هل أصبحت صفحة الفيس بوك منبرا للتعبير عن حرية الرأي؟

جنين– تقرير معا– تبادل مستخدمو الانترنت عبر الموقع الاجتماعي الفيس بوك في معظم بلدان العالم العربي والإسلامي النكات والشعارات والدعوات والدعم فيما بينهم وذلك بالتزامن مع اشتعال الاحتجاجات في المدن المصرية ضد الغلاء وضد نظام حسني مبارك والمطالبة بإجراء التعديلات على السياسة المصرية بأكملها.

وفي الوقت الذي قطعت الحكومة المصرية الانترنت وخطوط الهاتف عن أبناء الشعب المصري وقف أبناء الأمة العربية بجانب اشقائهم بمصر وعبروا عما يدور في أذهانهم وقلوبهم من غضب على النظام المصري ومنهم من اكد على دعمه للشعب المصري ودعوته للشعب بالصمود والاستمرار في الثورة حتى تحقيق الأهداف بالإضافة إلى النكت التي تداولها كافة مستخدمي الانترنت فيما بينهم ونشروها على الصفحة الرئيسية.

مراسل "معا" في جنين رائد ابوبكر، تقصى بعض ما كتب على صفحة الفيس بوك وكان كالتالي:

نبدأ بالنكات حيث قال مشترك: "إن الرئيس حسني مبارك كان في الطيارة وقرر رمي 100 جنيه حتى يفرح بها عائلة مصرية، قالت له زوجته خليهم خمسينتين وفرح بها عائلتين فرد عليها ابنها وقال خليهم 25 وفرح أربع عوائل بينما كابتن الطيارة قال: يا عم ارم نفسك وفرح 70 مليون مصري".

ومن ضمن النكت التي تم تداولها على الفيس بوك: "خبر عاجل: يفيد أن الرئيس التونسي المخلوع بن علي يشارك في برنامج ما يطلبه المستمعون على أذاعه أف أم ويطلب أغنية "مستنياك" ويهديها للرئيس المصري محمد حسني مبارك".

ويقول مشترك آخر: "بيقلك امبارح اتصل امبارك على زين العابدين وقال الو وحياة أبوك إذا بتنام بدري خبيلي المفتاح تحت دعاسة الباب".

نكته أخرى تقول: "اتنين محششين بمصر. واحد بيسأل التاني لو إنتصرنا وفزنا على الحكومة شو راح يصير. قلو بنلعب مع تونس في تصفيات النهائي" فيما تشير اخرى الى "أن مجموعة صعايدة عملوا مظاهرة لبسوا احدهم قناع حسني مبارك وحرقوه".

ولم تقتصر الصفحة فقط على النكت بل نشرت صورا تم دبلجتها عبر الفوتوشوب حيث نرى صورة جمعت بين زين العابدين وحسني مبارك في احدى الجلسات حيث يقول الاول: متتأخرش يا كبير انت عارف الوحدة وحشة، فيرد عليه الثاني وهو حسني مبارك، انتم السابقون ونحن اللاحقون".

وفي مشهد آخر نرى سلسلة من الصور على اليمين صور الرئيس حسني مبارك وبالمقابل صور رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين حكموا الولايات منذ عام 1981 أي عام استلام حسني مبارك حكم مصر حتى عام 2009 حيث كانت الصورة الأولى التي جمعت بين حسني مبارك وبالمقابل رونالد ريغان في عام 1981 وتحت صورة لجورج بوش الأب الذي استلم حكم الولايات في عام 1989 بينما حسني مبارك ما زال يتمسك بالحكم وتلتها صورة لبيل كلنتون الذي استلم الحكم عام 1993 وتلتها صورة لجورج بوش الابن الذي استلم في عام 2001 وبعدها جاءت صور باراك اوباما الذي استلم عام 2009 بينما حسني مبارك ما زال مستلما حكم مصر.

والأدهى من ذلك كتب تعليق تحت هذه الصور "الفرق بين مصر وأمريكا" ليرد عليه آخر باستهزاء، "من الواضح انه ما في استقرار في امريكا" ليرد آخر أيضا باستهزاء أكثر ويقول: "الأمريكيون لا يثقون برئيس والدليل أنه كل أربع سنوات وربما اقل بطيروه داعيا الشعب الأمريكي بوجوب الثقة برؤسائهم مثل ما نعمل نحن العرب".

ولم يكتفي مستخدم الانترنت بالصور والنكت بل كانت هناك تعليقات أخرى مثل "ستتلاشى الغيوم قريبا لتشرق شمس الحرية" وأخر يقول "يامصر أنت اكبر من مبارك ... مصر أنت أمي" بينما مشاركة اخرى تقول "لك الله يا شعب مصر الطريق نحو الحرية صعب وطويل لان الأسياد لا يفرطون بعرابهم الذي ييسر لهم كل الصعاب في المنطق" ومنهم من قال "يا شعب مصر الأبي اصمد ولا تفتر واستمر في الثورة فقد اقترب بزوغ شمس الحرية".

ومنهم من قال ساخرا: "توك توك توك اخونا ملزق وبدو يضحك على الشعب بتغيير الحكومة" ومنهم من تساءل "طل الزعيم المصري ومازال حيا يرزق وله متسع من الوقت لتشكيل حكومة جديدة لكن هل هذا ما يريده اي مصري وهل هي بداية النهاية لنظام مبارك".

ومنهم من اقتبس من أقوال الكاتبة أحلام مستغانمي حينما قالت: "اللهم يا رب العرش العظيم، هد عرشه، وعجل نعشه، وحاسبه يوم القيامة، على دمنا وجوعنا وهوانا، وعلى روح قتلوها، دون خوف من جلال غضبك".

ويبقى التساؤل هل هذا الأمر الذي التمسناه وشاهدناه من تعليقات ساخرة ونكت فكاهية وشعارات رنانة يدل على أن الشعب العربي مكبوت ومحروم من حرية التعبير ووجد صفحة الفيس بوك ضالته ليعبر عن رأيه؟.