السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسرى حياة بلا حياة: أسير من غزة يزف بناته دون أن يشاركهن الفرحة

نشر بتاريخ: 29/01/2011 ( آخر تحديث: 30/01/2011 الساعة: 15:34 )
غزة- معا- هكذا هم، أحياء دون أن يعايشوا مفاصل حياتهم، يطلق عليهم اللفظ بأنهم على قيد الحياة ولكنهم لا يشعرون به، فكم من زفاف وعزاء تم وهم خلف القضبان ممنوع عليهم المشاركة وممنوعة عليهم الحياة.

الأسرى خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي، كثيرة هي مفاصل الحياة التي لا يشاركون فيها سوى بالحديث عن بعضها أحياناً أو التواصل بالدعاء أحياناً اخرى...

زوجة الأسير محمد أبو عمشة أحدى زوجات الأسرى التي لعبت على مدار سبع سنوات دور الأب والأم زفت ابنها الأكبر وابنتها الكبرى دون وجود والدهم الاسير وها هي تكرر ذات الأمر مع ابنتها الثانية.

قد تسمع نداءات زوجة الأسير محمد أبو عمشه الأموات لكن لا حياة لمن تنادي، فعلى الرغم من أن ابنتها ستتزوج بعد يومين إلا أنها قررت أن تأتي وتعتصم لعل أحدا يسمع مناجاتها للإفراج عن زوجها الذي لم تره منذ سبع سنوات..

تحدثت بصوتها المخنوق من كثرة البكاء قائلة: "سأزوج ابنتي بعد يومين دون أن يكون والدها معنا" ثم صمتت لبرهة وتابعت، "لقد زوجت ابني الكبير وابنتي الكبيرة من غير والدهم وكنت آمل أن يكون معنا في زواج بقية الأبناء لكن يبدو أن هذه تمنيات فقط".

وتضيف في حديث لـ "معا"، كنت آمل أن يكون محمد معي ويزف ابنته إلى عريسها بنفسه وان يشارك بترتيب عرسها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس.

ثم صمتت قليلا وقد بد عليها الإجهاد قائلة، لقد سرقت الفرحة من قلوبنا سأزوج ثالث أولادي ولم اشعر بالسعادة قط لان الحسرة والغصة تملأ قلبي فبدل أن أكون مثل أي أم بالدنيا مشغولة بتريب الفرح ومستلزماته انشغلت بالتفكير والسعي لتوصيل خبر زواج ابنتي لوالدها عله يسعد بهذا الخبر".

زوجة الأسير أبو عمشة طالبت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالنظر إلى قضية الأسرى ووضعها بعين الاعتبار.

وشكت أبو عمشة من المعاملة السيئة التي يلاقيها الأسرى من قبل الاحتلال الإسرائيلي وسياسة العزل الانفرادي، مطالبة بتطبيق القوانين الدولية التي تحفظ حقوق الأسرى.