الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل اصبح مستقبل السلطة على المحك بعد وثائق الجزيرة؟

نشر بتاريخ: 27/01/2011 ( آخر تحديث: 28/01/2011 الساعة: 12:02 )
بيت لحم - تقرير معا - كيف ستؤثر ما كشفته وثائق الجزيرة على مسار المفاوض الفلسطيني؟

س-ما هي الاثار بعيدة المدى على صعيد العلاقات في الداخل والخارج؟

س-هل هذه الوثائق وضعت مستقبل السلطة على المحك؟

س-إعادة التفكير في منظومة عمل طواقم المفاوضات ومرجعيتها؟

شعث: المفاوض اصبح مهزوما

قال الدكتور نبيل شعث لغرفة تحرير معا ان ما كشفته الجزيرة من وثائق كان له اثار كارثية على المفاوض الفلسطيني مستقبلا فقد اصابته بضرر كبير سيعرقل عمله لانه سيسير الى الامام ورأسه الى الخلف خوفا من ضربة صديق.

كما ان شعث قال ان كل من يفاوض الان اصبح مهزوما وبالتالي زادت مشاكله وعليه الان ان يفكر في شعبه ويرفع السقف اكثر لجهة الحفاظ على الثوابت.

كما اكد شعث ان ما نشرته الجزيرة اثر بشكل سلبي على العلاقات الداخلية والخارجية لما تملكه وتسيطر عليه من فضاء، حيث خلقت حالة من عدم الثقة بين الجمهور والقيادة كما انها تركت انطباعات متضاربة في العالم العربي والغربي.

واضاف ":ان ما نشر افادنا في الغرب واثبت اننا كنا نفاوض ولم نكن الطرف الذي يعطل المفاوضات، بينما على الصعيد العربي فان الامر ليس واضحا لكن الوثائق لم تؤثر على الدول المعتدلة في المنطقة ولن تؤثر عليها كثيرا".

كما ان شعث طالب بضرورة نشر الوثائق وقال": يجب علينا ان ننشر كل الوثائق ليطلع عليها الجميع وان لا نبقيها مخبئة حتى يتمكن كل شخص الاطلاع عليها لان اي وثيقة بعد 3 اشهر لا تصبح سرية".

حاتم عبد القادر لمعا: الرئيس مغيب ويجب التداول

من جهته قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح حاتم عبد القادر ان ما كشفته وثائق الجزيرة سيشكل استدارة كاملة لكل اسلوب وهيكلية عمل جهاز المفاوضات الفلسطيني على الصعيد الاداري، ومضمون السجالات والمناقشات والعصف الفكري رغم ان هذا العصف لم يرتق الى مستوى المواقف التي كنا نسمعها.

ودعا عبد القادر الرئيس عباس الى تشكيل جهاز للتحقيق فيما تم نشره واتخاذ اجراءات في ضوء ذلك ووضع قيود وضوابط على المفاوض الفلسطيني حتى في السجالات والمناقشات.

وقال": لا يجوز ان تبقى دائرة شؤون المفاوضات على هذا الشكل ويجب ان يتم تداول ادارة المفاوضات على صعيد ضخ شخصيات جديدة كالاكاديميين مثلا فلا يجوز ان يبقى طاقم المفاوضات لسنوات طويلة في الداخل والخارج".

وشكك عبد القادر ان يكون الرئيس عباس على علم بالكثير مما كان يتم في جلسات التفاوض، وقال": قد يكون مغيب عن بعض التفاصيل ويستلم الخطوط العريضة وليس تفاصيل المحاضر ويكتفي فقط بجملة "لم نتوصل الى حل".

لكن عبد القادر قال ان ما كان يتم من مداولات وسجالات مع الاسرائيليين وبين الموقف السياسي للرئيس مغاير تماما لجهة رفضه تقديم اي تنازلات.

كما اكد عبد القادر ان الوثائق تركت اثارا سلبية على صعيد العلاقة بين الشارع الفلسطيني وقيادته لجهة عدم الثقة بين السلطة والفلسطينيين والعرب خارج فلسطين لا سيما اللاجئين في الشتات وعلى السلطة عمل كبير لمعالجة كل تداعيات التي افرزتها الوثائق.

كما دعا القيادي في فتح الى ضرورة اخذ الدروس والعبر مما حصل لجهة مكاشفة الجمهور لما يجري في الغرف المغلقة لا سيما واننا اصبحنا مكشوفين سياسيا وتفاوضيا.

المصري: التونسة قادمة

اما المحلل السياسي هاني المصري فقد قال ان المفاوض الفلسطيني اصبح اكثر حذرا وترددا بعد الوثائق لجهة التفكير في عدم تقديم تنازلات لانه اصبح يخشى من ان مواقفه سوف تصل الى الراي العام .

واضاف": يجب ان يكون هناك مرجعية للمفاوض الفلسطيني بدل التفاوض بصفة شخصية ".

اما فيما يتعلق بمستقبل السلطة وانه اصبح على المحك؟ قال المصري ان السلطة لها 17 عاما لم تحقق شيئا وحان الوقت لتتخذ طريقا ثانيا يتمثل في اعادة النظر بشكلها ووظائفها وتخدم المشروع الوطني بدل ما تقوم به الان من خدمة للاحتلال وللمواطن الفلسطيني فعليها ان تخدم المواطن فقط.

اما فيما يتعلق بتداعيات الوثائق على صعيد العلاقات الخارجية والداخلية، قال المصري على الصعيد الداخلي تتوقف على ماذا ستفعل السلطة لجهة محاسبة المقصرين ام ستواصل نفس النهج السابق.

خارجيا: اوضح المحلل السياسي ان دول الخارج لا سيما العرب لن يعاقبوا السلطة لان هناك بوادر التونسة تنتشر في الكثير من البلدان العربية .

جقمان: مقاومة دبلوماسية

اما الدكتور جورج جقمان المحاضر في جامعة بيرزيت فقال "ان المفاوض الفلسطيني سوف يكون حذرا اكثر وسيكون الان متوازنا اكثر ولن يتم القبول باي شيء مقترح".

واضاف ": يوجد فرصة للسلطة الان في ظل وجود فراغ سياسي وفشل في المفاوضات فيجب ان تنتهج السلطة الان طرقا جديدة تتمثل في انتهاج مقاومة دوبلوماسية في مجلس الامن ومجالس حقوق الانسان ونبش الكثر من القضايا التي تدين اسرائيل لا سيما تقرير جولدستون.

كما انه اقر بوجود اثر داخلي تركته الوثائق لجهة ان تفاصيل كثيرة كانت غائبة ولا يعلم عنها المواطن لكن الخطوط العريضة معروفة لدى الكثيرين.

اما تأثير العلاقات خارجيا، فقد قال الدكتور جقمان ان الوثائق ستسعف السلطة امام الحكومات والنظم التي هي اصلا تعرف بما تم كشفه.