المشهد، الذي تجري فيه محاولة قتل السلام ورمزه الأول غصن الزيتون الفلسطيني"، وتابع "رغم مأساوية هذا المشهد إلاّ أنه يظهر الصراع على حقيقته بين شعب أعزل، ولكنه مصمم على الحياة، وعلى نيل حريته وإستقلاله والعيش بحرية وكرامة، وأمن واستقرار وسلام، وبين احتلال يستهدف بممارساته، وصمته على ارهاب مستوطنيه، النيل حتى من مصادر رزق المواطنين والتي تمثل شجرة الزيتون والزراعة في فلسطين عنواناً هاماً لها".

واستكمل رئيس الوزراء حديثه بالقول "لقد أكدت دوماً على أن الصراع على البقاء بالنسبة لشعبنا يعني الاصرار على البناء وتعزيز مقومات الصمود، وبأنه إذا اقتلع المستوطنون شجرة فسوف نزرع عشرة وإن دمروا أعدنا البناء، فهذا هو ردنا، ونحن على ثقة بأن إرادة الحياة هي التي ستنتصر في النهاية".

وأشار فياض إلى أن الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه في إطار الرؤية الاسترتيجية للسلطة الوطنية في مجال الزراعة، يتمثل في الادارة المستدامة للأرض وزيادة مساحتها واستصلاحها والاستخدام المستدام للتنوع الحيوي الزراعي.

وقال "كما تعلمون، فقد تم البدء في تنفيذ مشروع تخضير فلسطين في الموسم الزراعي 2009/2010، حيث تمت زراعة حوالي 2,5 مليون شتلة وبمساحة لا تقل عن 41 ألف دونم". وأوضح أن إستراتيجية التخضير هذه ترتكز على الاستمرار في زراعة الأشتال، واعطاء الأولوية لزيادة إنتاج أعداد أشتال الفاكهة والغابات والمراعي، وبما يساهم في خلق فرص عمل وتحسين دخل المزارع من خلال تزويده بأشتال أشجار الفاكهة، وزيادة كفاءة المراعي من خلال زراعة الشجيرات العلفية، لما لذلك من أهمية في سد جزء من الاحتياجات العلفية لقطاع الثروة الحيوانية، وبالتالي المساهمة في تحقيق الامن الغذائي. وأضاف أن هذا كله يأتي بالإضافة إلى تطوير التشريعات والأنظمة الخاصة بالحراج والمراعي والمحميات الطبيعية، وكذلك اشراك المجتمع المحلي، والمؤسسات الشبابية والتطوعية في تنفيذ هذه الاستراتيجية. ومن المتوقع أن يتم خلال عام 2011 توزيع ما يزيد عن 3 مليون شتلة مثمرة وحرجية على المزارعين.

وأكد رئيس الوزراء أن القطاع الزراعي، يشكل أحد أهم الركائز الرئيسية للاقتصاد الوطني، وقال "باستطاعة هذا القطاع أن يُشغل عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل، وبما يساهم في التخفيف من البطالة والحد من الفقر. سيما إذا أخذنا في الاعتبار أيضا جودة المنتجات الزراعية الفلسطينية، والتي وصلت إلى درجة تمكنت فيها من الوصول الى الأسواق العالمية، وخاصة الأعشاب الطبية، التي تم تصديرها لأول مرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحديثاً دخلت هذه الأعشاب إلى أسواق بريطانيا المنظمة".

وأضاف "هناك منتجات غذائية وزراعية دخلت أسواق دول الخليج العربي وأمريكا وأوروبا، ولذلك تعمل السلطة الوطنية على تطوير وتأهيل البنية التحتية للزراعة، وتطوير المناطق الريفية، وخاصة في الأغوار التي تشكل سلة الغذاء الفلسطينية".

وشدد رئيس الوزراء على أن المبادرات والمشاريع المختلفة التي تقوم السلطة الوطنية بتنفيذها يومياً تهدف إلى تعزيز صمود شعبنا وتمكينه من البقاء على هذه الأرض ليوم آخر، وقال "هذا هو عنوان النضال، وهو المربع الأول لإنهاء الاحتلال. نعم، فالبقاء مقاومة، وهذا هو جوهر برنامج عمل الحكومة في سياق تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين"، وأضاف "إن ما تقومون به يؤكد دوماً أن أصغر زيتونة في بلادنا تظل أكثر تجذراً من جدران الاحتلال واهية الأساس ومستوطناته".

وأشار فياض خلال حديثه الإذاعي إلى أن السلطة الوطنية تمكنت حتى الآن من انجاز حوالي ألفي مشروع استهدفت جميعها تعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء، وضمان حقه في العيش الكريم على هذه الأرض، وقال "المشاريع التنموية التي تنفذ في كافة المناطق ستبقى شوكة في خاصرة الاحتلال والاستيطان حتى زواله، وهي تتكامل مع المقاومة الشعبية السلمية التي تقودها اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان. وكلاهما يعزز ويساند الجهد السياسي الذي تقوده منظمة التحرير لإنهاء الاحتلال ونيل حقوقنا الوطنية"، وأضاف "نحن على ثقة بحتمية إنجاز هذه الحقوق. وهذه الثقة نستمدها من عدالة قضيتنا، ومن تصميم شعبنا وتعاظم الالتفاف الشعبي حول هذه الإستراتيجية".

وختم رئيس الوزراء حديثه بالقول "نحن مصممون على التغلب على كل التحديات والصعوبات والعراقيل التي تفرضها قوات الاحتلال الاسرائيلي، وكلنا ثقة بأن فجر الحرية سيبزغ قريباً من سهول ووديان وجبال وتلال بلادنا وفي مقدمتها القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ولنا مع الحرية موعد قريب بإذن الله".